مع اقترابه من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، من سيختار دونالد ترامب ليقف بجانبه ويشاركه المعركة القادمة ضد الرئيس الأميركي جو بايدن؟ فهذه القضية أصبحت الشغل الشاغل للإعلام الأميركي.
بما أن النظام السياسي في الولايات المتحدة هو نظام رئاسي فهو يتمحور حول الرئيس، والرئيس هو أساس النظام وكل من حوله هم مساعدوه بما في ذلك نائب الرئيس مع أنه منتخب من الشعب مباشرة كالرئيس.
يتذكر جميعنا ريتشارد نيكسون الذي حكم من عام ١٩٦٩ حتى عام ١٩٧٤ أو الرئيس جون كيندي الذي حكم من عام ١٩٦١ حتى ١٩٦٣ أو الرئيس بيل كلينتون عام ١٩٩٣ حتى عام ٢٠٠١ لكن قد يكون من الصعب أن نتذكر اسم نائب الرئيس لأي من هذه الأسماء وذلك بسبب الدور الهامشي الذي يلعبه نائب الرئيس في الإدارة، وتتغير هذه القاعدة إذا جاء رئيس ضعيف بما يساعد على ظهور مساعديه بشكل أكبر وأكثر فعالية، فمثلاً ديك تشيني الذي كان نائباً للرئيس جورج بوش الابن عام ٢٠٠١ حتى ٢٠٠٨ ظهر بقوة في الحياة السياسية.
ما جعل مسألة نائب الرئيس تعود إلى السطح الآن هو السؤال حول من سيختار ترامب ليكون نائبه وخاصة أنه يتصدر قائمة المرشحين الجمهوريين بعد انسحاب رون ديساتنيس؟
في مقابلة سابقة له مع شبكة «فوكس نيوز» قال ترامب إنه مهتم بامرأة لتحتل هذا المنصب كي تساعد بين النساء البيض في الضواحي.
هناك قواعد متعارف عليها بين الرؤساء في اختيار نائب الرئيس ومنها:
أولاً: إلا يُلحق المرشح لنائب الرئيس الضرر بالمرشح الرئاسي.
ثانياً: أن يكون شخصاً قادراً على المساعدة في الحملة الانتخابية وأثناء الإدارة.
أما الدستور الأميركي فيسمي نائب الرئيس رئيساً لمجلس الشيوخ بشكل عملي لأنه الصوت الذي يكسر التعادل في أصوات المجمع الانتخابي، كما أنه يصبح رئيساً للبلاد في حال موت الرئيس أو إقالته.
السؤال الآن من يناسب احتياجات ترامب في عام ٢٠٢٤؟
أسماء كثيرة تداولها الإعلام الأميركي من أهمها سارة هاكابي ساندرز ونيكي هالي ومايك بومبيو وجيه دي فانس وتيم سكوت وغيرهم.
حللت الصحف الأميركية الأسماء المطروحة الأكثر حظاً وماذا قد تضيف لحملة ترامب ولإدارته فيما بعد، فمثلاً نيكي هيلي الحاكمة والسفيرة السابقة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة هي شخصية معروفة تتمتع بخبرة واسعة في السياسة رفيعة المستوى، وهي توفر التوازن الأيديولوجي والديموغرافي وتستطيع مساعدة ترامب مع النساء وسكان الضواحي والمعتدلين والمستقلين والجمهوريين الساخطين، وكل المجموعات التي يختلف معها.
أما بالنسبة إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو فقد كان ماهراً في اللعبة الخارجية والداخلية، وحافظ على علاقة جيدة مع ترامب حتى النهاية، لكنه حافظ أيضاً على سمعته من حيث المصداقية واستقلال الفكر، إلا أنه وجه انتقادات حادة لترامب بعد نهاية إدارته ما قد يولد تساؤلات لدى ترامب حول ولائه.
قد يكون اختيار عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية تيم سكوت نائباً للرئيس مكسباً للجمهوريين ليتمكنوا من خلاله تحقيق تقدم بين الناخبين الأميركيين الأفارقة.
ومن الأسماء البارزة التي ظهرت أيضاً كان اسم السيناتور عن ولاية أوهايو جاي دي فانس والذي يعتبر من أنصار الشعبوية الاقتصادية ويتمتع بنفوذ ومصداقية عالية لدى أصحاب النفوذ المؤمنين بشعار ترامب «لنعيد مجد أميركا».
فانس المتفق إيديولوجيا مع دونالد ترامب سيكون منخرطاً بشكل كامل في أجندة الحكم وسيكون بالنسبة للشعبويين ما كان عليه بنس بالنسبة للمحافظين الاجتماعيين في الولاية الأولى.
أخيراً هناك سارة ماكابي ساندرز حاكمة ولاية أركنساس والتي كانت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في عهد ترامب، وتتمتع الحاكمة ساندرز بشخصية جذابة ولديها قصص مؤثرة فهي أم لثلاثة أولاد وتغلبت على مرض السرطان ما قد يساعد في تحسين صورة ترامب لدى الناخبات في الضواحي.
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية