عربي ودولي

الخلافات تخيم على اجتماع باريس لبحث إستراتيجية الحرب على داعش … اعتراف فرنسي بالضعف وتذمر أميركي من تقاعس الأعضاء

| وكالات

كانت الخلافات سيدة الموقف خلال اجتماع وزراء دفاع أميركا وحلفائها الرئيسيين في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، في باريس أمس، لبحث سبل تعزيز المكاسب التي تحققت في الحرب ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وفي اعتراف نادر أقرت باريس بأن الإستراتيجية العسكرية للتحالف الدولي لمحاربة التنظيم تعاني من «ضعف وغير قادرة على إنتاج مفاعيل سريعة».
وأعلنت فرنسا والولايات المتحدة أمس، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، العزم على القضاء على «مراكز سلطة» التنظيم في مدينتي الرقة والموصل، واعتبرتا أن داعش يتراجع حالياً في سورية والعراق.
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عقب الاجتماع: «يجب على كل دولة أن تأتي وهي مستعدة لمناقشة المساهمة بشكل أكبر في القتال، ولن أتردد في أن أناقش وأتحدى الأعضاء الحاليين والمحتملين في التحالف»، مضيفاً: «إن العراق ستكون ممثلة كذلك في اجتماع بروكسل» الذي سيحضره وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شباط المقبل على الأرجح. وحدد كارتر ثلاثة أهداف أساسية في الحرب على داعش، وهي «استئصال سرطان التنظيم عبر القضاء على مراكز سلطته في الرقة والموصل، ومكافحة تمدد هذا الورم عبر العالم، وحماية مواطنينا».
من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في ختام اللقاء: «إن جهودنا المشتركة تؤتي ثمارها (…) إن داعش يتراجع على الأرض وقد نجحنا في تجفيف موارده. أنه الوقت المناسب لتكثيف جهودنا المشتركة عبر إقرار إستراتيجية مشتركة ملائمة».
ودعت فرنسا روسيا إلى «تركيز» قصفها على داعش و«التوقف عن ضرب التنظيمات المسلحة الأخرى» في سورية، على حين اعتبرت واشنطن أن موسكو «على طريق إستراتيجية سيئة»، بحسب «أ ف ب».
وقال لودريان: «إن روسيا لاعب مهم في الملف السوري. نقدر هذا الموقع ونرغب بأن تركز روسيا جهودها على داعش وتتوقف عن ضرب المجموعات التي تقاتل هذا التنظيم». من جانبه قال كارتر: «الروس على طريق إستراتيجية سيئة» مضيفاً: «وحتى يتغير هذا الأمر ليس هناك أساس مشترك لقيام تعاون» معهم.
واجتمع في باريس أمس وزراء دفاع الدول السبع الأكثر التزاماً في الحملة العسكرية الجوية في العراق وسورية وفي تدريب القوات العراقية (الولايات المتحدة، فرنسا، أستراليا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا وهولندا) في مقر وزارة الدفاع الفرنسية، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
والاجتماع الذي ترأسه وزيرا دفاع فرنسا والولايات المتحدة سيتيح استعراض «حصيلة تحركات التحالف» ودرس سبل «تكثيف الحملة العسكرية» بحسب الأوساط الفرنسية التي أضافت: «سيدرسون ما يمكن أن يكون ضرورياً لتسريع وتيرة» الحملة العسكرية.
وفي اعتراف نادر أقر قائد العمليات في هيئة أركان الجيش الفرنسي الجنرال ديديه كاستر بأن الإستراتيجية العسكرية للتحالف تعاني من «ضعف وغير قادرة على إنتاج مفاعيل سريعة» وخاصة في «الوسائل المستخدمة» وبسبب الإجراءات الأميركية الملزمة جداً من أجل تجنب وقوع أضرار جانبية.
وقبيل الاجتماع وصفه كارتر، وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز» للأنباء، بأنه «فرصة لإجراء محادثات مباشرة بين المساهمين الرئيسيين في التحالف».
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته: «إن التحالف سيناقش سبلاً لتكثيف الجهود بشكل عام»، وأضاف قائلاً: «الأمر لا يقتصر على إضافة المزيد من الطائرات وإنما أيضاً مدربين لزيادة السرعة التي تستعيد بها القوات المحلية الأرض من داعش». وفي لفتة لا تخلو من دلالة على استفحال الخلافات بين أعضاء التحالف لم تشارك أي دول عربية في اجتماع كبار المساهمين في الحملة.
وتوقع مسؤولون أن اهتماماً رئيسياً سيركز على إيجاد سبل لزيادة المساهمات من دول أخرى من غير «المساهمين الرئيسيين» في حملة الائتلاف. وقد تشمل تلك المساهمات تقديم مدربين. ويقر الغربيون بضرورة زيادة عدد القوات الخاصة وقدراتها على جمع المعلومات، وفي أوروبا قد تعزز هولندا، وفق ما نقلت «أ ف ب»، مساهمتها من خلال مشاركتها في الحملة الجوية في سورية بحسب مصادر متطابقة. في المقابل رفضت أستراليا أي فكرة لزيادة مساعدتها العسكرية.
وتؤكد مصادر فرنسية أنه في العراق وسورية، فإن الفكرة لا تزال العمل في الشقين العسكري والدبلوماسي في الوقت نفسه. وتوقعت أن يبقى اقتراح فرنسا بتشكيل «تحالف موسع واحد» ضد داعش يشمل روسيا، حبراً على ورق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن