بعد التعادل مع أوزبكستان والخسارة أمام أستراليا في الكرنفال الآسيوي … المعلق العُماني خليل البلوشي يبعث برسالة تفاؤل للسوريين .. منتخب سورية يخوض مباراة حياة أو موت بمواجهة الهند
| الدوحة- محمود قرقورا
عند الامتحان يكرم المرء أم يهان مثل عربي قديم ينطبق على منتخبنا في مباراة اليوم التي لن تكون عادية بمواجهة منتخب الهند في ختام دور المجموعات للكرنفال الآسيوي الثامن عشر المقام في قطر، فبعد الأداء المقبول في الشق الدفاعي وعودة الشخصية للمنتخب التي فقدها أمام اليابان ضمن تصفيات آسيا والمونديال كان لا بد من إظهار شخصية مختلفة عن تلك التي كانت أشبه بالحمل الوديع أمام اليابان قبل شهرين بالتمام والكمال، وبالفعل استطاع الكادر الفني بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر إعادة ترتيب الأوراق من خلال الاعتماد على اللاعبين الجدد، ونجح في تطبيق أفكاره الدفاعية بمواجهة منتخبين كبيرين (أوزبكستان وأستراليا) وتلقى هدفاً يتيماً كان ممكناً تلافيه.
ولكن الشق الهجومي بحاجة إلى عمل أكبر وجرأة أكثر، وبما أن الفوز مطلب أساسي بات لزاماً التحرر والمغامرة، والأسماء الموجودة قادرة على خلخلة دفاعات الهند التي تلقت خمسة أهداف في 180 دقيقة فضلاً عن تلقيها الأهداف في آخر 10 مباريات بكأس أمم آسيا.
منتخب سورية لم يصم عن التسجيل في ثلاث مباريات متتالية بكأس آسيا، ولم يسبق له التأهل في ست مشاركات سابقة، ما يجعل الحافز كبيراً في لقاء اليوم لتغيير التاريخ، وإن كان بلوغ دور الستة عشر ليس مبلغ الأمل ولن يكون إنجازاً خارقاً، لكنه أخف وطأة عند الشارع الرياضي الذي افتقد الفرحة منذ زمن، والعبور حد أدنى مطلوب للكادر الفني واللاعبين، وغير ذلك نعود لدوامة الإخفاق وكأنك يا أبا زيد ما غزيت، والمنافس على الورق متواضع الإمكانيات ودفاعه سهل وهجومه محتشم وخبرته قليلة وحيلته ضعيفة، ووفق هذه المعطيات لن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال العجز عن ترويضه وحسم المباراة بجدارة.
في البطولة السابقة اكتفينا بنقطة من لقاءي فلسطين والأردن وتحتم علينا الفوز على أستراليا في المباراة الثالثة، وتلك كانت مهمة صعبة بنظر كل السوريين، والصورة اليوم مماثلة مع اختلاف المنافس الذي يعد الأسهل على الورق، ولذلك الفوز يبدو بالمتناول وغير ذلك فضيحة كروية جديدة.
معنويات عالية
حرص رئيس اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا على حضور التمارين بصحبة رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان، وبدت معنويات اللاعبين عالية، ويشعر المتابع في وجوههم الرغبة بالانفجار وإسعاد الجماهير التي لم تبخل بالتشجيع والحضور خلال المباراتين السابقتين على أرضية ملعب جاسم بن حمد بنادي السد، وكان الجمهور الأوحد في الملعب تقريباً، ولكن الصورة ستختلف اليوم بوجود جالية هندية ضخمة متمركزة في المنطقة القريبة من الملعب بمدينة الخور، ورغم سعة الملعب الكبيرة البالغة قرابة سبعين ألف متفرج إلا أن المراقبين يتوقعون حضور 40 ألفاً على الأقل، وخاصة أن المباراتين السابقتين للهند أمام أستراليا وأوزبكستان شهدتا حضوراً هندياً كبيراً.
اللاعبون كلهم متاحون بيد المدرب كوبر بمن فيهم عمر خريبين الذي بات جاهزاً وعليه اعتماد كبير نظراً لعامل الخبرة، وهو يمتلك الحافز ليصبح ثاني لاعب سوري يسجل في بطولتين مختلفتين بعد وليد أبو السل الذي سجل في نسختي 1984 و1988 بمرمى الكويت والبحرين على التوالي.
المباراة تقام على أرضية ملعب البيت المونديالي بداية من الثانية والنصف عصراً وفي التوقيت ذاته تقام مباراة أستراليا وأوزبكستان على أرضية استاد الجنوب، ويتطلع لاعب أستراليا جاكسون إيرفين ليصبح أول أسترالي يسجل في ثلاث مباريات متتالية في البطولة، واللقاء يحمل الرقم ثلاثة بين المنتخبين في النهائيات بعد فوز الكنغارو 6/صفر في نصف نهائي عام 2011 هنا في قطر وبركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في النسخة الماضية على الأراضي الإماراتية.
احتمالات التأهل
التعادل يكفي أستراليا لضمان الصدارة بعد ضمانها التأهل.
فوز أوزبكستان ينقلها لصدارة المجموعة بعد ضمانها التأهل بنسبة كبيرة.
فوز سورية كاف للتأهل من بوابة المركز الثالث، ولكن احتلال المركز الثاني وارد ويتطلب خسارة أوزبكستان أمام أستراليا وفوز سورية على الهند مع ترميم فارق الأهداف الذي تمتاز به أوزبكستان قبل جولة الختام.
الهند عليها الفوز وانتظار بقية نتائج المجموعات الأخرى، وربما لا يكفيها ذلك نظراً لتلقيها خمسة أهداف.
وتجدر الإشارة إلى أن المتصدر سيلعب مع أحد المنتخبات التي تحتل المركز الثالث، في حين يلعب الثاني مع ثاني المجموعة السادسة، على حين سيلعب الثالث مع بطل المجموعة الثالثة أو الرابعة.
وجهاً لوجه
لقاءات سورية والهند تاريخياً بلغت ستة لقاءات كلها في دورة الهند، ما يجعل لقاء اليوم الأول بينهما في البطولة، والحصيلة فوزان لسورية وفوزان للهند وتعادلان والأهداف 7/7 وفق البيان:
23/8/2007: الهند × سورية 2/3 (خالد البابا وزياد شعبو هدفين).
29/8/2007: الهند × سورية 1/صفر.
29/8/2009: سورية × الهند 1/صفر (علي دياب).
31/8/2009: الهند × سورية 1/1 ثم 5/4 بالترجيح (علي دياب).
22/8/2012: الهند × سورية 2/1 (علاء الشبلي).
16/7/2019: الهند × سورية 1/1 (فراس الخطيب) من جزاء.
مباراتا المجموعة الثالثة
تختتم اليوم بداية من السادسة مباريات المجموعة الثالثة فتلتقي الإمارات مع إيران وفلسطين مع هونغ كونغ، والفرصة ذهبية لأسود كنعان الفلسطينيين كي يعبروا دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركتهم الثالثة، على حين سيكون لقاء الإمارات وإيران برسم الصدارة التي تعتليها إيران بست نقاط مقابل أربع للإمارات ونقطة لفلسطين ولا شيء لهونغ كونع.
وتحمل مواجهة الإمارات وإيران الرقم ستة في البطولة والحصيلة أربعة انتصارات لإيران مقابل تعادل يتيم والشباك الإيرانية نظيفة في اللقاءات الخمسة والتعادل السلبي بينهما حصل خلال الدور الأول لنسخة اليابان عام 1992 وكان سبباً مباشراً في خروج إيران من دور المجموعات للمرة الوحيدة في كل مشاركاتها، وحققت إيران الفوز أعوام 1984 و1988 و2011 و2015، في حين مباراة فلسطين وهونغ كونغ هي الأولى بينهما في البطولة والآمال كبيرة بتأهل المنتخب الشقيق عقب المستوى الجيد أمام الإمارات.
رسالة تفاؤل
المعلق العُماني خليل بلوشي وجّه رسالة تفاؤل إلى الجمهور السوري في تصريح خاص لصحيفة «الوطن» بقوله:
أعتقد أن المنتخب السوري ظهر بأداء مميز جداً في مباراته مع المنتخب الأوزبكي وظهر أيضاً بأداء جيد ومقبول أمام المنتخب الأسترالي أقوى فريقين في هذه المجموعة ومن المرشحين أيضاً للذهاب بعيداً في البطولة، سورية لم تخدمها النتائج لكن على أقل تقدير نجحت بأخذ نقطة، وبالتالي أصبحت المواجهة مع الهند هي المواجهة التي من خلالها يتأهل المنتخب السوري للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني، والفرصة مواتية جداً فنياً، فالمنتخب السوري أفضل من الهندي، عناصرياً أفضل، كثقة مدرب أيضاً والتعامل أعتقد بأن الوضعية تميل لمصلحة المنتخب السوري من أجل تحقيق الانتصار بشكل كبير كي يضمن حضوره في الدور القادم، لكن كمستوى عام أعتقد أن المنتخب ظهر بصورة جيدة خلال المباريات الماضية كان نداً كبيراً جداً للمنتخب الأوزبكي وأيضاً أمام منتخب أستراليا ظهر بشكل جيد جداً، الفرصة ما زالت قائمة بخصوص المركز الثاني إذا ما أرادت سورية فعلياً فعليها تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف المسجلة في شباك المنتخب الهندي لتحاول أن تصل إلى المركز الثاني وعندها تواجه ثاني المجموعة السادسة.
كل الأمنيات بالتوفيق للمنتخب السوري في مباراته الأخيرة أمام الهند، إن شاء اللـه نشاهد نسور قاسيون في الدور القادم، ونشاهد الانتصار الأول في هذه البطولة، إن لم يكن في المركز الثاني فربما تحجز سورية مقعدها إلى الدور القادم كأفضل ثالث منتخب بين المنتخبات المشاركة في البطولة.
مباراتا الأحد
التقى ضمن المجموعة السادسة أمس الأول الأحد عُمان وتايلند على أرضية ملعب عبد اللـه بن خليفة بنادي الدحيل، وانتهت المواجهة سلباً ليحصد منتخب السلطنة نقطته الأولى في حين وصل المنتخب التايلندي للنقطة الرابعة، وضمن التأهل بصحبة الأخضر السعودي الذي وصل للنقطة السادسة عقب فوزه على قيرغيزستان بهدفي محمد إبراهيم كنو وفيصل عبد الرحمن الغامدي في الدقيقتين 35 و88، وشهدت المباراة طرد لاعبي قيرغيزستان إيزار أكماتوف وكاي ميرك في الدقيقتين (9 و52).
وتعادل منتخبي عُمان وتايلند هو التعادل السلبي الرابع في هذه البطولة بعد الصين مع طاجيكستان، وسورية مع أوزبكستان، ولبنان مع الصين، والرقم القياسي للتعادلات السلبية خمسة تعادلات وحصل ذلك في نسخة قطر الأولى 1988.