سورية

دعا «الإدارة الذاتية» الكردية إلى التعاون مع دمشق لحل مشكلاتها … لافرنتييف: القوات الأميركية سبب التعقيد وستغادر سورية إن عاجلاً أم آجلاً

| وكالات

اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أنه لا يمكن الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات، في حال انسحابها من العراق، وأكد أن هذه القوات ستغادر «عاجلاً أم آجلاً»، وعلى ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التعاون مع الحكومة السورية لحل مشكلاتها.
وحسب شبكة «رووداو» الكردية، قال لافرنتييف: «عندما تغادر القوات الأميركية العراق لن يكون بإمكاننا الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات»، وأكد ضرورة أن «تدرك رئاسة الإدارة الذاتية الكردية بأن الجنود الأميركيين سيغادرون سورية عاجلاً أم آجلاً، وسيضطرون (الإدارة الذاتية) إلى حل مشكلاتهم مع السلطة المركزية».
وأمس أعلن في العراق، عن انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، لإنهاء مهمة قوات ما يسمى «التحالف الدولي» في العراق، وذلك بعد إعلان الخارجية العراقية الخميس الماضي نجاح مفاوضاتها مع الحكومة الأميركية لإطلاق لجنة عليا، بهدف صياغة جدول زمني لوجود مستشاري «التحالف الدولي» في العراق، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»: إن اللجنة ستبدأ عملها في الأيام المقبلة، مشيرة إلى وضع 3 عوامل رئيسية في الاعتبار هي: تهديد داعش، والاحتياجات التشغيلية، وقدرات قوات الأمن العراقية.
واكد لافرنتييف أن السبب الرئيس للتعقيد الذي تشهده سورية حالياً، هو الوجود غير القانوني للجنود الأميركيين في أراضيها، وأشار إلى أن الأميركيين لا يسمحون بإجراء مفاوضات عميقة بين دمشق و«الإدارة الذاتية»، ولا يسمحون للحكومة السورية أن تعالج هذه المسألة وفق ما تراه مناسباً، «لكننا سنواصل جهودنا في هذا الاتجاه».
وأعرب لافرنتييف عن دعم بلاده للمفاوضات بين الجانبين، قائلاً: «لكنها لا تسير بشكل جيد للأسف، ليس بسبب خطأ الحكومة السورية المستعدة لها، ربما، لا يكون خطأ الجانب الآخر أيضاً الذي هو على استعداد لدعم المفاوضات، لكنه خطأ الأميركيين، فهم لا يسمحون بإجراء مفاوضات عميقة، ولا يسمحون للحكومة السورية أن تعالج هذه المسألة وفق ما تراه مناسباً، لكننا سنواصل جهودنا في هذا الاتجاه».
وأعاد لافرنتييف إلى الأذهان أنه قبل سنوات قررت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب سحب جنودها من سورية، ومباشرة بعد يوم من ذلك حضر ممثلو «الإدارة الذاتية» إلى دمشق، وبدؤوا مباحثات معها بشكل فاعل، ليس معها وحسب بل مع الجانب الروسي أيضاً، وقال: «من خلال وساطتنا كانوا مستعدين لتنفيذ كل الاتفاقات، مثل، انتشار الجيش العربي السوري شرق الفرات، ومشاركة «قوات سورية الديمقراطية» في الجيش العربي السوري، ووعود أخرى، لقد أعربوا عن استعدادهم لتنفيذ هذه المسائل، وبعد أن قرر ترامب بضغط من حاشيته وإدارته بقاء القوات الأميركية في سورية، تغير موقف «قسد» مباشرة وتخلوا عن المسؤوليات التي أخذوها على عاتقهم».
وأبدى لافرنتييف أسفه لخضوع «الإدارة الذاتية» للقوات الأميركية وقال على «الإدارة الذاتية» الكردية أن تدرك بأن الجنود الأميركيين سيغادرون سورية عاجلاً أم آجلاً، وسيضطرون (الإدارة الذاتية) إلى حل مشاكلهم مع السلطة المركزية، سيضطرون إلى حلها مع دمشق. لذا عليهم أن يتوصلوا إلى النتائج اللازمة من الآن، كما تعلمون، منذ نحو أسبوع طالب رئيس الوزراء العراقي السوداني مرة أخرى بانسحاب القوات الأميركية من العراق، عندما تغادر القوات الأميركية العراق، وكما تدركون أيضاً، لن يكون بإمكاننا الحديث عن بقاء القوات الأميركية شرق الفرات.
كلام لافرنتييف جاء بعد إعلان مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، الأربعاء الماضي نقلاً عن مصادر في الخارجية الأميركية و«البنتاغون»: إن البيت الأبيض لم يعد مهتماً بالمهمة الأميركية في سورية التي يعتبرها غير ضرورية، وإن نقاشاً داخل الإدارة الأميركية يدور حول موعد وكيفية سحب تلك القوات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن