قد تُكتب بحروفٍ شعرية الحبّ والمحبة وقد يُقال ما أبهى لغتها ورنيم صوتها الذي يتحدث أدباً، يتحدث جمالاً.. ولغات متعددة اللّون القزحيّ أو اللّون الجماليّ.. لغات مكتوبة بروعة الكتابة الخلّاقة، وبمداد الأفكار البرّاقة «الأفكار وعظمتها المُبتكرة»، عظمة الأشياء والأفعال التي ترافق هذا الجنس الأدبي أو ذاك، ترافقه حتى تنصهر في بوتقة مضامينه القويمة، مضامين الشيء الحالم والمبتكر الإبداعي على حدٍ سواء، المبتكر في قصيدة ما، قصيدة تنسج تراتبية الشيء الأدبي، تنسجه وحتى جوهره الأجمل.
تقويم الجُمل الاسميّة والفعليّة على حدّ سواء، قصيدة الشيء الأجمل التي يجب أن تُكتب بأحرف قمريّة وشمسيّة.
ويجب أن تُزرع في روض الشعر البليغ وبالتالي يُزيّن فحواها ومحتواها، بما يُشكل تلك المعزوفة الشعريّة التي نحتاجها، نحتاج عزفها، عزفُ لحنها وقيثارته المرئية، قيثارة الصوت الأبهى والأبقى على حدّ سواء.
نحتاجُ تلك القصائد أن يكتمل قمرها الآتي. وبالتالي يحطُّ على جِنح الكلام العذب ولغته القويمة، يحطُّ مفردات عذبة اللغة، سهلة اللفظ، براقة الإشارات المعرفيّة.
تحملُ صبوات الأدب في كلّ ملامحها وتفاصيلها، وتسألُ عن قزحيّة القصائد إذ جاء أولها وآخرها «معلول الأحرف» كقصيدة لم تُكتب بعد، كقصيدة الحياة التي يحتاج كل منا أن يكتبها ويُبحرُ من خلال زورقها الورقي بمعناه الأجمل، زورقها الذي يحمل نثريات من نوعٍ آخر، ربّما نثريات الحداثة وفاعلها الواثق المستوثق، فاعل الشيء الجمالي الذي يجب أن نبحث عنه ونكتبه بكلماتٍ ولغات تُدوّن ذواتنا أولاً، تُدوّن الشيء الجوهري إن عثرنا عليه أو ربّما بحثنا عنه وقصدنا خيمته وبيت قصيده، بيت شعره وهل أجمل!
وهل أجمل من قصيدة تستحق الحياة بكل معانيها السامية، تستحق أن نمسك الأقلام من أجلها ونبعث برسائل تقويميّة من خلالها.
هذه القصيدة التي لا يُفضّل كتابتها من أجل ترفٍ ما. وهنا لا ننكر دور الشعر ومؤثراته الروحيّة على من يُحبّذ سماعه أو بالمعنى الأدق على عشاقه «عشاق الشعر الحقيقي» والقصيدة الحقيقية هي التي تكتبُ وتُقال من أجل هدفٍ ما وبالتالي من أجل إيصال رسالة ما.
وهنا نأتي على دور القصيدة وأبياتها الموزونة أو المُصاغة وفق أحرف الحداثة إن صح التعبير.. فمن المفروض أن نبحث عن جوهر القصيدة، عن معناها الأدبي الأجمل.. وعن تراتبية الكلام الموزون بطريقة هادفة وجميلة، بطريقة الشيء البلاغي الموزون بقيم أخلاقية خلّاقة ومُبشرة إن صح التعبير. وهنا نقصد بالضبط أن نبحث عن ما يُسمّى «بجوهر القصيدة» وأن تتمخض عنها تلك الرسالة الإبداعية والإنسانية، تلك الرسالة التي يجب أن تُبث من وراء هذه القصيدة أو العمل الإبداعي بشكل عام.
فكم من الأبيات كان حالها وفعلها الإبداعي كحال البندقية أو ربّما أكثر! وكم من القصائد زرعت في النفوس ذاك الوهج الأدبي التقويمي! وكم من الأبيات أصبحت سهلة الترديد، عذبة الإلقاء قويمة المعنى، حاضرة اللفظ الجميل، اللفظ المُقنع برسالات عدة، رسائل هادفة المعنى اللغوي والإنساني على حدّ سواء.
وهنا يتحدد الجوهر والفحوى المنطقي لكل قصيدة وما تهدف إليه، والجوهر المنطقي والبلاغي الذي يجب أن يلحق بكل قصيدة، وبالتالي هنا نكتشف جوهر القصيدة وأبيات جمالها الشعري، ونحاول أن ترتقي أقلامنا بهذا الجوهر، ونعرف جمالية القصيدة وجوهرها إذ سال حبرها من أجل قضية سامية وفي سبيل هدف إنساني ننشده جميعاً.