العراق: انسحاب «التحالف» لن يؤثر في أمننا.. وأنباء عن توسيع قاعدة «عين الأسد»! … انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن لإخراج القوات الأميركية
| وكالات
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد أمس، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، لإنهاء مهمة قوات ما يسمى «التحالف الدولي» في العراق، بالتزامن مع تأكيد مستشار رئيس الوزراء العراقي حسين علاوي أن انسحاب هذه القوات لن يؤثر في أمن البلاد، على حين تحدثت مصادر عشائرية عراقية عن قيام القوات الأميركية بأعمال توسعة قاعدة «عين الأسد» والمرافق الخاصة بهذا القوات بالقوات الأميركية، مستبعدة انسحاب الأخيرة من القاعدة غرب الأنبار!
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية «واع»، أن «رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق».
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، نجاح مفاوضاتها مع الحكومة الأميركية لإطلاق لجنة عليا، بهدف صياغة جدول زمني لوجود مستشاري «التحالف الدولي» في العراق، على حين قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»: إن اللجنة ستبدأ عملها في الأيام المقبلة، مشيرة إلى وضع 3 عوامل رئيسية في الاعتبار، هي تهديد داعش، والاحتياجات التشغيلية، وقدرات قوات الأمن العراقية.
في الغضون، أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي «حسين علاوي»، أن انسحاب قوات «التحالف الدولي» لن يؤثر في أمن العراق ومنظومة الأمن القومي، مشيراً إلى أن الحوار الإستراتيجي مع التحالف الدولي لإنهاء مهامه في البلاد كان قد توقف بسبب العدوان على غزة.
وحسب موقع «اليوم السابع» المصري قال علاوي في اتصال هاتفي مع قناة «سكاي نيوز» أمس السبت إنهم ينتظرون عن كثب وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ موضحاً أن العدوان على غزة ألقى بظلاله وأثر بشكل كبير في الأوضاع في العراق والمنطقة، وشدد على أن وقف إطلاق النار في غزة سيحد من هجمات الفصائل العراقية على مواقع التحالف داخل البلاد، إضافة إلى أن انسحاب قوات التحالف سينهي الهجمات المتبادلة بين القوات الأميركية والفصائل العراقية.
وقال علاوي: إن رئيس الوزراء يرعى الحوار بين اللجنة العسكرية العليا المشكلة في آب الماضي والتي توقفت عن الاجتماعات سواء في العراق أو أميركا بسبب «أزمة» غزة؛ حيث ألقت بظلالها على الساحة العراقية، وأضاف إن الحكومة العراقية ملتزمة بالتعهد الأساسي الذي وعدت به بإنهاء وجود التحالف الدولي، لافتًا إلى أنه كانت هناك استجابة فورية من قيادة التحالف الدولي وعلى إثرها انطلق الحوار الإستراتيجي في جولته الأولى عبر اجتماع اللجنة العسكرية العليا بين البلدين التي يرعاها رئيس الوزراء في مقر الحكومة العراقية.
وأشار مستشار رئيس الوزراء إلى أن الحوار الثنائي يهدف لصياغة جدول زمني لوجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، موضحاً أنه سيكون هناك انسحاب منظم للتحالف الدولي الذي كان مقرراً عام 2019 لكنه تأجل بسبب عوامل سياسية ترتبط بالحكومات العراقية المتعاقبة، وأوضح أن الحكومة العراقية الحالية تهدف إلى استعادة علاقاتها الثنائية مع الدول الأخرى لمرحلة ما قبل سقوط الموصل على يد داعش، إضافة إلى تعزيز القدرات الدفاعية وتحديث أنظمة القوات المسلحة من خلال التسليح عبر شركات الدول المصنعة من دول التحالف أو المنظومات الشرقية أو المحيطة بهم في المنطقة.
