صباغ لدول قمة الجنوب: نُثمّن مواقفكم الداعمة لبلدنا والمناهضة للإجراءات القسرية … اجتماع «أستانا» بنسخته الحادية والعشرين ينطلق غداً
| الوطن
ينطلق غداً في العاصمة الكازاخية اجتماع «مسار أستانا» بنسخته الحادية والعشرين، وذلك على مدى يومين وسط توقعات وزير خارجية كازاخستان أيبك سمادياروف بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.
وقال سمادياروف أمس: إنه من المتوقع أن يشارك بيدرسون في الاجتماع الدولي حول سورية بصيغة أستانا، الذي سيعقد يومي 24 و25 من الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية.
وقال سمادياروف حول مشاركة بيدرسون: «نحن على تواصل مع أمانته، على الأرجح سيشارك»، وأوضحت «تاس» أنه إضافة إلى وفد الجمهورية العربية السورية، ووفد «المعارضات» وممثلي الدول الضامنة «روسيا، إيران، تركيا» فإن ممثلين عن الأردن والعراق ولبنان والأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر سيشاركون بصفة مراقب.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري بينت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«الوطن» أن الاستعدادات استكملت لإطلاق الجولة الحادية والعشرين من المسار، حيث سيترأس الوفد السوري نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ.
وحسب وكالة «تاس» الروسية يتضمن جدول الأعمال القضايا المتعلقة بتطور الوضع الإقليمي حول سورية، والجهود المبذولة من أجل التسوية الشاملة والوضع الإنساني فيها، وتعبئة جهود المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الأزمة فيها.
ومن المقرر أن يصل صباغ إلى أستانا قادماً من العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث ترأس وفد سورية المشارك في قمة مجموعة الـ77 والصين.
وفي كلمة أمام قمة الجنوب الثالثة المنعقدة في كمبالا، جدد صباغ تشديد سورية على ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية، وضمان مشاركة الدول النامية في صناعة القرار فيها.
وقال صباغ في كلمة تلقت «الوطن» نسخة منها: «لقد لعبت هذه المجموعة (دول الـ77 والصين) التي تمثل ثلثي الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة دوراً مهماً على الساحة الدولية، وتنامت أهميتها الآن، أكثر مـن أي وقت مضى، نظراً لما يشهده العالم مـن تحـدياتٍ اقتصادية غير مسبوقة، من جرّاء الكوارث الطبيعية وتغيـر المنـاخ، وتراجـع الأمن الغـذائي والمائي، وتضخم الاقتصاد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وأزمة الطاقة، إضافة إلى استمرار كل أشكال النهب المنظم لثروات الشعوب ومقدراتها على أيدي قوى الاحتلال والاستعمار».
وأوضح أن سورية تثمن موقف المجموعة طويل الأمد المناهض للإجراءات القسرية الانفرادية غير الشرعية واللاأخلاقية واللاإنسانية، بما فيها تلك التدابير المفروضة عليها، التي طالت بآثارها الكارثية الحياة اليومية للسوريين جميعاً، وحرمتهم من احتياجاتهم الأساسية، وحدّت من قدرة مؤسسات الدولة على تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمار وتحقيق التنمية والرفاه، مبيناً أن دعوة المجموعة للرفع الفوري لهذه الإجراءات تستدعي تعزيز الجهود لتحقيق ذلك، ولاسيما في ضوء تعنت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وإصرارهما على سياساتهما الخاطئة القائمة على الضغط على الشعوب الرافضة لهيمنتهما والمتمسكة بسيادتها وقرارها وخياراتها الوطنية.
وجدد صباغ التأكيد على التزام سورية بمواصلة العمل مع جميع دول المجموعة لتحقيق الأهداف المشتركة، مشدداً على ضرورة أن يكون للمجموعة دور قيادي في صياغة الأعمال التحضيرية لقمة المستقبل المزمع عقدها في شهر أيلول القادم، باعتبارها منصة مهمة لإيجاد حلول عملية تلبي آمال دولنا في الرفاه والازدهار والتنمية.
واختتمت القمة أعمالها أمس، باعتماد الوثيقة الختامية التي حملت تأكيد دول المجموعة على مواصلة العمل من أجل تحقيق نظام اقتصادي عادل يكون للدول النامية دور فاعل فيه، وإصلاح النظام المالي المتمثل بمؤسسات بروتون وودز، والذي تأسس خلال الحرب العالمية الثانية، ليتناسب مع المستجدات والتحولات التي طرأت على الساحة الدولية خلال العقود الثمانية الماضية.