العدو الإسرائيلي يكثف مجازره.. والأغذية العالمي: القطاع ينزلق نحو المجاعة … المقاومة على صمودها.. ويوم «صعب» آخر على الاحتلال يرفع عدد قتلاه إلى 535
| الوطن
تسارع السياسة والميدان في غزة، ومع اشتداد المعارك وتمكن المقاومة من التصدي لمحاولات توغل العدو، كشفت التصريحات السياسية عن تفكير جدي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار وفقاً لترتيب حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في سيناريو أميركي- عربي لا تزال ترفضه إسرائيل المصرّة على استكمال حرب الإبادة التي رفعت عداد الشهداء في غزة إلى 25295 شهيداً و63 ألف إصابة.
العدو الإسرائيلي كَثَّفَ بشكل غير مسبوق أمس من عدوانه على جنوب القطاع، وصعد من حملته الشرسة على المستشفيات ومراكز الإيواء هناك ما أدى إلى سقوط أكثر من 500 مدني بين شهيد وجريح، في حين اضطر المواطنون لدفن عشرات الشهداء في مقبرة جماعية بساحة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان نقلته قناة «الميادين» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 20 مجزرة خلال 24 ساعة، ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 190 شهيداً و340 إصابة، وذكرت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
المقاومة الفلسطينية من جانبها خاضت اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع، مكبّدة الجنود الإسرائيليين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما أعلنت «سرايا القدس» عن عملية مشتركة مع «كتائب القسام» استهدفت خط إمداد ومسير آليات الاحتلال شرق جباليا، شمال القطاع.
من جانبه وعقب إيقاعه إصابات مؤكدة في إحدى قواته التي كانت تتحضر لتنفيذ عدوان داخل الأراضي اللبنانية من ثكنة «زرعيت»، حقق حزب اللـه أمس إصابات مباشرة في مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج وموقع السماقة وموقع الراهب.
جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر بمقتل 3 ضباط إضافيين، وإصابة 3 جنود في صفوفه، في معارك خان يونس، جنوب قطاع غزة، كما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية أمس بأنه يوم «صعب للغاية»، موضحةً أن الضباط القتلى هم من «الكتيبة 202» من لواء المظليين، في جيش الاحتلال.
ومع مقتل هؤلاء، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي المعلَن، منذ بدء المعارك البرية في القطاع، إلى 200، وإلى 535 منذ بدء الحرب.
إلى ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من انزلاق القطاع نحو المجاعة وتزايد خطر الإصابة بالأمراض، على حين دخلت 120 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية وغذائية و6 شاحنات وقود منها 4 غاز منزلي إلى القطاع.
ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى رفع الحواجز والقيود المفروضة على توصيل المساعدات إلى غزة وداخلها، واستئناف حركة المرور التجارية وذلك تزامناً مع وقف إطلاق النار فوراً لأسباب إنسانية.
بالتوازي، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إن اللقاء الذي جمع أمس وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أكد وجود تلاقٍ كبير في وجهات النظر حول ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشار أبو الغيط عبر صفحته الرسمية في منصة «إكس» إلى أن «اللقاء أكد وجود تلاقٍ كبير في وجهات النظر حول ضرورة الانتقال السريع إلى مسار سياسي يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين، من دون إضاعة سنوات كما حدث في الماضي».
وأضاف: «سنحتاج إلى مزيد من الحوار على مستويات مختلفة للوصول إلى التوافق العربي الأوروبي المطلوب».
في غضون ذلك كشفت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن وثيقة داخلية أوروبية تقول: إن الاتحاد سيمضي قدماً في محادثات سلام لإنهاء الحرب في غزة من دون مشاركة إسرائيل.
وحسب الصحيفة فإن خطة السلام الأوروبية تقول: إنه لا يمكن افتراض «أن الإسرائيليين والفلسطينيين سيشاركون بمفاوضات قريباً».