كهرباء «الدقيقة الواحدة» تكسب كل صاحب مولدة 250 ألف ليرة! … وصل شركة الكهرباء للتيار ساعتين تُربح «أمبرجية» حلب ملياراً و400 مليون ليرة يومياً

درج أهالي حلب على الاشتراك بخدمة الأمبيرات لقاء دفع مبلغ أسبوعي يتراوح بين 45 و90 ألف ليرة سورية عن كل أمبير واحد، حسب فترة التشغيل اليومية، والتي تبدأ من 6 ساعات ولا تتعدى 12 ساعة، إلا أن هذا المبلغ لم يعد يعبر عن القيمة الحقيقية للكهرباء المستجرة نتيجة نقص تغذية الأمبيرات لفترات طويلة.

ودرجت العادة أن يصل التيار الكهربائي إلى الأحياء الغربية في مدينة حلب لدقيقة واحدة فقط، لأسباب مجهولة، قد تكون الأعطال أو الأحمال الكبيرة على الشبكة في مثل هذا الوقت من السنة، حيث يعتبر استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة أحد الأسباب.

الخبر الصحفي ليس بومضة الكهرباء أو بخروج التيار الكهربائي عن طوره خلال دقيقة أو ربما خمس دقائق، في ظل الظرف البائس والطارئ الذي تعانيه منظومة الكهرباء، وإنما يكمن في استغلال أصحاب مولدات الأمبير «الأمبرجية» لهذا الظرف أو العذر، لقطع إمداداتها عن بيوت الحلبيين فور فصل التيار الكهربائي الحكومي و«نسيان» تغذيتها لنحو نصف ساعة من الزمن، رغم قطع التيار عنها خلال هذه المدة!

يقول أبو محمد صاحب متجر في حي حلب الجديدة الشمالي لـ«الوطن»: يعمد صاحب مولدة الأمبير في حَيِّنَا، شأنه كشأن باقي أصحاب المولدات، إلى فصل المولدة خلال لحظات من وصل التيار الكهربائي، ثم يتجاهل إعادة تشغيل المولدة نحو نصف ساعة بعد قطع الكهرباء.

ولفت صاحب مكتبة في حي الفرقان لـ«الوطن»، إلى أنه وبحسبة بسيطة، يربح الأمبرجي 250 ألف ليرة تقريباً وفراً في المازوت المشغل لها خلال فترة نصف ساعة من حرمان المشتركين في الخدمة منها.

مشتركو الأمبيرات وجهوا الاتهام للمعنيين بوصل التيار الكهربائي بأنهم متواطئون مع أصحاب المولدات، عبر وصل الكهرباء لدقيقة واحدة أو بضع دقائق لإعطائهم الذريعة بوقف تشغيل مولداتهم من دون إعادة تشغيلها بعد فصل التيار «وكل شيء بثمنه»، حسب قول أحدهم لـ«الوطن».

وفي الأحياء التي تتم تغذيتها لمدة ساعتين من الشركة العامة للكهرباء، يحقق صاحب كل مولدة طاقتها 100 أمبير ربحاً صافياً مقداره مليون ليرة من إيقاف مولدته عن العمل لساعتين من دون تعويضها، خلال فترة وصل التيار الكهربائي، وهو ما يحدث يومياً في معظم أحياء غرب حلب التي تضم نحو 700 مولدة أمبير، طاقة تشغيل كل منها 200 أمبير وسطياً، وتربح يومياً نحو مليار و400 مليون ليرة بهذه العملية فقط!