رياضة

خبراء الكرة «الحسكاوية» لـ«الوطن»: نظام المنافسة.. خدمنا بالعبور إلى الدور الثاني … «كوبر» أوجد هوية للمنتخب في جانب واحد فقط، وترك الباب مفتوحاً للاحتمالات

| الحسكة - دحام السلطان

عبر منتخبنا الوطني إلى الدور ثُمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه من خلال مشاركاته السبع الماضية، وهذا التأهل ومن وجهة نظر لغة الأرقام يُسجّل للمنتخب الذي لم يسبق له العبور إلى هذا الدور المشار إليه فيما مضى من المشاركات التي كان يغادر فيها نهائيات المنافسة من الدور الأول، وإن جاء التأهل ضمن نظام ملحق المجموعات الناظم لمنافسة البطولة كأفضل ثالث برفقة المنتخبات الأربعة التي تأهلت إلى الدور ذاته، بعد أن أنجز واجبه المطلوب منه في الدور التمهيدي للبطولة بتعادل سلبي، وبخسارة بهدف من دون رد، وبفوز بهدف كذلك.

وحيال المنتخب اليوم ومن يقود دفة التدريب فيه، والذي سيلتقي المنتخب الإيراني مساء يوم الأربعاء المقبل، تفاوتت آراء ووجهات نظر خبرات الكرة «الحسكاوية» بنظرة التقييم الفني لا العاطفي بين متفائل ومتفائل نسبياً ومنتقد للمشهد الفني الذي ينتظر المنتخب أمام استحقاقه في البطولة والراهنة ونحو إستراتيجية المستقبل الكروي الذي ينتظره في القادمات.

المطلوب تحول تكتيكي

حينها بيّن خبرتنا الكروية الكابتن تركي ياسين العلي المتابع للمنتخب عن كثب، أن التأهل للدور الثاني جاء على حساب زيادة الفرق التي تأهلت إلى الدور الثاني ولم يأت بجهودنا إطلاقاً، مضيفاً إن «كوبر» نجح في إحكام إغلاق المنطقة وتأمينها ولكنه لم ينجح في التحوّل التكتيكي وتبديل طرق اللعب بشكل مغاير للأسلوب الذي اتبعه، لأنه صراحة وفي حقيقة الأمر كان آخر همه العمل على إيجاد تحولات تتناسب وكل لقاء خاضه الفريق، كما كان جلَّ اهتمامه الاعتماد على المرتدات من خلال تبديل أسلوب اللعب النسبي أحياناً، ولكن من دون تبديل لمراكز اللاعبين في الفريق، حيث كان بإمكانه الاستفادة من إمكانات بعض عناصره من الموجودين على دكة البدلاء الذين يشغلون اللعب في الخط الأمامي في الفريق، ونحن قد جئنا إلى قطر وعلى كشوفنا 28 لاعباً فأين هم منهم؟ ولماذا لم يتم الاعتماد على إشراك لاعبين اثنين أو ثلاثة بالحد الأعلى فقط في كل لقاء لنا؟ وعلى عكس الفرق الأخرى التي لعبت ضدنا، موضحاً أن معظم منتخبات الصف الأول ومن ضمنها منتخب إيران لم تكشف جميع أوراقها في الدور الأول، مؤكداً أن اللقاء المقبل سيكون بمثابة شد أعصاب بالنسبة إلينا ولا توقعات فيه، لأننا لم نصل إلى الفكر الهجومي في الملعب بعد، لمجاراة منتخبات من هذا المستوى والطراز التكتيكي الذي لم نتمكن من إدراكه بعد؟

وأشار الخبرة الجهادية ولاعب منتخباتنا الوطنية السابق الكابتن محي الدين تمو، إلى أن الأسلوب الذي اتبعه «كوبر» يعتمد على الانضباط داخل وخارج الملعب، وهو ذات الأسلوب الذي اتبعه في جميع المنتخبات والأندية التي دربها، وهو في حقيقة الأمر لا يتناسب وأسلوب الخط الهجومي بل يتناقض ويتعارض معه، ما أفقد لاعبي الخط الأمامي والخط المساند له حريتهم في الملعب، وانتزع منهم زمام المبادرة والخطورة التي كان من الممكن أن يشكلوها على مناطق الخصوم في الملعب، موضحاً أن المنتخب الوطني قد تطور بالفعل في الشق الدفاعي الذي كان يفتقر له فيما مضى وانتهى من حالتي الارتجالية والعشوائية فيه، من خلال جلب عدد من اللاعبين الذين كان مجيئهم بمثابة «كسر عظم»، مضيفاً إن الانتظام في خط الظهر لا العشوائي يُسجّل لكوبر، إلا أن هذا الأسلوب المبالغ فيه يظل أسلوباً تجارياً، وقد جاء على حساب غياب دور صانع الألعاب واللاعب الموزّع والمهاجم المشاكس، ولم يجد كل منهم في موقعه بالملعب الأريحية المطلوبة والوصول إلى نهاية الهجمة نحو مرمى الخصم، ما أفقد لديهم الثقة بنفسه، والثقة للوصول إلى الفوز لدى المنتخب ولدى كل من يتابعه، وهذا الأداء وإن كان له أثر في الدور الأول، إلا أنه لايتناسب إطلاقاً في الدور الثاني مع المنتخبات الكبيرة، ولاسيما المنتخب الإيراني، الذي إن تعادلنا وإياه في اللعب فيعتبر بالنسبة إلينا فوزاً حقيقياً، وإن فزنا عليه بضربات الترجيح فهذا يعتبر إنجازاً عالمياً يسجّل لنا.

