الاحتلال واصل استهداف مراكز إيواء النازحين.. وعدد الشهداء يقترب من 26 ألفاً … غوتيريش: مستويات غير مسبوقة من الدمار وقتل المدنيين ولا شيء يبرر العقاب الجماعي
| الوطن - وكالات
مع مواصلة العدو الإسرائيلي عدوانه العنيف على المدنيين في قطاع غزة لليوم الـ110 وسقوط المئات بين شهيد وجريح، شددت الأمم المتحدة على أن «لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني»، وعلى أن استخدام الدروع البشرية أمر غير مقبول، وكذلك المستويات غير المسبوقة من الدمار وقتل المدنيين.
وأعلن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» في قطاع غزة توماس وايت، في حسابه على منصة «إكس» حسب موقع صحيفة «الوفد» المصرية أن دبابتين إسرائيليتين قصفتا مبنى يضم 800 شخص تابعاً للوكالة في خان يونس جنوب القطاع ظهر أمس.
وقال: «إن فريقاً من منظمة الصحة يحاول منعنا الوصول للمكان في حين القوات «الإسرائيلية تغلق الطرق المؤدية إليه»، موضحاً أنهم يحاولون الوصول إلى مركز الإيواء في خان يونس لكن الطريق مسدود بحواجز ترابية.
وذكرت وسائل إعلام حسب الصحيفة، أن 13 شهيداً سقطوا، وأصيب العشرات في قصف مركز تعليمي لـ«أونروا» يؤوي آلاف النازحين غرب خان يونس.
بدورها أكدت وكالة «وفا» الفلسطينية، استشهاد عشرات المواطنين النازحين أغلبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأصيب آخرون، إثر قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي استهدف مبنى تعليمياً يتبع لـ«أونروا» في خان يونس.
وذكرت أن مدفعية الاحتلال استهدفت مبنى مدرسة الصناعة التابع لـ«أونروا» في خان يونس، والذي يؤوي داخله أكثر من 10 آلاف نازح، حيث أدى القصف إلى اندلاع حريق ضخم في خيامهم، واستشهاد وإصابة العشرات، علماً أن دبابات الاحتلال تحاصر المبنى منذ عدة أيام.
كما استشهد عشرات المواطنين وأصيب آخرون، إثر قصف إسرائيلي استهدف مسجد عمر بن عبد العزير في حي التنور بمدينة رفح جنوب القطاع، ونقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار، وفق الوكالة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، حسب «وفا» بأن قوات الاحتلال تحاصر طواقمه، داخل مبنى الجمعية، ومستشفى الأمل جنوب القطاع، وتفرض حظر التجوال في محيطهما.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية أن الاحتلال عزل مجمع ناصر الطبي في خان يونس، الذي هو بحاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، لكونه يؤوي مئات الإصابات والمرضى، وحالات الولادة التي تواجه مضاعفات خطيرة بسبب الحصار.
وأوضحت أن ستة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، ظهر أمس في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من خان يونس، في حين انتشلت فرق الإنقاذ جثامين 4 شهداء ارتقوا في قصف استهدف مخيمي المغازي والبريج وسط القطاع.
وفي جباليا شمال القطاع، نقلت الوكالة عن مصادر صحفية أن 14 مواطناً استشهدوا، وأصيب أكثر من 20 آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في جباليا البلد ليل الثلاثاء- الأربعاء.
وفي وقت سابق أمس أكدت وزارة الصحة في غزة، وفق قناة «الميادين» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 24 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، خلال 24 ساعة.
وأوضحت أن المجازر الجديدة أدت إلى ارتقاء 210 شهداء وإصابة 386 آخرين، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 25700 شهيد و63740 جريحاً حتى ساعة إعداد الخبر.
وقبل ذلك أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، باستشهاد ثلاثة نازحين، وإصابة اثنين آخرين، جراء استهداف الاحتلال البوابة الشمالية لمقر الجمعية في خان يونس، على ما ذكرت «وفا» التي نقلت عن مصادر طبية في غزة، تأكيدها ارتقاء 50 شهيداً، و120 مصاباً، في قصف الاحتلال على المناطق الغربية لخان يونس، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعربت منظمة «أطباء بلا حدود» عن قلقها على سلامة الموجودين داخل مستشفى ناصر، بسبب القصف المتواصل في محيطها، مؤكدة وجوب حمايتهم، والسماح لهم بالمغادرة إذا أرادوا، منوهة إلى تعذر وصول الجرحى إليه، حسب الوكالة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال إحاطته أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي أن نحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة يواجهون ظروفاً مزرية وغير إنسانية.
ونقل موقع «أخبار الأمم المتحدة» عن الأمين العام قوله: إن المئة يوم الماضية كانت مفجعة وكارثية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة، بعد مقتل أكثر من 26 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 60 ألفاً آخرين في العمليات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، مضيفاً: «لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».
وشدد غوتيريش على أن العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى مجموعة من المتطلبات التشغيلية لكي يقوموا بعملهم، بما في ذلك السلامة، والمعدات المناسبة، والقدرات اللوجستية، وسهولة الوصول، مطالباً بوصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ومن دون عوائق وموسّع ومستدام إلى جميع أنحاء غزة، مشيراً إلى أن أغلبية البعثات الإنسانية إلى شمال القطاع رُفضت من قبل إسرائيل في الأسبوعين الأولين من الشهر الجاري.
وكرر غوتيريش دعوته إلى وضع حد لجميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني، قائلاً: «إن استخدام الدروع البشرية أمر غير مقبول – وكذلك المستويات غير المسبوقة من الدمار وقتل المدنيين».