«يونيسيف» دعت إلى حماية الأطفال وحذرت من الوضع «الكارثي» في غزة … «الأورومتوسطي»: استهداف النازحين في خان يونس تكريس لجريمة الإبادة الجماعية
| وكالات
وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استهداف الاحتلال الإسرائيلي آلاف النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بأنه تكريس لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع، في حين حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من الوضع الكارثي ودعت إلى حماية الأطفال في غزة.
وأوضح المرصد في بيان نشره أمس على موقعه الإلكتروني أن قوات الاحتلال صعّدت اعتداءاتها على المدينة منذ مساء الأحد الماضي، وحاصرت مراكز إيواء تؤوي عشرات آلاف النازحين في منطقة المواصي وفي كامل الجزء الغربي من المدينة، مبيناً أنه وثق قصف الاحتلال خمسة مراكز إيواء ما أدى إلى استشهاد أكثر من 70 فلسطينياً وجرح العشرات، وهذا الاستهداف الممنهج للنازحين يؤكد إصرار الاحتلال على تنفيذ مخططاته لتهجير أهالي القطاع قسرياً.
وأشار المرصد إلى أن آلاف النازحين في المنطقة اضطروا للنزوح مرة أخرى باتجاه رفح ودير البلح لكن قوات الاحتلال استهدفتهم أثناء النزوح ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين، بينما نفذت قوات الاحتلال إعدامات ميدانية بحق عدد من الفلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إلى منزل محاصر غرب خان يونس من أجل إخراج 50 شخصاً من أفراد عائلاتهم.
ولفت المرصد إلى إقامة مقبرة جماعية جديدة داخل ساحة مستشفى ناصر في خان يونس دفن فيها أكثر من 40 شهيداً لتعذر نقلهم إلى منطقة المقابر التي تتمركز فيها دبابات الاحتلال وتنفذ أعمال تجريف ونبش للقبور، إضافة إلى مواصلة قوات الاحتلال استباحة المشافي، حيث اقتحمت مستشفى الخير غرب خان يونس واحتجزت طاقمه الطبي بينما تحاصر مستشفيي ناصر والأمل.
وذكر المرصد أن المواصي منطقة زراعية تقع على ساحل خان يونس ورفح ولا تزيد مساحتها على خمسة آلاف دونم وباتت مأوى لمئات آلاف النازحين بعد أن أرغم الاحتلال الأهالي على النزوح إليها بزعم أنها منطقة آمنة، وذلك خلال أول أوامر النزوح التي أصدرها في الـ13 من تشرين الأول الماضي وتكرر ذلك بأوامر النزوح في الـ2 من تشرين الثاني و3 كانون الأول الماضيين.
وشدد المرصد على أن عدوان الاحتلال على مراكز الإيواء والنزوح انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ويصل إلى مستوى جرائم الحرب، مؤكداً أن ذلك يستوجب من محكمة العدل الدولية تسريع قرارها لجهة اتخاذ تدابير عاجلة لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
في الغضون، دعا مسؤول الإعلام في مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» جوناثان كريكس مجدداً العالم أجمع إلى العمل على حماية الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال في مقابلة تلفزيونية: «يجب إعطاء الأولوية لحماية الأطفال الفلسطينيين في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع سوءاً بسبب نقص المستلزمات الطبية والغذائية، فضلاً عن تعرضهم في كل لحظة للموت بسبب الأحداث في غزة»، معرباً عن قلقه من تفشي الأمراض والأوبئة المعدية بين أهالي القطاع مع نقص المياه الصالحة للشرب.
وأشار المسؤول الأممي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالنزلات المعوية بين الأطفال في مخيمات النازحين جنوب قطاع غزة إلى 70 حالة لكل 100 طفل نتيجة انعدام الخدمات، ووصف في الوقت ذاته الوضع الإنساني في غزة بـ«الكارثي» بشكل عام.
ولفت كريكس إلى الصعوبات «الشديدة» التي تواجه الأطفال في موجة النزوح من الأحداث الراهنة في غزة، مشيراً إلى التحديات الهائلة التي تقف عائقاً أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق القصف والقتال في القطاع مع انقطاع الاتصال والتواصل مع المنظمات الدولية وشح الوقود اللازم لإيصال المواد الإغاثية إلى غزة، وأكد مواصلة منظمة «يونيسيف» بذل كل ما بوسعها لإيصال المساعدات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة، محذراً في الوقت نفسه من خطورة حركة النزوح الهائلة لأهالي القطاع.