الهجوم مطلوب للدفاع

أكد مشاكس الكرة السورية نجم منتخبنا الوطني السابق الكابتن نبيل إلياس، أن مواجهتنا للمنتخب الإيراني أحد أهم المرشحين لنيل لقب البطولة ليست سهلة، ونأمل من المدرب «كوبر» أن يتحرر من أسلوبه وتمسكه بالواجب الدفاعي غير المجدي ولا المفيد مع لقاء لا يقبل القسمة على اثنين بالنسبة إلينا، وذلك بالعمل على الاستفادة من الواجب الهجومي، كي يكون لنا فاعلية مؤثرة في التعامل مع خبرة وقوة المنتخب الإيراني، لأن الأسلوب الذي يجري عليه منتخبنا اليوم سيكون له أثر سلبي على العاملين البدني والنفسي للاعبين، مؤكداً ضرورة تفادي إصابة مرمانا بالأهداف مبكراً من خلال عناصر القوة التي يمتلكها المنتخب الإيراني، وأن يتم التعامل مع اللقاء بأسلوب مغاير عن الأسلوب الذي كان عليه منتخبنا في الدور الأول، لأن كرة القدم هي دفاع وهجوم بنفس الوقت وليست دفاعاً فقط ولا مكان لأسلوبه بشكل منفرد فيها، وأن الأهداف لا تأتي إلا بالأسلوب المطلوب لإحرازها وأنا متفائل بالنتيجة التي نريدها سورية.

فيما لفت هداف الكرة الجهادية السابق الكابتن رياض نعوم، إلى أن منتخبنا قد تطور عن السابق وأصبح يلعب كرة قدم حقيقية اليوم، وأن المنتخب لديه مهاجمون جيدون ولا يعوزهم إلا الابتعاد عن التسرّع واستثمار الفرص واقتناص اللمسة الأخيرة بشكل جيد، مبيناً أن شكل فريقنا على هذا الرتم التكتيكي، لا يمكن له التخلّي عنه في اللقاء المقبل مع إيران، وأن أي مغامرة على غير هذا النحو ستقودنا إلى الخسارة المؤكدة مع المنتخب الإيراني الذي يتفوق علينا فنياً وبدنياً، لأنه فريق متمرّس ويمتلك عناصر تتفوق على عناصرنا وهو بالنتيجة صعب المنال، لذلك فإن المدرب «كوبر» لا مناص لديه إلا اللعب حسب إمكانات لاعبيه، وعلى هذا الأسلوب حتماً وأي تغيير ستكون له نتائج عكسية، ولذلك فإنه لا سبيل لدينا إلا باتباع الطريقة الدفاعية وتأمين منطقتنا بإغلاق جميع المعابر إلى مرمانا، ولا مستحيل في المباراة وكل الاحتمالات واردة والمفاجآت كذلك، وبالنتيجة فإننا نأمل ونتمنى الفوز لإسعاد الشعب السوري وجماهيره العريضة.

احتمالات الأرقام واردة

بيّن الزميل الإعلامي عبد الرحمن السيد، أن الأسلوب الذي ظهر عليه منتخبنا قد أربك مهاجمينا بالفعل، وانحرف لديهم الواجب المطلوب منهم من خلاله غياب النفس الهجومي المباغت المفترض لمرمى الخصوم، وهذا ما تأكد خلال مباراتنا مع الهند التي حسمها المهاجم عمر خريبين بخبرته وبأسلوبه وحلوله الفردية لا ببناء الهجمة من صانع الألعاب، مضيفاً: إن هذه البرمجة المبالغ فيها بالدفاع لا تثمر التسجيل ولا تصنعه، وهذا ما حصل معنا أيضاً في لقاء الهند في ثلاث مناسبات حين وصلنا مرماهم قبل دخول الخريبين والدالي، ولم نجد المترجم في صندوق الملعب الهندي، وأتصور أن المرسوم لمنتخبنا قد تحقق في الوصول إلى هذا الدور فقط، وأن اللقاء مع المنتخب الإيراني له تصوّر مختلف، إذا أردنا أن نغالط وجهة نظر هذا التصور المرتبط برسم المدرب «كوبر»، نريده أن يتحرر من انضباطه التكتيكي الخلفي من أجل العبور إلى الواجب الأمامي، والعبور من خلاله إلى الأمام إلى الأدوار اللاحقة من العرس الآسيوي، لأن من يحرز الهدف على الهند «غير المصنّف عالمياً» ويفوز عليه بصعوبة يحتاج إلى إعادة النظر بأوراقه بشكل دقيق ومكثّف، ومع ذلك فإن كل الاحتمالات واردة ولا كبير في كرة القدم، وأنا متفائل بالفوز لأن الأرقام هي من تؤكد ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن