قضايا وآراء

الحل باستبدال حكومة نتنياهو!

| هديل محي الدين علي

يتأرجح رأس بنيامين نتنياهو آيلا للسقوط مع كل يوم يراكم فيه العدوان على قطاع غزة مزيدا من الضغوطات الداخلية والخارجية التي تهدد بانهيار حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

حدة الاحتجاجات التي تنظمها عائلات الأسرى الصهاينة ومعها مجموعات المعارضة بارتفاع، وحدودها لا تقف برحيل حكومة بنيامين نتنياهو وإنما بإجراء انتخابات مبكرة، وفي الاحتجاج الأخير اقتحم أهالي الأسرى قاعات الكنيست موجهين اتهاماتهم للحكومة بعدم الاكتراث بمصير الأسرى، مطالبين بصفقة تبادل فورية مع المقاومة في غزة، تزامناً مع مشروع قانون قدمه حزب العمل لحجب الثقة عن الحكومة لفشلها في استعادة المحتجزين، وما يزيد من احتمالات الإطاحة داخلياً هو تزايد عدد الجنود القتلى من جيش الاحتلال في محاور الهجوم على القطاع، مع عدم تحقيق إنجاز عسكري حقيقي على الأرض، وارتفاع مستوى الانقسام في المجتمع الداخلي الذي يعاني ما يعانيه قبل عملية طوفان الأقصى.

كل تلك العوامل ضاعفتها زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، والتي استهلها بزيارة الدول العربية في المقام الأول، ليقدم لنتنياهو لاحقاً خطةً لما بعد الصراع تؤكد على رؤية اللاعبين الإقليميين الآخرين، فيما تقول مصادر قناة «إن بي سي» الأميركية إن الإنجاز الرئيس لبلينكن كان تلقي وعود شفهية من قادة عرب للمساعدة في إعادة بناء قطاع غزة بعد انتهاء القتال، في إشارة أميركية مبطنة إلى ضرورة إنهاء العدوان على غزة لأنه سيتسبب بتهديد مباشر لمصالح الولايات المتحدة الأميركية وإشعال فتيل حرب لا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها.

صحيفة «ناشيونال إنترست» أكدت في مقال نشرته قبل عدة أيام أن استخدام العنف المفرط في غزة بهذه الطريقة سيولّد مزيدا من العنف وسيظل في الأذهان، وحتى لو افترضنا أن إسرائيل تمكنت من القضاء على أعداد كبيرة من مقاتلي المقاومة فإنهم سيعودون للحياة، مشيرة إلى أن حماس أوقعت إسرائيل في الفخ، ودفعتها للقيام بعملية انتقامية مفرطة من شأنها أن تولد المزيد من الدعم والموارد لقضيتها، بذلك يكون نتنياهو قد بلع الطعم والخيط معا، وختمت مقالها بالتأكيد على ضرورة قيام الولايات المتحدة بفرض شروطها على حزمة المساعدات الحربية الضخمة لإسرائيل، ومنها فرض حل الدولتين للوصول إلى سلام حقيقي ومستدام.

الإعلام الغربي عموما والأميركي خصوصا موجه بشكل مقصود في ظل تعرية الروايات الإسرائيلية واتهاماتها للمقاومة الفلسطينية بالإرهاب، لتكون عوامل الضغط الخارجية على حكومة الاحتلال مضاعفة مع تهم الإبادة الجماعية الموجهة ضد الكيان الصهيوني.

كل تلك العوامل ستفضي إلى حل وحيد وهو استبدال حكومة نتنياهو الحالية بحكومة قادرة على احتواء تداعيات عملية طوفان الأقصى دون مزيد من الخسائر، لتسقط معها أهداف جيش الاحتلال وحكومته بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتهجير أهله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن