الجيش أسقط مسيرة على الحدود وفكك عبوات ناسفة في ريف درعا … دمشق: نأسف للضربات الأردنية على أراضينا ونحاول احتواءها حرصاً على علاقاتنا الأخوية
| وكالات
تزامناً مع ما كشفته وزارة الدفاع عن قيام وحدات من الجيش العربي السوري العاملة بريف درعا بتفكيك عدة عبوات ناسفة زرعها إرهابيون في بلدة بصرى الحرير بالريف الشمالي الشرقي للمحافظة، وتمكنت وحدة من حرس الحدود من إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من الحدود مع الأردن، عبرت سورية عن أسفها الشديد جراء الضربات التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة على أراضيها، كان آخرها استهداف قرى في ريف السويداء الجنوبي، وتبريرها بأنها موجهة لعناصر منخرطة في تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن.
وزارة الخارجية والمغتربين وفي بيان لها أمس قالت: «إن سورية تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل أراضيها، وتؤكد في الوقت ذاته أنها تحاول احتواءها حرصاً منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين، إلا أن التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقاً مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين حول التعاون المخلص لمكافحة جميع الانتهاكات، بما في ذلك العصابات الإجرامية للتهريب والاتجار بالمخدرات».
وأشارت الخارجية إلى أن سورية تشير في هذا الصدد إلى الرسائل التي وجهها وزيرا الخارجية والدفاع، والأجهزة الأمنية لنظرائهم في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، واقترحوا فيها القيام بخطوات عملية من أجل ضبط الحدود، كما أبدوا استعداد سورية للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية، إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها، ولم نتلقَّ رداً عليها، ولم تلقَ أي استجابة من الجانب الأردني.
وأكدت الوزارة استمرار سورية في مكافحة الإرهاب، والتصدي لكل المظاهر والممارسات والجرائم المتعلقة بالتهريب، والاتجار غير المشروع بالمخدرات، والعمل على إنهائها أينما وجدت، لكنها تذكّر أنها عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات آلاف الإرهابيين، وتمرير كميات هائلة من الأسلحة، انطلاقاً من دول الجوار ومنها الأردن، ما أدى إلى سقوط آلاف الأبرياء، وتسببت بمعاناة كبيرة للشعب السوري في مختلف مجالات الحياة، وتدمير البنى التحتية، وهو أمر تتحمل مسؤوليته الجهات التي ساهمت في الحرب على سورية والتي كانت هي نفسها السبب في انتشار المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية، وفي نشاط عصابات القتل والإجرام، والتهريب والاتجار غير المشروع، وخاصة على الحدود مع الأردن.
وأوضحت الخارجية أن سورية أصرت على عدم اللجوء لردود أفعال تؤثر على مصالح شعبي البلدين الشقيقين في سورية والأردن، وكان فهمها إزاء ذلك أن هذا الأمر يتطلب تعاوناً بين الجانبين، وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات ذات الصلة بين البلدين، وخاصة خلال اجتماعات اللجان المشتركة العسكرية والأمنية حول التنسيق المشترك من أجل مكافحة كل ما يضر بمصالح الجانبين، ومواجهة المسؤوليات والتحديات المشتركة وخاصة ظاهرة الاتجار بالمخدرات، والقيام بعمل عسكري مشترك إذا تطلب الأمر، إلا أن سورية فوجئت بضربات متكررة استهدفت أراضيها من سلاح الجو الأردني، وتسببت بوقوع ضحايا من الأبرياء من دون أي مبرر.
الإشارة السورية الصريحة إلى اتفاقيات سابقة بين الجانبين بخصوص التعاون بمكافحة الإرهاب، كانت قد جرت في الثالث والعشرين من تموز الفائت خلال اجتماع اللجنة الأردنية- السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية، حيث ترأس الاجتماع من الجانب السوري نائب القائد العام ووزير الدفاع العماد علي محمود عباس، ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا.
وبحث الاجتماع التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجه وتهريبه، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبها عبر الحدود إلى الأردن، كما بحث الإجراءات اللازمة لمكافحة عمليات التهريب، ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها.
وبعد أيام قليلة قامت وحدات من الجيش والقوى الأمنية بعمليات تمشيط باتجاه الطريق الحربي الفاصل بين البلدين، وعلى امتداد المنطقة الحدودية المحاذية للجانب الأردني في الجهة الجنوبية من محافظة درعا.