يبدو أن القائمين على سلة الوحدة لم يستفيدوا من مشاركتهم السابقة في دورة دبي الدولية عندما قدموا أسوأ عروضهم وظهروا بأداء عقيم على صعيد النتائج الرقمية والمستوى الفني، وبدلاً من السعي وتأمين المناخات الملائمة للفريق وتحضيره بشكل يتناسب مع قوة هذه البطولة، دفع القائمون بالفريق من أجل تسجيل مبدأ المشاركة فقط بلا طموحات ولا تطلعات لتحقيق نتيجة إيجابية، فالفريق الذي ضم ثلاثة لاعبين أجانب من مستوى عال إضافة للاعب وائل جليلاتي ومجموعة من لاعبي النخبة المحليين على رأسهم العملاق عبد الوهاب الحموي ومن ورائهم مدرب مضى على وجوده فترة طويلة وهي مدة زمنية كافية لبيان مدى قدرته على تقديم الفريق بصورة جميلة، غير أنه فشل فشلاً ذريعاً ابتداء من نتائجه المتفاوتة بالدوري المحلي مروراً بخسارته القاسية أمام الشرطة العراقي في دوري غرب آسيا (وصل) وانتهاء بنتائجه بدورة دبي ما يؤكد أن الفريق يعاني الأمرين من الناحية الفنية.
حقيقة
لم يكن أشد المتشائمين بسلة الوحدة يتوقع أن يكون حضورها تراجيدياً وحزيناً عندما شاهدنا الأداء المتواضع والخسائر القاسية الذي تعرض لها الفريق،
ولا نغالي كثيراً إذا قلنا إن بطولة دبي كانت تشهد في السنوات الماضية حضوراً سلوياً سورياً مؤثراً وقوياً في أغلب نسخها عبر سفراء سلتنا (الأهلي والوحدة والجيش وفي النسخة السابقة الوثبة)، جاءت هذه النسخة لتكشف مستوى فريق هزيل منهك عجز عن تحقيق سوى فوز واحد يرضي به جماهيره التي ملأت الصالة، وخابت آمالها ليس بالنتيجة وحسب بل بالأداء البدائي الذي سار بتكتيك كرة السلة أيام السراويل القصيرة والجوارب الطويلة، ترافق ذلك مع حكايات طالت الجانب الإداري غير الفني الذي انشغل في تحضير الحقائب وشراء الهدايا وإصدار تأشيرات السفر للأصدقاء والمعارف ووضع برامج لقاءات مع المطبلين والمزمرين الذين عجزوا هذه المرة عن حجب شمس الفشل الكامل الناتج عن جهل في طريقة التحضير لمثل هذه البطولة.
حقيقة واضحة
نعلم أن سلة الوحدة ليست على ما يرام، وبأن تصفية الحسابات تتحكم بالقرارات الفنية والإدارية، وبأن الخيارات تبنى انطلاقاً من تقريب من معنا وإقصاء من ضدنا.
سلة الوحدة اليوم غرقت في بطولة دبي لأنها بلا ربان محنك يتفادى مثل هذه المشاركة اليائسة التي لم تحمل في طياتها أي فائدة تذكر باستثناء الصور التذكارية واللقاءات الكيدية التي انتظرها البعض بفارغ الصبر لنقل أبواق التزمير ومشاعل التطبيل من المنافسات المحلية إلى دبي الخليجية التي كانت في يوم من الأيام تنتظر نادي الوحدة لأنه فرس من فرسان مقدمة البطولة، ولم يكن يوماً حملاً وديعاً تتسابق الفرق المنافسة لتمزيق شباك سلته.
المشاركة الخائبة لم نجد فيها بارقة أمل، فلا اللاعبون الأجانب كان انتقاؤهم سليماً، ولا اللاعبون المحليون حصلوا على فرصة مشاركة للاحتكاك ولا الفريق قدم أداء يبشر بمستقبل ينسينا مرارة الخسارات المؤلمة، وفوق هذا وذاك أهدرت إدارة النادي مئات الملايين لتظفر بأربع خسارات علقمية وفوز يتيم وتحزم حقائب الهدايا وتعود إلى أرض الوطن لتروج لمرحلة إخفاق جديدة لم تعد خافية على أحد، ومن يقل بأن المشاركة كانت بتذاكر عقد الرعاية وبأن رواتب اللاعبين الأجانب تكفل بها أحد المحبين، فنذكره بأن هذا الإنفاق نفسه والميزانية المخصصة نفسها للظفر بأربع خسارات مريرة كانت إدارة النادي قادرة على تحسين واقع كرة السلة المتآكل أو بناء صالة تدريبية تستقبل مواهب جديدة محل من أكل عليهم الزمان وشرب، وما زالت إدارة النادي متمسكة بهم لجهلها العميق في التفاصيل الفنية للعبة بعد تهجير أغلب الخبرات الفنية المتمكنة إضافة لما خسرته اللعبة من قامات فنية إدارية دانت لها البطولات المحلية والآسيوية.
خلاصة
إلى محبي سلة الوحدة ورموزها وقيادتها وأساطيرها، سلة النادي لم تكن يوماً ملك شخص أو مجموعة أو إدارة، فالنادي الذي أنجب شامل داغستاني وممتاز ملص ومن تبعهم من أجيال لا يجوز أن يترك ليد عمياء تبطش بسمعة النادي وتاريخه وحاضره ومستقبله، وأنتم مطالبون اليوم بجلسة مصارحة مع إدارة النادي لوضعها أمام مسؤوليتها وتوعيتها لما تجهله وإرشادها لما يخدم النادي، ومن دون ذلك وبقراءة بسيطة ومباشرة، فإن سلة الوحدة ستخرج من دائرة المنافسة المحلية لسنوات عدة قادمة إذا استمرت آلية العمل الحالية في إدارة مفاصلها.