4 من كل 10 مستوطنين تم إجلاؤهم في الشمال لن يعودوا بعد الحرب … إعلام العدو: حزبان يعتزمان تقديم مقترح لسحب الثقة من حكومة نتنياهو
| وكالات
أعلن حزبان إسرائيليان أنهما سيقدمان مقترحاً بسحب الثقة عن حكومة رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإسقاط حكومته بسبب عجزها عن استعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، في حين كشف استطلاع للرأي أن 4 من كل 10 مستوطنين تم إجلاؤهم في الشمال لن يعودوا بعد الحرب.
وحسب قناة «كان» الإسرائيلية صرح حزب «هناك مستقبل» أنه إذا لم يتم تغيير الميزانية فسيقدم مجدداً اقتراحاً بحجب الثقة وسيعمل على إسقاط الحكومة، كما كشفت «القناة 12» الإسرائيلية، أن حزب «العمل» الإسرائيلي، سيقدم مقترحاً لسحب الثقة من حكومة نتنياهو، بسبب عجزها عن استعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة.
وفي وقت سابق أمس، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المعارضة سحبت اقتراحين لإسقاط الحكومة تم تقديمهما إلى الكنيست، بدعوى إنها لن تمارس السياسة أثناء الحرب، والحكومة منشغلة»، وعلت أصوات في إسرائيل تطالب بعزل نتنياهو، لعدم تمكّنه من تحقيق هدفي الحرب على قطاع غزة المتمثلين في «القضاء على حركة حماس»، و«إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين».
وفي هذا السياق، دعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في وقت سابق، الحكومة إلى عزل نتنياهو من منصبه على الفور «في تصويت لحجب الثقة»، معتبرةً أن بقاءه في منصبه «هو بمنزلة مقامرة بمستقبل إسرائيل»، وتوجّهت الصحيفة الإسرائيلية، في افتتاحيتها، إلى قادة الأحزاب المشاركة في الحكومة لعزل نتنياهو، بالقول إن «مستقبل إسرائيل بين أيديكم: أظهروا المسؤولية في هذا الوقت المشؤوم وافعلوا الشيء الصواب»، في إشارة إلى عزل نتنياهو.
يأتي ذلك بالتزامن مع ضغوط كبيرة تمارسها عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزّة، مطالبةً بوقف الحرب أو التوصل إلى صفقات مع المقاومة الفلسطينية لاستعادتهم، وأرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية منذ نحو أسبوعين، تطبيق قانون يحد من إمكانية عزل رئيس الوزراء، وذلك حتى دورة «الكنيست» المقبلة، أي بعد إجراء انتخابات.
وقبل يومين، خرج مستوطنون، بتظاهرات ضخمة في «تل أبيب»، تطالب بإسقاط حكومة الاحتلال الحالية برئاسة، بنيامين نتنياهو، وإجراء انتخاباتٍ جديدة، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
على خط مواز، أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بأن ما يقرب من 80 ألف مستوطن يعيشون بالقرب من الحدود اللبنانية «أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها»، وكشف استطلاع أجراه مركز «المعرفة» الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، أن نحو «60 بالمئة فقط متأكدون أنهم سيعودون عندما ينتهي القتال، وأنّ «4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا»، ووفق «هآرتس» تلك أرقام هائلة.
وحسب المتحدث باسم مستوطنة «مسكاف عام»، فإن «الخوف أكبر تجاه الشباب الذين أدخلوا في السنوات الأخيرة دماء جديدة إلى المستوطنات القديمة، فبمجرد وقوع حادث أمني واحد هنا، سينهض 30 بالمئة منهم وسيغادرون، ذلك لأنهم لم يشهدوا توتراً أمنياً ولو لثانية واحدة.
بدوره، قال رئيس مجموعة الجليل الشرقي ورئيس المجلس الإقليمي لـ«مفوؤوت حرمون» بيني بن موفحار: إن نتائج الدراسة تظهر بوضوح أن مستوطني الجليل الشرقي لا ينوون العودة إلى مستوطناتهم حتى يتحقق الأمن الكامل في المنطقة، مُطالباً «بحل عسكري سياسي مسؤول، إذ ليس لدى المستوطنين أي تحمّل للحلول الموقتة».
أمّا مدير «المجتمع المحلي» في مستوطنة «يفتاح»، جوناثان فريدمان، فأكّد أن المستوطنين «يخافون من اليوم الذي يطلبون منهم فيه العودة»، لأنهم «لن يتمكنوا حتى من تخيل العودة إلى مستوطناتهم من دون غرف محصنة».
في هذا الإطار، كشف الاستطلاع «صورة وضع مقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي» لمستوطني الجليل الشرقي، الذين «يتعامل جزء منهم منذ 3 أشهر مع تحديات وصعوبات أنتجها القتال المتواصل مقابل حزب الله».
وسعى المشاركون في وضع الاستطلاع لفحص ظهور أعراض ما بعد الصدمة بين المستوطنين، إذ «رسمت النتائج التي توصلوا إليها صورة قاتمة لحالتهم العقلية والعاطفية»، ووفقاً لمعطيات مركز «ليئور تسفاتي» لأبحاث الانتحار والألم النفسي، فإن «16 بالمئة من المستوطنين عانوا أعراض ما بعد الصدمة قبل بدء القتال، أمّا بعد بدء الحرب فارتفعت الأرقام إلى 30 بالمئة.
ومن ناحية أخرى، وفق الاستطلاع فإن صورة أعراض الصعوبات النفسية من الواقع لدى مستوطني الجليل الشرقي تشير إلى أنها تضاعفت تقريباً عن حالة البقية، وأظهر الاستطلاع أن 54 بالمئة من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بشكل مستقل وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة.
أمّا من بين المستوطنين الذين تم إجلاؤهم، فأبلغ 48 بالمئة منهم عن مشاعر ما بعد الصدمة، بينما شهد 40 بالمئة من الذين بقوا في منازلهم على تطور صعوبات نفسية نتيجة لحالة الحرب، كذلك، أفاد ما يقرب من 90 بالمئة من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب، إذ يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد على 50 بالمئة في دخلهم خلال هذه الفترة.
يُشار إلى أن الاستطلاع، الذي أجري بدعم من رؤساء المستوطنات في المنطقة، الذين يخشون حدوث أزمة ديموغرافية مع نهاية الحرب، شارك فيه نحو 2000 من مستوطني جميع سلطات المجموعة، الذين تمّ إجلاء 52 بالمئة منهم أو أخلوا بشكل مستقل، بينما بقي 48 بالمئة منهم.
وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن ضرورة إجراء «استعدادات تشمل ملاجئ ضخمة وفرق إنقاذ وتنسيق مع سلطات المستوطنات»، في حال توسّعت الحرب مع حزب الله، وفي وقت سابق قال الوزير السابق في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مئير شطريت: إذا وقعت حربٌ مع لبنان، فإن صواريخ حزب اللـه لن تصل إلى كريات شمونة فقط، بل ستطول تل أبيب وديمونا، وأيّ مكان في العمق الإسرائيلي.