في السياق، اعتبر رئيس جماعة «علماء المسلمين» في العراق خالد الملا، أمس، أن الاعتداءات الأميركية المتكررة على قوات ومقار الحشد الشعبي في بابل والأنبار جزء من مخطط السياسة الأميركية في العراق التي لا تعرف سوى خلق الفوضى والقتل والدمار.
وقال الملا في حديث لوكالة «المعلومة» العراقية: إن «الاعتداءات الأميركية على مقرات الحشد الشعبي باتت دائمة ومتكررة ولابد من اتخاذ موقف عراقي حاسم تجاه الوجود الأميركي لمنع تنفيذ سياستها(واشنطن) العدائية ضد قواتنا الأمنية والشعب العراقي»، وأضاف إن «الحل الصحيح والضروري لخلق حالة مستقرة داخل العراق مغادرة هذه القوات بكل تسمياتها من الأراضي العراقية، لكون القضية ما عادت مسألة مستشارين أو مدربين».
وأشار الملا إلى «أمر مهم وخطير من وراء تكرار الاستهداف بالمسيرات والطائرات المجنحة، يهدد حياة شخصيات سياسية أو رموز وطنية أو دينية لإثارة الفتنة داخل العراق»، ودعا البرلمان إلى «تفعيل قرار المجلس السابق بإخراج قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبالتنسيق مع الحكومة».
في الأثناء، أشار تقرير نشرته صحيفة «فزغلياد» الروسية للكاتبين يفغيني بوزدنياكوف وإيليا أبراموف إلى أن الولايات المتحدة «تصر على أن تراعي عملية انسحاب القوات الأميركية الوضع الحالي» في العراق ودرجة استقرار قوات الأمن المحلية، لكن بغداد تؤكد أن الظروف المحيطة لا ينبغي أن تؤثر في المواعيد المحددة للانسحاب، وفق «السومرية نيوز».
ونقلت الصحيفة عن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية قوله: وفقاً للبيانات المتوافرة لدى روسيا، وافقت واشنطن على مطلب بغداد، وبدأت سحب القوات من البلاد، موضحاً أن العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، وحسب تقرير الصحيفة، فإن الخبراء يعتقدون أن القوات الأميركية ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى مغادرة مواقعها في العراق وسورية، لأن الوجود الأميركي هناك، كما في المنطقة كلها، أصبح يشكل عبئاً مالياً لا يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على مناطق أكثر أهمية.
وحسب الخبير ديمتري دروبنيتسكي، فإن «الضربات على المواقع الأميركية في العراق وسورية تدفع الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من الشرق الأوسط، لكن السبب الرئيسي لهذه النيات هو أن هذه المنطقة فقدت ببساطة أهميتها بالنسبة للبيت الأبيض»، وتابع: «على الأغلب سيتم الانسحاب الأميركي من العراق بهدوء، ففي نهاية المطاف لا يريد الساسة الأميركيون تكرار الكارثة الإعلامية التي حدثت عند نشر صور لأشخاص مذعورين في مطار كابل في أفغانستان، وفي الوقت نفسه، من المهم للغاية أن تُكمل الهيئات المحلية هذه العملية في أثناء فترة رئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن».
جاء ذلك، فيما تحدث أحد شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار غرب قطري السمرمد، أمس عن قيام القوات الأميركية بأعمال توسعة قاعدة «عين الأسد» والمرافق الخاصة بالقوات الأميركية وقال في تصريح لـ«المعلومة» إن «انسحاب القوات الأميركية من قاعدة عين الأسد بناحية البغدادي بقضاء هيت غرب الأنبار، أمر مستبعد على خلفية ضمها لمساحات كبيرة من الأراضي القريبة من مبنى القاعدة فضلاً عن استدعاء قوات إضافية لتعزيز أمنها في مؤشر إلى أن تصريحات الإدارة الأميركية بهذا الشأن ما هي إلا عمليات تسويف إعلامي بعيدة عن أمر الواقع».