عربي ودولي

إيران حذرت من نشوب حرب أوسع في المنطقة بسبب دعم أميركا للاحتلال الإسرائيلي … رئيسي من أنقرة: يجب قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني واتخاذ موقف رادع حياله

| وكالات

اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الأمم المتحدة فقدت زمام المبادرة وباتت مهمشة نظراً لمواقفها حيال الوضع في غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ ما يزيد على 110 أيام وقال: إن من يظلم الشعب الفلسطيني عليه أن يتحمل المسؤولية عن ذلك.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، رأى رئيسي أن «التعاون الإقليمي» هو السبيل لحل مشكلة الإرهاب، مشيراً إلى أن التعاون الإيراني- التركي في مجال مكافحة الإرهاب يحظى بأهمية كبيرة، كما أن إيران لن تتردد على الإطلاق في سياق التصدي للإرهاب داخل المنطقة، مردفاُ بالقول: إن أمن تركيا ودول المنطقة، من أمن الجمهورية الإسلامية في إيران؛ ونحن مصممون على مجابهة الإرهاب.
وقال: إن «جرائم الاحتلال الإسرائيلي، تلقى دعماً من الولايات المتحدة، والمنظمات الدولية فقدت دورها ووظيفتها»، كما يجب قطع العلاقات السياسية والاقتصادية «مع النظام الصهيوني واتخاذ موقف رادع حياله»، مضيفاً: إنه «يجب السعي إلى تأسيس نظام عالمي أكثر عدلاً».
بدوره، قال أردوغان في المؤتمر الصحفي: أكدنا في مباحثاتنا مع الرئيس الإيراني ضرورة إنهاء الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية على غزة وشددنا على أهمية اتخاذ خطوات عاجلة نحو إقامة سلام عادل ودائم في المنطقة.
بعد ذلك، وقع الجانبان، 10 وثائق للتعاون، بهدف تعزيز الاستثمارات وتطوير التعاون الاقتصادي والإقليمي، ولاسيما حيال الظروف الخاصة بغزة، وحسب وكالة «إرنا» فإن هذه الوثائق وقّعت خلال الاجتماع الثامن للجنة العليا للتعاون المشترك بين إيران وتركيا، الذي عقد أمس بأنقرة، وبحضور رئيسي البلدين إبراهيم رئيسي ورجب طيب اردوغان.
ووصل الرئيس الإيراني على رأس وفد رفيع المستوى في وقت سابق أمس إلى العاصمة التركية وأقيمت له مراسم استقبال رسمية في المجمع الرئاسي في أنقرة، ومن ثم عقد وأردوغان قمة ثنائية مغلقة؛ ليبدأ بعد ذلك الاجتماع الثامن للجنة التعاون العليا المشتركة بين البلدين.
وقبيل توجهه إلى تركيا صرح رئيسي بأن النصر سيكون حليف فلسطين وأن الكيان الصهيوني إلى زوال، وقال: في هذه الزيارة سيتم بحث قضية قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني وفق وكالة «تسنيم».
وأضاف رئيسي: من القضايا المهمة في المنطقة التي تقلق المسلمين والضمائر الحية في كل أنحاء العالم هي قضية فلسطين، وإيران وتركيا لديهما موقف مشترك في دعم فلسطين ومقاومتها، وقد بذلتا جهوداً في هذا الصدد لوقف العدوان، وبسبب دعم أميركا والغرب للكيان الصهيوني، ما زلنا نشهد قتل النساء والأطفال والأبرياء.
من جهته، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن نطاق الحرب أصبح أوسع، وهذا يعني أن خطر نشوب حرب أوسع في المنطقة قد ارتفع، وأكد ضرورة الوقف الفوري لجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية قال أمير عبد اللهيان: إن «مفتاح حل المشكلة في غزة موجود في واشنطن قبل أن يكون في «تل أبيب»، وأضاف: «إذا أوقفت الولايات المتحدة اليوم دعمها اللوجستي والسياسي والإعلامي لحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل، فإنني أؤكد لكم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يبقى على قيد الحياة لمدة 10 دقائق».
وفي تصريحات أخرى لوزير الخارجية الإيراني أمام مجلس الأمن الدولي، حمّل الولايات المتحدة المسؤولية عن تعطيل دور المجلس في وقف العدوان على غزة، وأكد أن أميركا تمنع مجلس الأمن الدولي من وقف الإبادة الجماعية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة من خلال دعمها الكيان الإسرائيلي.
وقال أمير عبد اللهيان: إن الولايات المتحدة أعربت مراراً وتكراراً عن قلقها إزاء اتساع نطاق التوتر في المنطقة، ومع ذلك فهي تواصل دعمها الكامل لآلة الحرب التابعة للكيان الإسرائيلي بل إنها تنتهك سيادة اليمن وتوسع نطاق الصراع، ويجب عليها تحمل المسؤولية عن العواقب، وأضاف: «إننا جميعاً نجتمع اليوم في مجلس الأمن في ظل الظروف التي لا يراعي فيها كيان الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي أي خط أحمر في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية».
وتابع: «رغم أن أعضاء المنظمة الدولية وفقاً للمادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة أسندوا المسؤولية الأساسية المتمثلة في العمل السريع والفاعل من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين إلى مجلس الأمن، إلا أن عجز هذا المجلس عن مناقشة جرائم الكيان الإسرائيلي ومساءلته عنها أمر غير مقبول».
وأوضح أمير عبد اللهيان أن قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال في غزة يجب أن يتوقف فوراً، فالحرب ليست الحل ولا يمكن تحقيق الأمن باللجوء إلى ارتكاب الإبادة الجماعية هناك، وتابع وزير الخارجية الإيراني: «ينبغي على مجلس الأمن إنهاء تقاعسه الطويل الأمد واتخاذ قرار حاسم والإيفاء بمسؤوليته القانونية التي تتفق مع الميثاق، ويجب أن يدعو هذا القرار بقوة ووضوح إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق والانسحاب الفوري والكامل للكيان الإسرائيلي من غزة، وإنهاء الحصار والامتناع عن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين».
كما شدد عبد اللهيان على ضرورة محاسبة الكيان الصهيوني على ارتكاب جرائم حرب وضمان تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، معرباً في هذا السياق عن تأييد بلاده للإجراء الذي اتخذته جنوب إفريقيا مؤخراً حول محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وفي الوقت نفسه قال: إن على واشنطن التوقف عن انتهاك سيادة اليمن، ووقف الحرب، والابتعاد عن الشرك الذي نصبه النظام الإسرائيلي لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن