رياضة

الفرحة بـ(تحفّظ)!

| غانم محمد

فرحنا كثيراً لأن منتخبنا الأول تأهل لأول مرة في تاريخه إلى دور الـ16 في كأس آسيا بكرة القدم، ولأنه أظهر شخصية غير يائسة، في ثلاث مباريات خاضها في البطولة الآسيوية، معبّراً عن روحٍ سوريّة ممتازة.

وفرحنا أيضاً لأن التعامل مع هذا الإنجاز كان منطقياً حتى الآن، ولم نطلق العنان للشعارات (الرنّانة)، بل يبدو أن التعامل كان مدروساً مع الخسارة ومع الفوز، وأعتقد أن المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر هو من فرضَ هذه (الواقعية) في منتخبنا، وهذا أمرٌ يُحسب له.

وفرحنا أيضاً لأنه من المفترض أننا اقتلعنا تلك الشوكة التي علقت في حلوقنا في ست مشاركات سابقة في كأس آسيا، وآنَ لنا أن نطلق الصرخة (المدويّة) في هذا العرس الكروي الكبير.

الأربعاء القادم، سنقف أمام إيران بكل الإصرار الذي انتقلنا به إلى هذا الدور، لاعبين ومدربين، ومن خلال رؤيتنا لهذه المواجهة، سنمرّر تحفّظنا على نسور قاسيون بكل المحبة..

لاعبونا أدّوا بشكل واقعي في المباريات الثلاث السابقة، ولم يعبهم إلا عملية إخراج الكرة من منطقتنا الدفاعية، وهذا سيكون (كارثياً) أمام منتخب بقوّة المنتخب الإيراني، وبالتالي إن أردنا أن نتابع، أو حتى أن نخرج دون أن نُسلب الفرحة التي عشناها، علينا أن نكون أكثر هدوءاً وتركيزاً في موضوع الاستحواذ على الكرة والسير بها بعيداً عن قدرة لاعبي إيران على الاستفادة منها.

نظرياً تتفوّق إيران علينا.. وعملياً، فإننا نعرف المنتخب الإيراني أكثر من غيره، ونعرف كيف نتعامل معه، وتعادلنا معه مرات كثيرة، وفي كل المرات التي كنا نتعادل فيها مع إيران كنّا نحسن (استفزاز) لاعبي إيران… منتخب إيران يرى في منتخبنا منافساً صعباً، لكننا ننسى هذا الأمر فنسهّل له مهمته، وعندما نتذكّر أننا قادرون على تعذيبه فإننا نعذبه..

مباراة الأربعاء نريدها لنا، ولن تكون لنا إلا إذا أجدنا الاستحواذ واللعب بهدوء لا ببطء، وبسرعة في المرتدات لا بـ(تعجّل)، ولن تنتهي رحلة منتخبنا في آسيا يوم الأربعاء القادم إن شاء الله…

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن