طهران وموسكو بحثتا تطوير اتفاقية شاملة جديدة.. وكييف أسقطت طائرة روسية تنقل أسرى أوكرانيين … روسيا: موقف الغرب من الوضع في غزة يفضح نفاقه على مختلف الصعد
| وكالات
اعتبرت روسيا أن موقف الغرب من الوضع في غزة يفضح نفاقه على مختلف الصعد، وأن نهج واشنطن بشأن القضية الفلسطينية مثير للقلق والانزعاج، ومن جهة ثانية أعلنت موسكو أمس الأربعاء تحطم طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «إيل 76» في مقاطعة بيلغورود الروسية كان على متنها 65 أسيراً أوكرانياً، ليؤكد بعد ذلك رئيس لجنة الدفاع في مجلس «الدوما» أندريه كارتابولوف أن نظام كييف هو من أسقط الطائرة لتحميل روسيا المسؤولية.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أن موقف الغرب من الوضع في غزة يفضح نفاقه على مختلف الصعد، وقالت في تعليق على تأكيد الخبير السويسري هيوبرت كيلر «أن القهوة تسبب انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي»: «عن أي قهوة يتحدث الغربيون في الوقت الذي تحترق فيه غزة التي أصبحت غير صالحة للعيش»، وأضافت: «لم أرَ أبداً نفاقاً أكبر من النفاق السياسي والبيئي وحتى في مجال حقوق الإنسان الذي يمارسه الغرب، حيث يوظف مسؤولوه هذه القضايا لخدمة مصالحهم».
من جانب آخر، أوضحت زاخاروفا أن ما يفعله رعاة نظام كييف من الدول التي تزوده بالسلاح وتتحدث حول مفاوضات السلام ما هو إلا مراوغة سياسية، وقالت: «التصريحات حول مفاوضات السلام التي تدلي بها الدول التي تزود نظام كييف بالأسلحة وترعاه، ليست إلا مراوغة سياسية، واستمراراً لضلوع هذه الدول في القتال إلى جانب أوكرانيا».
وقبل تصريحات المتحدثة الروسية، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النهج المخادع الذي تتسم به الدبلوماسية الأميركية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية أمر مثير للقلق والانزعاج وأن الولايات المتحدة تعطل كل المبادرات الرامية إلى وقف إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية، مذكراً بأن إسرائيل تهاجم الفلسطينيين في الضفة الغربية وتدنّس الأماكن المقدسة في القدس.
وقال وزير الخارجية الروسي في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس: إن «الاعتبارات السياسية الكبرى والقيم الإنسانية تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهناك حاجة أيضاً إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى منع المزيد من زعزعة استقرار الوضع في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، وحتى الآن لم يتمكن مجلسنا من تقديم استجابة مناسبة لهذا التحدي المصيري».
وانتقد وزير الخارجية الروسي موقف الولايات المتحدة الذي يعرقل كل الجهود والمبادرات لوقف إراقة الدماء في الأراضي المحتلة، كما انتقد لافروف العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، مؤكداً أنه يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
من جهة ثانية، أعلن مجلس الأمن الروسي أنه بحث مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أحمديان، في موسكو، تطوير اتفاقية ثنائية شاملة جديدة طويلة الأمد، وأوضح مجلس الأمن الروسي في بيان أن «العلاقات بين روسيا وإيران تصل إلى مستوى جديد في المجالات كافة وهناك تركيز على التنفيذ العملي للاتفاقيات».
وحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، بحث أحمديان، خلال زيارته موسكو، قضايا الأمن الاقتصادي في ظل ضغوط العقوبات الغربية على البلدين، وإضافة إلى ذلك، استعرض الطرفان التطورات على الساحتين العالمية والإقليمية، فضلاً عن الاتصالات الثنائية والمتعددة الأطراف المقبلة بين مجلسي الأمن الروسي والإيراني في عام 2024، وأضاف البيان: إنه تم الاتفاق على جدول أنشطة فرق العمل التابعة لمجلسي الأمن في البلدين بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك.
ومنذ أيام، قالت وزارة الخارجية الروسية إن التحضيرات لإبرام اتفاقية جديدة بين روسيا وإيران تمر بمراحلها النهائية، مشيرةً إلى أنه من المقرر التوقيع على الاتفاقية خلال قمة تجمع رئيسي البلدين.
في سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس تحطم طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «إيل 76» في مقاطعة بيلغورود الروسية، وقالت في بيان إن طائرة النقل العسكرية من طراز «إيل 76» كانت تنقل على متنها 65 أسيراً من الجيش الأوكراني كانوا متوجهين إلى منطقة محددة في إطار عملية تبادل.
وأوضحت الوزارة في بيانها أنه «نحو الساعة 11:00 بتوقيت موسكو، تحطمت طائرة من طراز «إيل 76» أثناء رحلة مقررة في مقاطعة بيلغورود، وكان على متنها 65 عسكرياً أسيراً من القوات المسلحة الأوكرانية، (إضافة إلى) ستة من أفراد طاقم الطائرة وثلاثة أشخاص مرافقين»، مشيرة إلى أن لجنة عسكرية تابعة لقوات الفضاء الروسية توجهت إلى مكان الحادث للبدء في التحقيق ومعرفة أسباب الكارثة، وإلى أن من ضمن الضحايا أفراداً من طاقم الطائرة ويبلغ عددهم 6 أشخاص و3 مرافقين للأسرى.
في الغضون، أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس «الدوما» الروسي، الجنرال السابق في الجيش الروسي أندريه كارتابولوف أن نظام كييف أسقط طائرة النقل الروسية التي تقل الأسرى الأوكرانيين عمداً لإلقاء اللوم على روسيا، وقال حسب «روسيا اليوم»: «القوات المسلحة الأوكرانية أسقطت الطائرة عمدا من أجل إلقاء اللوم على روسيا»، مشيراً إلى أن الجانب الأوكراني كان يعلم تماماً تفاصيل ومسار الرحلة.
وتابع: «تم إسقاط طائرة إيل 76 بثلاثة صواريخ مضادة للطائرات إما «باتريوت» أو «RST».. سيقرر ذلك المختصون حال الانتهاء من التحقيقات في موقع الحادث، وأضاف: «تبعتها طائرة أخرى من طراز إيل-76 وعلى متنها 80 أسيراً لكنها تمكنت مع العودة للمطار بعيد إسقاط الطائرة الأولى»، مردفاً بالقول: «بعد تحطم الطائرة إيل-76 في منطقة بيلغورود، من المحتمل أن يتم إيقاف عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا»، ومن جانبها رفضت وزارة الدفاع الأوكرانية الإقرار بمسؤولية كييف عن إسقاط الطائرة الروسية.
بدوره، أصدر رئيس مجلس «الدوما» فياتشيسلاف فولودين تعليمات بتوجه نداء إلى الكونغرس الأميركي و«البوندستاغ» الألماني (البرلمان) على خلفية تحطم الطائرة، وقال: «يجب أن يدركوا مسؤوليتهم في إيقاف هذا النظام الذي يغذيه بايدن وماكرون وشولتس وغيرهم من السياسيين، ويجب على أعضاء البرلمانات عزلهم».