رسالته حملت عنوان «الذكاء الاصطناعي والسلام» … البابا فرنسيس يؤكد على تقدم العلم كطريق للسلام والعدالة بين الشعوب
| الوطن
أكد بابا الفاتيكان فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام لهذا العام أن التطورات التكنولوجية، ومن بينها أشكال الذكاء الاصطناعي، التي لا تؤدي إلى تحسين نوعية حياة البشرية، لا يمكن اعتبارها تطوراً حقيقياً لخدمة الإنسان، داعياً إلى إدارتها بطريقة تصون حقوق الإنسان الأساسية وتحترم المؤسّسات والقوانين، بما يعزز التنمية البشرية المتكاملة.
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي السابع والخمسين للسلام التي تلقت «الوطن» نسخة منها شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن يكون التوسّع التكنولوجي مصحوباً بمسؤولية توظيفها واستخدامها، مشيراً في هذا الإطار إلى دور المدارس والجامعات بمساعدة الطلاب والمختصّين لتبني الجوانب الاجتماعيّة والأخلاقيّة لتطوير واستخدام التكنولوجيا لتحقيق السلام والخير العام للإنسان والمجتمع بعيداً عن الأنانية والمصلحة الشخصيّة والجشع في تحقيق الربح، وصولاً إلى الوقوع في أشكال من عدم المساواة الاجتماعيّة، وانعكاسات ذلك على العمّال وكرامتهم وأمنهم الوظيفي وأجورهم العادلة.
كما أشار البابا فرنسيس إلى قضية أخلاقيّة خطية، وهي استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب، مؤكداً أن أنظمة الأسلحة الآليّة لا يمكن أن تكون مسؤولة أخلاقياً، وأن الإنسان وحده قادر على التعامل معها وتقدير المسؤولية الأخلاقية حين استخدامها، كما شدد في الرسالة على أن العالم لا يحتاج إلى تقنيات جديدة تسهم في التطوير غير العادل لسوق الأسلحة وتجارتها، بل هو بحاجة إلى السلام واستدامته، داعياً المجتمع الدولي إلى تبني معاهدة ملزمة وتنظم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، وتشجّع وتحفّز الأساليب الإبداعيّة وتسهّل المبادرات الشخصيّة والجماعيّة النبيلة.
وقال البابا في رسالته: إن الكرامة الجوهرية لكل شخص يجب أن تكون أساساً لتطوير التكنولوجيات الجديدة فتكون بمنزلة معايير لا جدال فيها لتقييمها قبل استخدامها، حتى يتمكن التقدم الرقمي من التحقق مع احترام العدل والمساهمة في قضية السلام، فالتطورات التكنولوجية التي لا تؤدي إلى تحسين نوعية حياة البشرية جمعاء وتؤدي إلى تفاقم عدم المساواة والصراعات لا يمكن اعتبارها تقدماً حقيقياً، مشدداً على ضرورة ألا يزيد التطور السريع لأشكال الذكاء الاصطناعي عدم المساواة والمظالم الكبيرة الموجودة أصلاً في العالم.