ثقافة وفن

المعرض الفردي الأول للفنانة رزان العكة خروج عن التقليد … مفردات من الطبيعة بتقنية الغرافيك

| مصعب أيوب

احتضنت صالة مشوار في دمشق المعرض الفردي الأول للفنانة د. رزان العكة بواقع 28 عملاً فنياً غرافيكياً «حفر وطباعة» مزجت فيها ثقافتها وإبداعها وفنها وروحها، لتركز على الطباعة الملونة متجهةً نحو الطبيعة الغنية بالمواد والممتلئة بالعواطف والمشاعر الجميلة علاوةً على أنها تقترب بكل تفاصيلها من دواخل كل شخص فينا، فاستخدمت ألواناً هادئة تبعث في النفس الطمأنينة وابتعدت عن الصخب، كما يمكن للمتلقي أن يجد في كل لوحة مرآة تعكس شيئاً ما في داخله لتشكل لوحات فنية مريحة للعين.

على هامش معرضها الأخير كان لنا هذا اللقاء.

طبيعة غنية

• المعرض لا يحمل عنواناً محدداً، لو أردتِ ذلك، فماذا سيكون؟

ممكن أن نسمي المعرض «مفردات من الطبيعة» لأنني لم أعمل على عنصر محدد بذاته بل تناولت في الأعمال عناصر مختلفة من الطبيعة، وأنا عندما أعدل على اللون فبشكل تلقائي سوف أذهب بالموضوع إلى الطبيعة لأنها غنية بالألوان وثرية بالمعطيات الجميلة وتعطينا ألواناً لا تنتهي لعوالم ساحرة بالهدوء والحركات، وهي ركيزة أولية لابد لأي فنان أن ينطلق منها.

• ما التقانات التي استخدمتها في هذه اللوحات؟

هي تتضمن الطباعة الخشبية والطباعة المعدنية والطباعة بالشاشة الحريرية وتقانة الكوليجراف، فيوجد أكثر من «كليشة» في العمل الواحد طبعت فوق بعضها إلى أن وصلنا إلى النتائج التي حصلت عليها لأصل إلى فكرة الخروج عن الإطار التقليدي في تقديم التقانة والذي يقوم على حفر «كليشة» واستنساخ عدة نسخ منها، وقد ابتعدت في معرضي عن هذه الفكرة وانطلقت نحو الفكر التجريبي في مجال الحفر والطباعة لدمج هذه التقانات للخروج عن النمطي والتقليدي وإبداع مواد فريدة، فإذا كان الأداء التقاني عند الفنان مبدعاً فإنه سيمنح العمل المطبوع أبعاداً بصرية تحفز الفنان على العمل في مجال التقانة التي تعطي دوماً شيئاً جديداً من محيطها الواسع.

فكر تجريبي

• ما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال الأعمال؟

الرسالة التي أريد إيصالها على صعيد الموضوع إني أردت تقديم الطبيعة على طريقتي بتأثيرات غرافيكية وخامات من الطبيعة ذاتها باستخدام تقانات الطباعة الخشبية والكوليغراف والطباعة المعدنية وإغنائها وإشباعها بالطبقات اللونية باستخدام تقانة الطباعة بالشاشة الحريرية.

وأردت من خلال هذه المجموعة من الأعمال التأكيد على أهمية الفكر التجريبي في تطوير الأداء التقاني للفنان، وذلك من خلال الممارسات التجريبية للتقانات التقليدية عن طريق دمجها والموالفة فيما بينها وكنت قد بدأت العمل بهذا المنحى منذ دراستي في مرحلة الدكتوراه فكان العمل تلقائياً مباشرة على الصفيحة لخلق تأثيرات حيوية مؤثرة إضافة إلى جمع أكثر من تقانة في الطبعة نفسها لتصبح طبعة وحيدة.

حفر وطباعة

• هلا حدثتنا أكثر عن الغرافيك؟

هو يتميز بالأثر الغرافيكي المميز الذي نحصل عليه بعد الطباعة، فعلى سبيل المثال الخط المحفور بالإبرة الحادة له خصوصية فهو خط مخملي لا يشبه أي خط مرسوم، وكذلك إحساس خامة الخشب المحفورة والمطبوعة لا يضاهيها أثر، كذلك ملمس الحجر في الطباعة الحجرية وأثره المطبوع له خصوصيته أيضاً، ويتميز فن الحفر أيضاً بأنه مجال واسع للتجريب كون أدواته وتقاناته كثيرة ما يفتح دائماً آفاقاً جديدة للفنان الحفار.

• وماذا عن فن الحفر؟

كان فن الحفر والطباعة يعتمد بداية على كليشة واحدة يتم حفرها وطباعة نسخ متشابهة منها بالأبيض والأسود، ومع تطور أدوات وتقانات الحفر والطباعة أصبح العمل على الطباعة الملونة بوساطة تحضير كليشة لكل لون تطبع فوق بعضها لعمل نسخ متشابهة، والعمل في مجال الحفر والطباعة بالنسبة لي مغامرة استكشافية مثيرة تأخذني إلى عوالم جديدة دائماً وتفاجئني دائماً بجديدها، تقانات فن الحفر كثيرة ومتعدد ة وتحتاج ممارستها إلى صبر وجهد عضلي ومكان خاص للعمل.

تتلخص هذه التقانات بتقانات الطباعة البارزة والطباعة الغائرة والطباعة المستوية وقد استغرق التحضير لهذا المعرض نحو عامين.

تكامل لوني

• إلى ماذا يرمز التضاد اللوني في الغرافيك بين الأبيض والأسود؟

يتكامل اللون الأسود واللون الأبيض ليمنحا الأشكال قيمتها وأهميتها في العمل المطبوع، ويقوم الفنان الحفار بترجمة الألوان التي يراها إلى الأسود والأبيض والرماديات وذلك بحسب درجة اللون والضوء المسلط عليه.

• كيف يمكنك ملامسة عقل المتلقي والدخول على عوالمه الوجدانية؟

أعتقد أن الفنان كلما مارس عمله بشغف ومحبة وصدق استطاع أن يلامس إحساس المتلقي ووصل إليه بشكل أسرع.

• هل أنت راضية عما حققه المعرض حتى اليوم ونحن مقبلون على يومه الأخير؟

نعم أنا راضية عما حققه المعرض ولاسيما أن المعارض الخاصة بفن الغرافيك قليلة جداً لذلك لا بد من تسليط الضوء على أقدم الفنون وأعرقها فن الحفر والطباعة.

بطاقة تعريفية

د. رزان راتب العكة من مواليد حلب، تحمل شهادة الدكتوراه في الفنون الجميلة (تخصص غرافيك)، وهي مدرسة المواد العملية لتقانات الطباعة المختلفة (معدنية- حجرية- خشبية) في مراسم قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وكانت قد درست إضافة إلى اختصاصها مادة الرسم الحر لكل السنوات في مراسم قسم التصوير والتصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن