المقاومة العراقية أعلنت مرحلة ثانية من عملياتها تتضمن إخراج موانئ الاحتلال من الخدمة … بغداد ترفع شكوى لمجلس الأمن وتؤكد: العدوان الأميركي تصعيد غير مسؤول وسنتعامل معه
| وكالات
أكدت بغداد أمس الأربعاء أن استهداف مقار «الحشد الشعبي» في القائم وجرف النصر من القوات الأميركية سلوك عدواني وانتهاك صارخ للسيادة العراقية كما أنه يشكل إساءة إلى تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق وينعكس بقوة على أمن المنطقة.
وحسب وكالة الأنباء العراقية «واع»، أدانت الحكومة العراقية بشدة العدوان الأميركي على محافظتي بابل والأنبار المتمثل بقصف أماكن عسكرية عراقية آمنة بالقنابل، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين أفراد القوات الأمنية، وقالت في بيان لها أمس: بالنظر للخراب الذي سببه القصف الأميركي واستشهاد مقاتلين وجرح أربعة آخرين، فإن حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وإساءة إلى تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق وينعكس بقوة على أمن المنطقة.
وأكدت الحكومة العراقية أنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول هذا العدوان، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق ليطلع الرأي العام العراقي على الحقائق ولإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة.
من جانبها، شدّدت رئاسة مجلس النواب في العراق على أن سيادة البلاد ودماء شعبه خط أحمر لا يمكن السماح بالتعدي عليهما، وفي إدانتها للعدوان الأميركي أمس، أكدت رئاسة البرلمان أن هذا الاعتداء يمثل تجاوزاً سافراً على السيادة وعدم احترام للمواثيق والاتفاقيات والثنائية، وبدوره، أكد أمين عام منظمة بدر ورئيس تحالف «نبني» في العراق، هادي العامري، أن الوجود الأميركي بات يشكل خطراً على أمن وسلامة الشعب العراقي وتعدياً صارخاً على السيادة.
من جهته، حذّر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، من أن القوات العراقية ستتعامل مع هذه العمليات على أنها أفعال عدوانية، وستتخذ كل ما يمليه علينا الواجب وما تحتمه المسؤولية، من أجل حفظ أرواح العراقيين وكرامتهم.
ودعا رسول المجتمع الدولي إلى «تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته»، مؤكداً أن الولايات المتحدة عادت لتنفيذ ضربات جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق.
وقال رسول: في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات، بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه الموجودين في العراق، شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار، والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك.
وشدد على أن العدوان الأميركي على العراق، مرفوض، ويقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منــه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة، ونتائج حرب الإبادة غير الأخلاقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن استهداف مقار «الحشد الشعبي» في القائم وجرف النصر من القوات الأميركية هو اعتداء وانتهاك صارخ للسيادة العراقية، وقال الأعرجي في منشور على منصة «إكس» إن مثل هذه الاعتداءات لا تساعد على التهدئة في العراق والمنطقة، مضيفاً: يجب على الجانب الأميركي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف وقصف مقار مؤسسة وطنية عراقية.
من جانبه، أكد أمين عام «كتائب سيد الشهداء» في العراق، أبو آلاء الولائي، أنه «فيما يعاود الأميركي استهدافه لقواتنا، شرع مجاهدونا بالمرحلة الثانية من عملياتهم»، وحسب ما كتبه الولائي عبر منصة «إكس»، فإن «المرحلة الثانية تتضمن إطباق الحصار على الملاحة البحرية الصهيونية في البحر المتوسط وإخراج موانئ الكيان عن الخدمة»، متوعداً باستمرار ذلك حتى فك الحصار الظالم عن غزة، وإيقاف المجازر الصهيونية المروعة بحق أهلها.
بدوره، قال الناطق العسكري باسم «كتائب حزب اللـه العراق»، جعفر الحسيني، إن المقاومة مستمرة في دك معاقل الأعداء نصرة لأهل غزة حتى تتوقف آلة القتل الوحشية المدعومة أميركياً، ورفع كامل الحصار.
وأعلن «الحشد الشعبي» العراقي، أن عدواناً أميركياً استهدف بثلاث غارات اللواءين 46 و47 التابعين لقيادة عمليات الجزيرة بالحشد الشعبي في جرف النصر، وزفّ الشهيد علي أنور صبيح الساعدي الذي ارتقى بقصف أميركي استهدف مقراً للحشد بقاطع عمليات القائم بالأنبار.
وعلّق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على الغارات بأنها «جاءت رداً على الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسورية»، وفي وقتٍ سابق، أقرّت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بإصابة نحو 70 من جنودها في كل من سورية والعراق في الفترة الأخيرة، نتيجة هجمات المقاومة في العراق المتواصلة ضد قواعدها غير الشرعية في البلدين، منذ 17 تشرين الأول الماضي، وذلك نصرةً لغزة وللضغط من أجل وقف المجازر الإسرائيلية.
وسبق أن شنت الطائرات الأميركية اعتداءات على مواقع عسكرية عراقية، موقعة العديد من الضحايا وهو ما أدانته الحكومة العراقية بشكل حازم.