يقولون: إن النصيحة كانت بجمل، لذا سأقدم لكم مجموعة نصائح مجانية وأسامحكم بالجمل بما حمل، فأرجو أن تلتزموا بهذه النصائح لأنها ستجلب لكم السعادة والفرح، والأهم راحة البال.
النصيحة الأولى تتعلق برغيف الخبز الذي قالوا سابقاً إنه خط أحمر، فتبين أنه ليس كذلك من قريب ولا من بعيد، ونصيحتي هي: عندما تدفع ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ليرة ثمن ربطة الخبز فعبر عن سعادتك واضحك من قلبك، فقد ضربت عدة عصافير بحجر واحد: فأولاً أنت نجوت من الازدحام القاتل أمام الأفران وكوات بيع الخبز، والعصفور الثاني أنك وفّرت مبلغاً محترماً كنت ستدفعه لو أنك اشتريت الخبز السياحي، فسعر الربطة هنا عشرة آلاف ليرة.
ولا تنس أن الخبز السياحي مخصص أصلاً للسيّاح الذين يأتون إلى بلدنا لمشاهدة آثار الحضارات التي مرت على سورية وللتعرف على المعجزة السورية المتمثلة بقدرة المواطن السوري على العيش براتب لا يتجاوز العشرين دولاراً مع أن مصروفه يتعدى مئات الدولارات.
العصفور الثالث أنك عندما تشتري الخبز من الأطفال والنساء وحتى الرجال الذين يحيطون بالأفران إحاطة السوار بالمعصم، فإنك بذلك تسهم مع الحكومة الرشيدة في توفير فرص عمل لكل بائعي الخبز وللعاطلين عن العمل، ومساعدة الفقراء بتوفير بعض الطعام لهم.
أما النصيحة الثانية فهي: أرجوك افرح عندما ينقطع التيار الكهربائي وفق التقنين الذي تظن أنه جائر وظالم، وهو غير ذلك تماماً، فالغرض من التقنين تقديم أفضل الخدمات للمواطن، فبالدرجة الأولى تعمل الحكومة على توفير نقودك، فلو جاءت الكهرباء 24 على24 لعجز المواطنون عن دفع الفواتير حتماً، وهذا سيؤدي إلى قطع التيار عنهم بالكامل.
ثم إن قطع التيار الكهربائي لسبع أو ثماني ساعات سيحمي حياة المواطنين، وخاصة الأطفال منهم الذين قد يتعرضون لخطر التعرض للتيار، أو الصدمة الكهربائية، إضافة إلى السعادة التي تنشرها عودة التيار بعد ساعات التقنين الطويلة.
النصيحة الثالثة هي: علينا أن نشكر الحكومة لأنها رفعت سعر لتر البنزين إلى عشرة آلاف ليرة فقط، مع أنها قادرة على رفع السعر إلى عشرين ألفاً مثلاً، فهل لاحظت كم وفرت عليك بهذه الخطوة الشجاعة؟!
التوفير لا يقتصر على ذلك، بل أنك ستوفر كثيراً من الأموال عندما تركن سيارتك ولا تمشي بها إلا للشديد القوي، ومن جهة أخرى هذا الرفع سيدفعك إلى استبدال السيارة ووسائل النقل الأخرى بالمشي، مع كل ما يعنيه ذلك من الفوائد الصحية، واسألوا الخبراء عن فوائد المشي كل يوم.
عندي الكثير من النصائح المجانية الأخرى، لكنني سأكتفي بذلك اليوم، وسأقدم النصائح المأجورة لمن يرغب، فلم يعد هناك شيء مجاني حتى الهواء، وسأختم مقالتي بنصيحة أوجهها لي شخصياً فأقول: اصمت يا رجل و«سد بوزك» فلا أحد يسمعك أو يسمع من يكتبون وينتقدون، فالسيد سمعان «مو هون» فقد انتقل إلى رحمته تعالى منذ زمن طويل، ولم يبق في الميدان سوى حديدان، وكان ياما كان!