الأرز أهدر فرصة ذهبية للتأهل وتاريخ سلبي للتنين بأمم آسيا … نسور قاسيون يتجاوزون دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخهم
| الدوحة- محمود قرقورا
أخيراً فرجت على المنتخب السوري الأول بكرة القدم وتجاوز عقدة دور المجموعات التي لازمته في ست مشاركات سابقة، وانتقل للدور الثاني بشطارة بعد فوزه على الهند بهدف مقابل لا شيء سجله عمر خريبين في الدقيقة السادسة والسبعين، حيث أدرك المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر منذ البداية أن الطريقة المثالية للتأهل حصد نقطة من أول مباراتين، وهذا يتطلب التحصين الدفاعي بمواجهة منتخبين أعلى في تصنيف الفيفا وأكثر جاهزية وهما الأوزبكي والأسترالي، وفي المباراة الأخيرة لا بد من المغامرة لتتحقيق المطلوب وهذا ما حدث بالضبط.
أربع نقاط من مجموعة ليست سهلة حصيلة جيدة، وتلقي هدف واحد في ثلاث مباريات حصيلة أكثر من مقبولة، والمشكلة النزعة الهجومية التي لم تكن بقدر الطموحات في أول مباراتين وهذا أعلم به المدرب الذي يدرك بواطن الكرة السورية وما تحتاجه في هذه الفترة، وخاصة أن بداية كوبر الرسمية شهدت خماسية يابانية بمرمانا سرّبت الشك للجماهير السورية.
أفراح الجماهير السورية كانت عارمة هنا في الدوحة وملعب البيت سعته قرابة 69 ألف متفرج وتوقع المراقبون أن يضيع الجمهور ولكن الحضور قارب 43 ألفاً، واحتفلوا خارج الملعب، واللاعبون وجدوا الاستقبال الحافل في مقر الإقامة بفندق أزدان بالاس بحضور وسائل إعلام محلية وعربية.
تشكيلة نسور قاسيون الأساسية أمس هي نفسها التي بدأ بها المدرب كوبر في أول مباراتين وضم التشكيل: أحمد مدنية للمرمى، وعبد الرحمن ويس وايهم أوسو وثائر كروما ومؤيد عجان للدفاع، وعمار رمضان وخليل إلياس وإيزاكيل العم ومحمود الأسود للوسط، و إبراهيم هيسار وبابلو صباغ للهجوم.
ودخل عمر خريبين وعلاء الدالي ومحمد عنز مكان بابلو صباغ وعمار رمضان ومحمود الأسود على التوالي.
أستراليا تتصدر
حافظ منتخب أستراليا على صدارة المجموعة الثانية بتعادله مع أوزبكستان بهدف لمثله وسجل للكنغارو مارتن بويلي من من جزاء في الدقيقة 45 وللذئاب البيضاء تورغونباييف في الدقيقة 78 فرفعت أستراليا رصيدها إلى 7 نقاط مقابل 5 لأوزبكستان وأربع لسورية ولا شيء للهند.
وفي لغة الأرقام بات عمر خريبين ثاني لاعب سوري يسجل في بطولتين بعد وليد أبو السل 1984 و1988 بينما سجل خريبين في البطولة الماضية وهذه البطولة، والفوز السوري هو الثامن في 24 مباراة وكل الانتصارات بفارق هدف واحد.
المؤتمر الصحفي
قال المدرب السوري كوبر في المؤتمر الصحفي عقب المباراة بأنه فخور باللاعبين وسعيد بالتاهل وأثنى على اللاعبين الذين لم يبخلوا بقطرة عرق وأشاد بالانضباط التكتيكي ووعد بالاستمرار بنفس الحماسة والتفاول، وقال إنه يحب أن يكون الفريق منظماً ومنضبطاً تكتيكياً ولا يحب الفوضى ابداً وألمح إلى أنه رغم تأخر الهدف فقد حافظ الفريق على انضباطه وحقق الهدف المنشود، ولم يفكر أبداً بالخصم القادم متمنياً الوصول لأبعد نقطة في البطولة.
بدوره اعترف مدرب منتخب الهند أن اللاعب رقم 7 في صفوف سورية ويقصد عمر خريبين هو الذي صنع الفارق وهذا ليس غريباً على لاعب قيمته السوقية ضعف قيمة لاعبي الهند كاملين، وأشاد بمنتخب سورية الذي استحق الفوز.
مباراتا اليوم
جرت مساء أمس مباراتا المجموعة الثالثة فلعبت إيران مع الإمارات وفلسطين مع هونغ كونغ وتطالعون النتيجتين في الصفحة الأولى.
وتقام اليوم مباراتا الجولة الأخيرة للمجموعة الرابعة لكأس أمم آسيا الثامنة عشرة المقامة في قطر، فتلتقي العراق مع فيتنام بداية من الثانية والنصف عصراً وفي التوقيت ذاته تتقابل اليابان مع إندونيسيا.
وقبل ضربة بداية جولة الختام بانت المعطيات عندما ضمن منتخب العراق الشقيق صدارة المجموعة أياً كانت نتيجته اليوم بعد وصوله للنقطة السادسة مقابل ثلاث لليابان وإندونيسيا والجداءات المباشرة لمصلحته بمواجهة الطرفين القادرين للوصول إلى النقطة السادسة، ولا شيء لمنتخب فيتنام الذي لن يفيده الفوز على العراق وبات خارج الحسابات ومركزه الرابع لا محالة لأن المواجهة المباشرة بينه وبين إندونيسيا ذهبت في اتجاه إندونيسيا بهدف من علامة الجزاء.
على الورق الساموراي الياباني مدعو لمحو آثار الهزيمة المفاجئة أمام العراق يوم الجمعة الفائت والتهام المنتخب الإندونيسي الذي يراه الكثيرون الحلقة الأضعف في مباريات اليوم، وستكون هذه المواجهة الأولى بينهما.
تاريخياً لم يخسر المنتخب الياباني صاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج في تسع مباريات عند مواجهة منتخب للمرة الأولى في البطولة ومحققاً الفوز في سبع منها، والمنتخبان اللذان نجحا بالتعادل معه هما الأردن 2004 وأستراليا 2007 وحسمت اليابان المباراتين بالترجيح خلال الدور ربع النهائي، ويطمح الساموراي لزيارة مرمى الخصوم للمباراة العشرين على التوالي.
أما مباراة أسود الرافدين وفيتنام فستكون الثالثة بينهما في النهائيات بعد فوز الأشقاء بهدفين عام 2007 وبثلاثة أهداف لاثنين في البطولة المنصرمة، وتاريخياً لم يسبق للعراق أن فازت في ثلاث مباريات متتالية بكأس آسيا وحتى خلال رحلة التتويج 2007 لم تفز بمباراتين متتاليتين وليس ثلاثاً، وبناء عليه العراق مدعوة لتسجيل هذا الإنجاز ولكن ذلك مشروط بأخذ المباراة على محمل الجد، ومن منظار آخر يبدو اللاعبون البدلاء قادرين على ترويض فيتنام استناداً لعاملي الأرض والجمهور وخبرة الحضور والرغبة في الحفاظ على السجل الناصع في هذه النسخة.
مباراتا الإثنين
اختتمت أمس الأول مباريات المجموعة الأولى ففازت قطر على الصين بهدف سجله حسن الهيدوس عند الدقيقة السادسة والستين وطردتها خارج البطولة وذلك في المباراة التي جرت بينهما على أرضية إستاد خليفة، وتفوقت طاجيكستان على لبنان بهدفين لهدف وتأهلت في المباراة التي استضافها ملعب جاسم بن حمد بنادي السد، حيث سجلت لبنان أولاً عن طريق باسل جرادي في الدقيقة الثامنة والأربعين ولكن بارفيزون عمربييف ونور الدين خمروكلوف سجلا هدفين متأخرين قلبا معطيات المجموعة والتأهل، إذ ضحكت طاجيكستان في حضورها الأول بين كبار القارة وخاب أمل محبي الأرز بعدما كانوا قريبين جداً إطلاق صيحات التأهل هذه المرة، وربما طرد اللاعب قاسم زين بعد ست دقائق من الهدف اللبناني كان السبب المباشر في سير المباراة، واستقر الترتيب النهائي على الشكل التالي:
تصدرت قطر بتسع نقاط مقابل أربع لطاجيكستان ونقطتين للصين ونقطة للبنان.
أرقام تصمد
في لغة الأرقام وصل المستضيف القطري للفوز العاشر على التوالي منها تسع مباريات بشباك نظيفة، وما زال الرقم القياسي للانتصارات المتتالية مسجلاً باسم إيران برصيد 13 مباراة متتالية، وحافظ العنابي على نظافة شباكه في جميع مبارياته بدور المجموعات في آخر نسختين ليصبح ثالث منتخب يحقق ذلك بعد إيران (2015 و 2019) وكوريا الجنوبية (2015 و 2019).
وعبر العنابي دور المجموعات في نسختين متتاليتين للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته.
وأنهى منتخب الصين دور المجموعات للمرة الأولى دون تسجيل أي هدف ودون فوز لتضاف إلى مباراة ربع نهائي النسخة الماضية بمواجهة إيران التي انتهت صفر/3، وهي أطول سلسلة من عدم الفوز والتسجيل للمنتخب الصيني.
إنجاز الطاجيك
بات منتخب طاجكستان المنتخب الرابع الذي يتأهل في أول مشاركاته بكأس آسيا في القرن 21 بعد الأردن 2004، أستراليا 2007 وقيرغيزستان 2019، بينما أخفق منتخب لبنان في التأهل للأدوار الإقصائية للمرة الثالثة بعد (2000، و2019)، سجّل هدفاً واحداً في النسخة الحالية وهي الحصيلة التهديفية الأقل له في نسخة واحدة من البطولة، وهدف باسل جرادي في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني هو الهدف الافتتاحي لمنتخب لبنان في كل مبارياته بأمم آسيا، وبالمقابل أضحى بارفيزون عمربييف أول لاعب يسجل لطاجكستان في البطولة وأول لاعب يسجل هدفاً من ضربة حرة مباشرة في النسخة الحالية.