العدو الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة في القطاع في اليوم الـ107 للعدوان … «الغارديان»: تدمير قطاع الصحة ونفاد الأدوية يهددان حياة 350 ألف مريض
| وكالات
واصل العدو الإسرائيلي أمس عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ107 على التوالي ما أسفر عن سقوط المئات بين شهيد وجريح، في حين أكدت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن أصحاب الأمراض المزمنة هم ضحايا جدد غير مباشرين للعدوان بسبب تدمير الاحتلال قطاع الصحة ونفاد الأدوية في وقت يفقد الأطفال حياتهم ببطء لنقص العلاج.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس نقلته وكالة «سانا» إن الاحتلال ارتكب خلال 24 ساعة 15 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 178 شهيداً، و293 جريحاً، ليرتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل لليوم الـ107 على القطاع إلى 25105 شهداء، و62681 جريحاً، حتى ساعة إعداد هذا الخبر، مضيفة إن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأوضحت أن الواقع الصحي في القطاع كارثي، حيث يتعمد الاحتلال خنق وتدمير المنظومة الصحية، وإبقاء انهيارها، ويواصل منع دخول المساعدات الطبية.
في الأثناء ألقت صحيفة «الغارديان» حسب موقع «اليوم السابع» الضوء على الوضع الصحي المتردي في القطاع.
وقالت: إن الخدمات الصحية في غزة تم تدميرها حيث اضطر الطاقم الطبي المنهك بعد ثلاثة أشهر من الحرب إلى استخراج الشظايا من دون مسكنات كافية للألم، وإجراء عمليات بتر من دون مخدر، ومشاهدة الأطفال يموتون بسبب السرطان بسبب نقص المرافق والأدوية.
ونقلت الصحيفة عن أطباء، أن عشرات آلاف المصابين بأمراض مزمنة تهدد الحياة في غزة ظلوا من دون علاج لعدة أشهر، وهم الآن «من دون دفاعات»، حيث ضعفت أجسادهم بسبب سوء التغذية والبرد والتعب، لافتة إلى وفاة طفل مصاب بحالة دماغية قبل ساعات من وصول فريق الأمم المتحدة بالأدوية اللازمة.
كما نقلت عن متخصصين في مرض السرطان أنهم لم يتمكنوا من علاج المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك الأطفال المصابون بسرطان الدم أو الأورام التي تتطلب جراحة فورية لإنقاذ حياتهم.
وقال الدكتور صبحي سكيك، مدير عام الأورام في غزة، وهو أيضاً المدير العام لمستشفى الصداقة التركية الفلسطينية في مدينة غزة: «ليس لدينا ما نقدمه لهم، لا نستطيع إجراء العمليات الجراحية وليس لدينا أدوية على الإطلاق»، واضطر قسم الأورام الرئيس بالمستشفى إلى الإغلاق في أوائل تشرين الثاني الماضي.
وأضاف: «هناك أشخاص مصابون بسرطان يهاجم الكبد والعظام والرئتين، يجب أن أشرح لهم حالتهم وأنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به، لدينا مرضى سرطان الدم، بما في ذلك الكثير من الأطفال، الذين ماتوا، ليس لديهم آلية دفاع، ولا جهاز مناعة، وفى هذه البيئة يكونون معرضين للخطر للغاية».
وبعدما أوضح أن رجلاً كان يحضر ابنه إليه كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع ذلك أن الصبي يعاني ورم سريع النمو في حلقه وسيمنع تنفسه قريباً، قال سكيك: «يأتون كل يوم وكل يوم يجب أن أقول إنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. أنا جراح، يمكنني إجراء هذه العملية من دون صعوبة ولكن ليس لدينا أي أدوات، إنه أمر فظيع».
وذكرت الصحيفة أنه ووفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، يعاني 350 ألف شخص في غزة أمراضاً مزمنة ويفتقرون إلى جميع الأدوية تقريباً، موضحة أنه من بين المخاوف الرئيسة الأمراض النفسية التي تكاد الأدوية الخاصة بها تنفد، إلى جانب أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
وأشارت إلى أن هناك مشكلة كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطبية، إذ لا يوجد وقود نتيجة للقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال ولا توجد وسائل نقل.
وبالعودة إلى الشأن الميداني، ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أن ثلاثة مواطنين استشهدوا في استهداف سيارة مدنية في مدينة غزة، في حين استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال الحربية شقة سكنية في حي الرمال تزامناً مع استشهاد مواطنين اثنين في قصف استهدف منطقة الحكر وسط القطاع.
وذكرت أن طيران الاحتلال شن غارات متواصلة على مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، مشيرة إلى استشهاد الصحفي كرم أحمد أبو عجيرم جراء قصـف لمنزله شرق خان يونس، وذلك بالتزامن مع قصف طائرات الاحتلال منزلاً خلف مسجد الألباني في محيط الحي النمساوي غرب المدينة.
وأفادت الوكالة باستشهاد خمسة مواطنين في قصف مدفعي استهدف شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
بدورها أفادت وكالة «سانا» باستشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلاً في منطقة السوارحة وسط القطاع.
بدورها ذكرت وكالة «شهاب» الفلسطينية أن جيش الاحتلال يواصل تفجير المنازل في خان يونس ويدمر مصانع شرقي المدينة، بعدما دمر معظم منازل تل الزعتر شمال غزة.
ونقلت الوكالة عن وزارة الأوقاف في غزة أن الاحتلال دمر 1000 مسجد من أصل 1200 في القطاع.