طهران وإسلام أباد اتفقتا على إعادة سفيريهما.. وعبد اللهيان يزور الثانية هذا الشهر … إيران: علاقاتنا مع العراق وباكستان متينة.. وملتزمون بسيادة دول المنطقة
| وكالات
أكدت إيران أمس أن استهداف المواقع الإرهابية لـ«جيش العدل» في باكستان كانت ضرورة «آنية» لمواجهة إرهابيين كانوا يستعدون لهجوم على الحدود الإيرانية، بالتزامن مع إعلان طهران وإسلام أباد الاتفاق على عودة سفيريهما إلى ممارسة مهامهما الدبلوماسية في السادس والعشرين من الشهر الجاري وعن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى باكستان في الـ29 من الشهر ذاته، كما شددت إيران على التزامها بأمن العراق ودعم حكومته وشعبه.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن «استهداف المواقع الإرهابية لجيش العدل في باكستان كانت ضرورة آنية لمواجهة الإرهابيين الذين كانوا يستعدون لهجوم على الحدود الإيرانية»، وأضاف إن «استهداف خلية إرهابية على الحدود يأتي ضمن دفاعنا عن مصالح الشعب الإيراني وأمنه»، وشدّد على أن «العلاقات الإيرانية- الباكستانية قوية ومتينة»، موضحاً أن «تعزيز الأمن بين حدود البلدين هدف مشترك لإيران وباكستان» وفق وكالة «مهر» الإيرانية.
وتابع كنعاني إن «العلاقات بين طهران وإسلام أباد أخوية وقوية ومبنية على المصالح المشتركة، حيث إن مكافحة الإرهاب لا تزعزع أبداً هذه العلاقات، وأكد أن «إيران وباكستان متمسكتان بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ولن تسمحا لأي طرف باستغلال ما حدث».
وفي سياق متصل، اتفق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره الباكستاني جليل عباس جيلاني على عودة سفيري البلدين إلى مقر عملهما لممارسة مهامهما الدبلوماسية، وأفاد بيان مشترك للخارجيتين الإيرانية والباكستانية بأن سفيري البلدين سيعودان إلى ممارسة مهامهما الدبلوماسية في الـ26 من كانون الثاني الجاري، كما أكد البيان أن أمير عبد اللهيان سيزور باكستان تلبيةً لدعوة نظيره الباكستاني في الـ29 من الشهر ذاته.
أتى ذلك بعدما استدعت الخارجية الباكستانية القائم بالأعمال الإيراني في إسلام أباد، للتعبير عن احتجاجها على الضربات الإيرانية، موضحةً أنه لن يسمح للسفير الإيراني الموجود في طهران بالعودة إلى باكستان حالياً، وذلك على خلفية الضربات التي شنّتها إيران في البلاد ضد «جيش العدل».
وقبل أيام، شهدت الحدود الإيرانية الباكستانية توترات، بعدما استهدفت إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتين تابعتين لـتنظيم «جيش العدل» الإرهابي في باكستان، رداً على «الجرائم الإرهابية التي قام بها مؤخراً أعداء إيران»، على حين قامت باكستان أيضاً بهجمات على قرية بالقرب من منطقة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وفي وقتٍ سابق، أكدت السفارة الباكستانية في طهران أن «باكستان تقف دائماً إلى جانب إيران، وفي كل الظروف الصعبة»، مضيفةً إن «التعاون والثقة المتبادلين بين البلدين الشقيقين وسط المحيط الإقليمي المعقّد، يحظيان بأهمية قصوى وذلك من أجل تعزيز الأمن والسلام».
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وخلال مؤتمره الصحفي أمس تحدث كذلك بخصوص استهداف إيران أربيل شمال العراق والموقف العراقي منه، وأكد كنعاني أن هناك «تهديدات من جغرافيا إقليم كردستان العراق، لذلك فإن إيران لن تقف مكتوفة اليدين أبداً حيال الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها».
وبيّن أن «استهداف مقار «الموساد» في أربيل كان عقوبة للمتآمرين على أمن إيران، ولم يكن اعتداءً على العراق أو إقليم كردستان»، مشدداً على أن «أمن إيران ومواطنيها خط أحمر، والقوات المسلحة الإيرانية ستقوم بواجبها في هذا الإطار»، وفي السياق، قال كنعاني إن «العلاقات الإيرانية العراقية قوية ومتينة»، وإنّ «هناك تعاوناً ثنائياً بين البلدين على مختلف الصعد»، مشيراً إلى أن بلاده «من أهم المدافعين عن أمن العراق وتحترم سيادته ووحدة أراضيه».
وفي وقت سابق، شنت إيران ضربات في العراق وسورية، استهدفت أحد المقار الرئيسة للموساد في أربيل في كردستان العراق وتجمعات للإرهابيين في إدلب، وذلك رداً على اغتيال قادة في محور المقاومة.
وتعليقاً على تصريح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن الهجوم على إيران، قال كنعاني إن «هذه التهديدات واهية ولا قيمة لها»، مشدداً على أن «أي اعتداء على إيران لن يبقى من دون رد»، ولفت إلى أن «تهديدات الكيان الصهيوني تعكس خطره على الأمن الإقليمي والدولي وتهديده للسلام العالمي، مضيفاً إنه «من الأفضل لهذا الكيان أن يخرج أولاً من مستنقع حربه على غزة، ثم يُفكّر بتهديد مراكز القوى في المنطقة».
وبخصوص علاقات بلاده مع مصر، وفي معرض السؤال عن احتمالية زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، قال كنعاني إنه ليس لديه «معلومات للإعلام بشأن الزيارة حتى الآن»، لكنّه شدّد على أن «العلاقات الإيرانية- المصرية حققت تقدماً جيداً في الفترة الأخيرة»، وأشار إلى أن «القضية الفلسطينية موضوع مهم تناوله المسؤولون بين البلدين في الأشهر الأخيرة».
واستنكر كنعاني استمرار الكيان الصهيوني بعدوانه على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن استشهاد آلاف الفلسطينيين وتدمير عدد كبير من المنازل والبنية التحتية في قطاع غزة يدلان على مستوى الوحشية التي يمارسها هذا الكيان القاتل، وأعرب عن أمله بأن تقوم المحافل الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بمعاقبة المجرمين الإسرائيليين على ممارساتهم.
بالتزامن، نفت وكالات إيرانية حدوث انفجار في محافظة سمنان الصناعية وسط إيران، وأكدت أن الصوت الذي سمع أمس ناجم عن خرق طائرة حربية إيرانية حاجز الصوت، إذ نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية، عن مصادر قولها إن دوي الصوت الذي سُمع في منطقة كرمسار، التابعة لمحافظة سمنان وسط البلاد، صباح (أمس) الإثنين، سببه اختراق جدار الصوت من طائرة حربية إيرانية كانت تحلق على ارتفاع منخفض، ولم يسجل وقوع أي انفجار في المنطقة.