وزراء خارجية «الأوروبي» عقدوا اجتماعاً حول فلسطين والتقوا نظراء عرباً في بروكسل … الاتحاد: حل الدولتين أولوية قصوى.. الجامعة العربية: ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
| وكالات
أعلن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس بوينو أن الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل أمس الإثنين في بروكسل شهد مشاورات مكثفة هدفها في المقام الأول حشد الجهود من أجل «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية، على حين دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط خلال اجتماعه وعدد من وزراء الخارجية العرب مع الوزراء الأوروبيين في لقاء منفصل الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوة مبدئية ضرورية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي مداخلة على شاشة «القاهرة الإخبارية»، قال بوينو: إن الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل، استهدف مناقشة الأوضاع في قطاع غزة بشكل رئيسي، وأضاف «بوينو»: إن الاجتماع شهد مشاورات مكثفة، تهدف في المقام الرئيس إلى حشد الجهود؛ من أجل حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية ليعم الاستقرار في المنطقة.
وأشار بوينو إلى تأكيد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الحلول العسكرية والقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع الذي يعاني حصاراً خانقاً لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أنه حان الوقت لتكون القضية الفلسطينية أولوية قصوى للمجتمع الدولي.
وقبيل انطلاق اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، شدد جوزيب بوريل في تصريحات له على ضرورة التمسك بحل الدولتين في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه «لا يوجد حل بديل، وذلك بعد تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافضة لإقامة دولة فلسطينية.
ووفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية، أشار بوريل إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة «يزداد سوءاً يوماً بعد يوم»، وأنه «لا توجد كلمات تعبر عن مدى سوء الأوضاع»، وذكر بوريل أن أسلوب إسرائيل في «تدمير» حماس لم يكن صحيحاً، لأنها «زرعت بذور الكراهية التي ستستمر لأجيال»، ولفت إلى أهمية التعاون مع الدول العربية لتحقيق التقدم في «حل الدولتين»، وتطرق بوريل كذلك إلى ضرورة زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مبيناً أن التدفق الحالي ليس بالمستوى الذي يضمن بقاء الفلسطينيين.
بدورها، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بهدنة إنسانية عاجلة في قطاع غزة، لإيصال المساعدات للفلسطينيين هناك، وذلك في تصريحات صحفية أدلت بها أمس الإثنين قبيل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
الوزيرة الألمانية اعتبرت أن «الهدنة الإنسانية العاجلة ضرورية للتخفيف من حدة الوضع في غزة، وتقليل المعاناة الهائلة للأطفال بشكل خاص، إضافة إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس»، وفي سياق متصل، قالت بيربوك أنه لا يمكن لإسرائيل «العيش في أجواء آمنة إلا إذا عاش الفلسطينيون حياة آمنة وكريمة»، وأكدت أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وزير الخارجية اليوناني يورغوس يرابتريتيس قال من جهته: إن أي خطة سلام لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، يجب أن توفر منظوراً مستداماً بالنسبة لفلسطين، وفي حديثه عن الحرب الإسرائيلية على غزة، قال يرابتريتيس: إن منطقة الشرق الأوسط تمر «بمرحلة حساسة»، مشدداً ضرورة تحرك أوروبي عاجل بهذا الخصوص.
ولفت الوزير إلى ازدياد سوء الوضع الإنساني في غزة، مبيناً أن اليونان تؤيد فتح ممرات إنسانية لعبور المساعدات من دون أي عراقيل، ودعا إلى اتخاذ تدابير للحيلولة من دون توسع الصراع بالمنطقة، معرباً عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في لبنان وسورية والعراق وفي البحر الأحمر.
كما أكد ضرورة انطلاق المباحثات المتعلقة بالمرحلة التي تلي تحقيق السلام في المنطقة، وأوضح أن خطة السلام هذه يجب أن توفر منظوراً مستداماً لفلسطين، واعتبر أن أي خطة سلام يجب أن تتضمن «إدانة كل الأنشطة الإرهابية، وإطلاق سراح الرهائن»، وأن هذه الخطة يجب أن تكون تحت حماية المجتمع الدولي.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 25295 شهيدًا، و63 ألف مصاب، أغلبيتهم من النساء والأطفال، حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس في حصيلة مرشحة للارتفاع كل دقيقة، إضافة إلى آلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام.
في الغضون، التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نظراءهم من فلسطين ومصر والسعودية والأردن وأمين عام جامعة الدول العربية، إضافة إلى وزير خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث دعا أبو الغيط الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوة مبدئية ضرورية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ونقلت وكالة «وفا» عن المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، أن اللقاء تناول ضرورة العمل على وقف الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة فوراً، والتعامل مع آثار الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وأوضح رشدي أن اللقاء شهد أيضاً «توافقاً عريضاً» بين الجانبين العربي والأوروبي على أن «حل الدولتين» يبقى الطريق الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأن كل محاولة لتأخير تنفيذ هذا الحل أو التهرب منه تعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر.
وأضاف رشدي: إن الأمين العام استمع ومعه الوزراء العرب إلى بعض الأفكار الأوروبية الجادة لإطلاق عملية سلمية ذات مصداقية على أساس حل الدولتين، والتوصل إلى تسوية نهائية تقوم على تطبيق هذا الحل، بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967، ونقل عن أبو الغيط قوله: إن الكثير من الأفكار الأوروبية تنطوي على جوانب إيجابية فيما يخص الأفق السياسي المطلوب لإنهاء الصراع، وأن المطلوب الآن هو أن يقرن القول بالعمل.