أكد أمام قمة الجنوب الثالثة ضرورة تعزيز التعاون بين دول الـ«77» والصين لمواجهة التحديات … صباغ: نثمن موقف المجموعة المناهض للإجراءات القسرية ودعمها لقضايانا
| الوطن
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ أمس، في كلمة أمام قمة الجنوب الثالثة المنعقدة في العاصمة الأوغندية كامبالا، تشديد سورية على ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية، وضمان مشاركة الدول النامية في صناعة القرار فيها، مثمناً موقف المجموعة طويل الأمد المناهض للإجراءات القسرية الانفرادية غير الشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية، بما فيها تلك التدابير المفروضة على سورية، ودعمها المستمر لقضاياها في مختلف المنابر الدولية، وبالأخص فيما يتعلق بالجولان السوري المحتل.
وقال صباغ في كلمة تلقت «الوطن» نسخة منها: «لقد لعبت هذه المجموعة (دول الـ77 والصين) التي تمثل ثلثي الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة دوراً مهماً على الساحة الدولية، وتنامت أهميتها الآن، أكثر مـن أي وقت مضى، نظراً لما يشهده العالم مـن تحـدياتٍ اقتصادية غير مسبوقة، من جرّاء الكوارث الطبيعية وتغيـر المنـاخ، وتراجـع الأمن الغـذائي والمائي، وتضخم الاقتصاد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وأزمة الطاقة، إضافة إلى استمرار كل أشكال النهب المنظم لثروات الشعوب ومقدراتها على أيدي قوى الاحتلال والاستعمار».
وشدد على أن التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء هما المفتاح الأساسي لحشد جهود المجموعة في مواجهة تلك التحديات، كما أن استمرار وتعزيز هذا التعاون والتضامن في الفترة القادمة، سيمكنها من مواصلة الدفاع عن مصالحها المشتركة، ومواجهة مختلف الأزمات والتحديات التي تعترض جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وتحقيق المزيد لتلبية تطلعات شعوب دول المجموعة بالتقدم والازدهار، وخاصة في ضوء تجاهل الدول الغربية الكثير من المشاغل المحقة لمجموعتنا.
وأكد صباغ أن سورية تشدد على ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وضمان مشاركة الدول النامية في صناعة القرار فيها، وتوفير التمويل الفعال والقابل للتنبؤ للأغراض التنموية لجميع مستحقيه من دون تسييس، وبما يضمن تعامل المؤسسات المالية الدولية مع دول المجموعة لجهة توزيع الحصص، ووحدات حقوق السحب الخاصة، مع مراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتنمية المستدامة، وليس فقط معيار الدخل في الشروط التي يضعها البنك الدولي للحصول على التمويل، كما نؤكد ضرورة إعطاء الأولوية في الحصول على التمويل والمنح الدولية للدول التي تمر بظروف غير اعتيادية كالكوارث الطبيعية أو الحروب وغيرها.
وقال صباغ: «إن سورية تؤكد أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل المناخي، وتقديم المساعدة اللازمة للدول النامية للتخفيف من الآثار الكارثية لتغير المناخ واستعادة التنوع الحيوي، وذلك من خلال وضع آليات تمويل ميسرة، وتطوير الحلول العلمية، وبناء القدرات، مهنئاً دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالنجاح الذي حققته باستضافتها المؤتمر الثامن والعشرين للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية المعنية بتغير المناخ (كوب 28)».
وتابع: تشدد سورية أيضاً على إيلاء مسألة المياه الأولوية والاهتمام البالغ الذي تستحقه، وترشيد الاستفادة من الموارد المائية، وخاصة في ظل الضغوط الشديدة التي تتعرض لها نتيجة الإجراءات الأحادية، وتغير المناخ، والكوارث الطبيعية، والنمو المتزايد للطلب على المياه.
وأعرب صباغ عن شكر سورية وتقديرها لدول المجموعة على دعمها المستمر لقضاياها في مختلف المنابر الدولية، وبالأخص فيما يتعلق بالجولان السوري المحتل، من خلال تقديم المجموعة مشروع القرار السنوي حول السيادة الدائمة للشعبين السوري والفلسطيني على مواردهما الطبيعية وكذلك في إطار الوثيقة الختامية للقمة عبر إعادة المطالبة بالانسحاب الفوري لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من الجولان السوري، والتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الرئيسة أمام تحقيق التنمية المستدامة والبيئة الاقتصادية السليمة في المنطقة، هذا إلى جانب الدعوة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على البنى التحتية السورية، بما في ذلك المطارات المدنية، الأمر الذي يهدد سلامة الطيران المدني وأرواح المسافرين، ويعوق عمليات المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، ويشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وأوضح أن سورية تثمن موقف المجموعة طويل الأمد المناهض للإجراءات القسرية الانفرادية غير الشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية، بما فيها تلك التدابير المفروضة عليها، التي طالت بآثارها الكارثية الحياة اليومية للسوريين جميعاً، وحرمتهم من احتياجاتهم الأساسية، وحدّت من قدرة مؤسسات الدولة على تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمار وتحقيق التنمية والرفاه، مبيناً أن دعوة المجموعة للرفع الفوري لهذه الإجراءات تستدعي تعزيز الجهود لتحقيق ذلك، ولاسيما في ضوء تعنت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وإصرارهما على سياساتهما الخاطئة القائمة على الضغط على الشعوب الرافضة لهيمنتهما والمتمسكة بسيادتها وقرارها وخياراتها الوطنية.
وجدد صباغ التأكيد على التزام سورية بمواصلة العمل مع جميع دول المجموعة لتحقيق الأهداف المشتركة، مشدداً على ضرورة أن يكون للمجموعة دور قيادي في صياغة الأعمال التحضيرية لقمة المستقبل المزمع عقدها في شهر أيلول القادم، باعتبارها منصة مهمة لإيجاد حلول عملية تلبي آمال دولنا في الرفاه والازدهار والتنمية.
وتقدم صباغ في بداية كلمته باسم سورية بالشكر لجمهورية كوبا الصديقة على رئاستها الناجحة لمجموعة الـ77 والصين خلال عام 2023، مشيداً بالجهود التي بذلتها، والتمثيل المتميز لمصالح الدول والشعوب، كما توجه بالشكر لحكومة جمهورية أوغندا الصديقة على استضافتها قمة الجنوب الثالثة، مهنئاً لها بتوليها رئاسة مجموعة الـ77 والصين.
وانطلقت أعمال قمة الجنوب الثالثة أول من أمس في كمبالا بمشاركة سورية وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة دنيس فرنسيس، وخلال افتتاح أعمال القمة جرى تسليم رئاسة مجموعة الـ77 والصين من كوبا إلى أوغندا.