رياضة

بعيداً عن التأهل

| بسام جميدة

لن أقترب من الأرقام ولا المماحكات الكروية ولا المقارنات التي يمكن القياس عليها من أجل الحكم على جدارة المنتخب في التأهل إلى دور الستة عشر من النهائيات الآسيوية، الذي يعتبر بالمقاييس الرقمية تاريخياً ويحدث لأول مرة منذ بدء مشاركتنا في هذه البطولة القارية، ولن أتحدث عن الأسلوب والطريقة الفنية التي قدمها المنتخب، ولا عن ذهنية كوبر الدفاعية، ولا عن التهليل الذي يجيده الكثيرون في القراءات الكروية لهذه المشاركة، ولا حتى عن الانضباطية في الحالة الدفاعية التي لم تنتج سوى مزيد من العقم الهجومي، بل سأكتب عن أمر مهم، وهو حالة الفرح التي سادت والتي يحتاجها كل فرد سوري لكي يتنفس ملء رئتيه.

نحتاج الفرح كسوريين ولو هبت نسائمه من أي نافذة كانت، سئمنا حالة الحزن والكآبة، تتالي الخيبات حفرت في أعماقنا كثيراً، لهذا فرحنا وفرح الجميع، تناسينا خوف كوبر وهو يدافع، وتناسينا الفرص التي أهدرها بخططه الفنية العقيمة كي يحقق التأهل بهذه العملية القيصرية، ففرحنا ولوحنا بأيدينا لكل الفرحين معنا.

دموع الفرح التي تساقطت من أعين السوريين هي أكثر صدقاً من كل الدموع الأخرى.

فرحة السوريين الذين تجرعوا المرارة لا يعادلها أي فرح.

لن نعود لتفاصيل المباريات السابقة، وقد أخفت وراءها الكثير مما يستحق أن يقال عنها، فالتأهل قد أنسى الجميع ما يجب فعله، ما حدا بالبعض للإعلان عن تجديد التعاقد مع المدرب كوبر حتى قبل أن تتم دراسة ما قدم لنا وجهازه الفني بطريقة احترافية على الأقل تدلل على أننا لم نتعامل مع هذا الموضوع بالعاطفة، ولكن يأبى البعض إلا أن يكون كل شيء إرتجالياً.

نتمنى أن تستمر الفرحة السورية لأجل هذه الجماهير التي اشتاقت للفوز، وأن ترى منتخبها كبقية المنتخبات وهي تتطور.

شكراً لكل من ساهم بهذا الفرح، وقد اعتدنا ألا نبخس الناس أشياءها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن