روما حذّرت من مصادرة الأصول الروسية.. وصحيفة إيطالية: الغرب تعرض لفشل تام … وزير الدفاع الألماني: لسنا جاهزين لمواجهة روسيا
| وكالات
صرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أمس السبت، أن ألمانيا ليست مستعدة لمواجهة مع روسيا، في حين قال الأستاذ المشارك في جامعة لويس في روما المتخصص بعلم الاجتماع العام وعلم اجتماع الإرهاب في قسم العلوم السياسية أليساندرو أورسيني في مقالة لصحيفة «Il Fatto Quotidiano» الإيطالية، إن الغرب تعرض للفشل التام في معركته ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع ذلك حذر رئيس البنك المركزي الإيطالي فابيو بانيتا، أمس السبت، الاتحاد الأوروبي من مصادرة الأصول الروسية.
ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية، عن وزير الدفاع الألماني، إن «ألمانيا ليست مستعدة للدفاع عن نفسها ضد التحديات الأمنية التي ستواجهها أوروبا في المستقبل»، وأضاف بيستوريوس: إنه لم يعد من الممكن أن تكون هناك «ثقة لا تتزعزع» في ظل المتغيرات السريعة في المنطقة، وأشار إلى أن دور الجيش الألماني قد تغير وسط التحديات الأمنية المتغيرة التي تواجه ألمانيا وحلفاءها الآخرين في حلف شمال الاطلسي «ناتو»، داعيا إلى الاستعداد لمواجهة «التهديدات القادمة من روسيا» والجهات الفاعلة الأخرى!
من جانبها، ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين، إن أوروبا تحتاج إلى سنوات عدة وأموال ضخمة كي تتمكن من تعويض النقص العسكري في الجيش وإعادة بناء قاعدتها الصناعية، ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن أوروبا لم تدخل أبداً في اقتصاد زمن الحرب، على الرغم من الصراع في أوكرانيا والوعود المقدمة لكييف بشأن تزويدها بمليون قذيفة بحلول شهر آذار المقبل، فإن الأمر يبدو غير واقعي.
وفي أوائل تشرين الثاني الماضي، صرح مصدر أوروبي رفيع المستوى للصحفيين في بروكسل بأن دول الاتحاد الأوروبي سلمت حتى الآن 300 ألف وحدة ذخيرة من أصل مليون مخطط إرسالها إلى أوكرانيا، وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس: إن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من الوفاء بوعده بتزويد مليون قذيفة بحلول آذار 2024.
وأكدت موسكو مراراً أنها لا تشكل تهديداً لأي من دول ـ«ناتو»، لكنها لن تتجاهل الإجراءات التي قد تشكل خطراً على مصالحها، وفي الوقت ذاته، تظل منفتحة على الحوار، ولكن على قدم المساواة، ويتعين على الغرب أن يتخلى عن المسار نحو عسكرة أوروبا، وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن روسيا لا تريد صداماً عسكرياً مباشراً مع حلف شمال الأطلسي، ولكن إذا أراد أحد ذلك فهي مستعدة لذلك، على حين يحذر جنرال أوروبي من استعدادات الروس التي قد تنتهي بهجوم بري كاسح لأوكرانيا.
في سياق متصل اعتبر اليساندرو أورسيني أنه من المهين أن نكتشف أن اقتصاد روسيا أقوى من اقتصاد الاتحاد الأوروبي، وأن صناعتها العسكرية تتفوق على صناعات حلف شمال الأطلسي، ورأى أورسيني أن بوتين يضحك والإيطاليون يبكون لأن هناك ركوداً في ألمانيا، وانهيار الاقتصاد الألماني سيؤثر بشكل خطير في وضع إيطاليا.
وأشارت المقالة في الصحيفة الايطالية إلى أن الروس يتفوقون كذلك في مجال التكنولوجيا العسكرية على الغرب في العديد من المجالات، وكمثال على ذلك ذكر الصحفي وجود صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «سارمات» الذي يمكنه حمل رؤوس أفانغارد» الصاروخية فرط الصوتية القادرة على تغيير المسار وارتفاع الطيران، لتتجه نحو هدف يقع على مسافة تصل إلى 18 ألف كيلومتر، وبسرعة 20 ضعف سرعة الصوت، وحسب المقالة، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بأن الولايات المتحدة غير قادرة على اعتراض هذه الرؤوس الصاروخية.
في غضون ذلك، حذر رئيس البنك المركزي الإيطالي فابيو بانيتا، أمس السبت، الاتحاد الأوروبي من مصادرة الأصول الروسية، وذلك وفقاً لوسائل إعلام غربية.
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، نقلاً عن بانيتا، إن العلاقات الدولية جزء من «لعبة متكررة»، وإن استخدام العملة كسلاح سيؤدي حتماً إلى تقليل قيمتها ويشجع على ظهور بدائل أخرى، مشيراً إلى أن اليوان الصيني تجاوز بالفعل اليورو كعملة عالمية.
وتوعدت روسيا برد مماثل على مصادرة احتياطيات البنك المركزي من قبل الدول الغربية، وهو ما قد يكلف الأخيرة ما لا يقل عن 288 مليار دولار، وفقاً لتقص قامت به وكالة «سبوتنيك» يستند إلى الإحصاءات الوطنية للدول.
ودعا سياسيون غربيون مؤخراً إلى وضع مقترحات لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، بما في ذلك التهديد بمصادرتها، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إنه إذا تحققت هذه الفكرة، فإن موسكو لا تستبعد اتخاذ تدابير مضادة مماثلة.