رياضة

نقطة من أول السطر

| محمود قرقورا 

وهكذا انتهت مشاركة منتخبنا الأولمبي في قطر أسرع من المتوقع وانضم المنتخب الأولمبي لأسلافه التي كان مصيرها الإخفاق بما فيها المنتخب الذي تأهل بالتزكية والكرم الحاتمي 1980 وليس بتعبه وعرق جبينه.
عندما يمنى مرمانا بسبعة أهداف في ثلاث مباريات فهذا يعني أن دفاعنا كان كالقصاصات الورقية وعذراً من المدرب مهند الفقير فلا دفاعك كان صلباً، ولا حارسك كان منيعاً، ولا هجومك كان مقنعاً لأن خمسة أهداف جاء اثنان منها من علامة الجزاء واثنان بعد الزيادة العددية لا يتناسب مع حجم الهالة الإعلامية التي أحيطت بالمنتخب، والحالة العامة للفريق تدعو لنواري الأنظار أكثر من المفاخرة، فماذا نسمي التشاجر على تنفيذ ركلة جزاء؟ وماذا نسمي التحجج بالتحكيم؟ وماذا يفيد التباكي على معسكر الإمارات وقد تهيأ أفضل منه على أرض البطولة وأجوائها المناخية؟
أكرر عبر منبر «الوطن»: لأول مرة كنت متفائلاً بمنتخب أولمبي، لكن يبدو أن المظاهر الخداعة منذ ولادة المنتخب وحتى يوم الاثنين الفائت كانت أكبر بكثير من الحالة الطبيعية، فحسبنا الورم شحماً ولم نكن ننظر نظرات ثاقبة صادقة لمعاينة الأشياء بحجومها الطبيعية وتسميتها بمسمياتها الحقيقية لا بالهرمونات التي تجعل الصغير كبيراً والهش قوياً.
الاعتذار من الجمهور لا يكفي، لأن الجماهير ما كان لها أن تبالغ في تفاؤلها وتظن أن منتخبها ذاهب إلى البرازيل لولا التصريحات الطنانة الرنانة على طول الدرب، تماماً كما حدث مع المنتخب الأول عندما قال فجر إبراهيم: لا نخشى اليابان ثم تغير كل شيء بعد الخسارة 3/صفر.
أي فشل كروي منذ خمس سنوات بدءاً من المنتخبات وانتهاءً بمباراة في الأحياء الشعبية نعلقها على مشجب الأزمة، ولذلك أطلب من المعنيين عن المنتخبات والأندية السورية التواضع والتعاطي بواقعية مع الحالة وعدم التهويل الذي يجعل الشارع يشطح في الخيال، والأفضل لو كانوا يقولون: نأمل أن يكون هذا المنتخب أفضل من سابقيه الأولمبيين رغم صعوبة المهمة..
نتمنى أن نرسم البسمة على محيا الجماهير التي تستحق إنجازاً تكحل ناظريها به.
سنحاول ما بوسعنا التغلب على الظروف الصعبة ومقارعة منتخبات تفوقنا بمراحل من حيث الإمكانات ونوعية التحضير.
وقعنا بمجموعة صعبة لكن لن ندخر قطرة عرق وبالعزيمة والإصرار ربما نغير المعطيات، أما أن نقول لن نرضى بأقل من الكأس ونرى أنفسنا قادرين على الذهاب إلى البرازيل، ولا نهاب أحداً، وأخذنا الاحتياطات اللازمة، ودرسنا المنافسين ووضعنا اللاعبين بكل شاردة وواردة عنهم ونحن أحد عشر لاعباً وهم كذلك فهذه أسطوانة مللنا سماعها ونقطة من أول السطر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن