سورية

مباحثات ثنائية في اليوم الأول لاجتماع «أستانا» أكدت احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها … صباغ وخاجي: العمل المشترك على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ودعم ملكية السوريين للحوار

| الوطن - وكالات

شددت المحادثات الثنائية التي أجراها وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ، في اليوم الأول من أعمال الاجتماع الدولي الـ21 حول سورية بموجب صيغة «أستانا»، مع كل من الوفد الروسي والوفد الإيراني، ووفد الأمم المتحدة، على احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وتناولت المواضع المدرجة على جدول الأعمال، في حين أكد رئيس الوفد الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، على هامش الأعمال أن روسيا ترفض بشكل قاطع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن أهمية صيغة أستانا لحل الوضع في سورية تتزايد الآن في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط الذي هو الآن على شفا مواجهة مسلحة واسعة النطاق.

وفي التفاصيل التقى وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة صباغ الوفد الروسي برئاسة لافرنتييف، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وبحث الوفدان خلال اللقاء الثنائي أجندات الاجتماع الدولي وتنسيق مواقف الطرفين في المواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الدولي.

كما التقى وفد الجمهورية العربية السورية الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، وجرى خلال اللقاء الثنائي بحث جدول أعمال الاجتماع الدولي، وتنسيق مواقف الطرفين تجاه المواضيع المطروحة على جدول الأعمال.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في صفحتها الرسمية إن الجانبين ناقشا التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير المتمثل في استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، وأكدا أهمية ضمان احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، والعمل المشترك على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، ودعم ملكية السوريين للحوار السياسي فيما بينهم، ومن دون أي تدخل خارجي.

وكالة «مهر» الإيرانية ذكرت أن أصغر خاجي أشار خلال اللقاء إلى إنجازات عملية «أستانا» في إنشاء مناطق خفض التوتر ودعم الحوار السوري السوري، وقال إن إيران، وإلى جانب التأكيد على احترام السيادة الوطنية والحفاظ على وحدة أراضي سورية تؤمن بأن أي حل سياسي لتسوية الأزمة السورية يجب أن يتم في هذا الاتجاه وعلى أيدي الشعب السوري نفسه، وإيران والدول الأخرى الداعمة لسورية لن تتوانى عن بذل أي جهد في هذا الشأن.

كما ذكرت أن أصغر خاجي شدد خلال لقائه نائب وزير الخارجية في حكومة الإدارة التركية أحمد يلدز على أن «احترام سيادة سورية الوطنية ووحدة أراضيها من أهداف إيران وتركيا المشتركة».

وفي وقت لاحق من يوم أمس التقى الوفد السوري أمس وفد الأمم المتحدة، برئاسة نائب المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية نجاة رشدي، وبحث الوفدان خلال لقائهما في أستانا جدول أعمال الاجتماع الدولي ودور الأمم المتحدة بخصوص الأوضاع والتطورات في سورية.

وأوضحت وزارة الخارجية، أن صباغ شدد خلال اللقاء على ضرورة إدانة الأمم المتحدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والرفع الفوري للتدابير القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري، والتي تخلف معاناة إنسانية كبيرة على جميع مناحي حياتهم اليومية.

كما تطرق الحديث إلى التعاون بين الحكومة السورية والأمم المتحدة في مجالات إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين، وجهود تسهيل عودة اللاجئين، إضافة إلى الجوانب التي تندرج ضمن ولاية المبعوث الخاص في تيسير حوار سوري- سوري.

وعلى هامش أعمال الاجتماعات أكد لافرنتييف في تصريح للصحفيين أن روسيا ترفض بشكل قاطع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى توسع الصراع في الشرق الأوسط.

ونقلت «سانا» عن لافرنتييف قوله: «نحن لا نقبل بشكل قاطع هذه الاعتداءات لأنها لا تؤدي إلا إلى تصعيد العنف، وسنبذل ما في وسعنا لمنع محاولات جر سورية إلى صراع إقليمي».

وأضاف: «إن روسيا لا ترى حتى الآن نية لدى الولايات المتحدة بسحب قواتها العسكرية من سورية، والوضع أصبح أكثر تعقيداً فالأميركيون يتكبدون خسائر كبيرة للغاية، لكنهم يواصلون البقاء هناك في عدد من قواعدهم شمال شرق سورية وفي منطقة التنف في الجنوب».

وأشار الممثل الروسي إلى أن أهمية صيغة أستانا لحل الوضع في سورية تتزايد الآن في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط الذي هو الآن على شفا مواجهة مسلحة واسعة النطاق، مضيفاً: «أعتقد أنه يتعين على المجتمع الدولي بذل كل ما في وسعه لمنع مثل هذا التطور السلبي للوضع»، لافتاً إلى أن الدول الثلاث الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) ستحتاج إلى تنسيق مواقفها في التفاعل مع جميع الأطراف المشاركة في مفاوضات أستانا، وفي المقام الأول بطبيعة الحال مع الأطراف السورية.

وشدد لافرنتييف على ضرورة مواصلة محاربة الجماعات الإرهابية، مثل هيئة تحرير الشام، الواجهة الحالية لتنظيم النصرة الإرهابي وغيرها، والسعي لتحسين الوضع الاقتصادي في سورية، ولتكريس إعادة الإعمار.

وانطلقت في العاصمة الكازاخستانية صباح أمس أعمال الاجتماع الدولي الـ21 حول سورية بموجب صيغة «أستانا» الذي يستمر يومين.

ويشارك في الاجتماع إضافة لوفد الجمهورية العربية السورية وفود البلدان الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى وفد عن الأمم المتحدة يترأسه نائب المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية نجاة رشدي، ووفد «المعارضة السورية»، وممثلين عن البلدان المجاورة لبنان والعراق والأردن بصفة مراقبين، ويحضره ممثلون عن الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأفادت وزارة الخارجية الكازاخستانية في وقت سابق بأن جدول أعمال الاجتماع سيبحث القضايا المتعلقة بتطور الوضع الإقليمي المحيط بسورية وجهود تسوية الأزمة، والوضع الإنساني في البلاد وتعبئة جهود المجتمع الدولي للإسهام في إعادة الإعمار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن