انطلاقاً من إيمانهم بحقهم في الأرض وحماية الوطن وقدرة الكلمة والقلم والريشة والألوان على أن تكون جنباً إلى جنب مع السلاح في الحرب، أقام عدد من الفنانين التشكيليين معرضاً فنياً في المركز الثقافي في برزة مساء الأحد بعنوان «غزة إرادة وانتصار» ضم أعمالاً جماعية لبعض الفنانين الفلسطينيين والسوريين.
التراث الفلسطيني
في كلمة لـ«الوطن» أوضحت مديرة الثقافة بدمشق نعيمة سليمان أن الفن عليه مسؤولية كبيرة ولا بد أن يكون صاحب وجود في المقاومة من خلال الريشة والكلمة واللون، فنجتمع اليوم لنرى كيف عبر الفنانون من خلال لوحاتهم عن معاناة الشعب الفلسطيني والمجازر اليوم التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
لوحات معبرة
من جانبها مديرة المركز لبنى حداد نبهت إلى أن المركز يعمل بخطا ثابتة للتواصل مع المجتمع المحلي التواق للعمل الأدبي والفني ولاسيما في حي برزة الذي يحتضن عدداً من المثقفين والأدباء، كما أفادت أنه من الضروري أن نساند القضية بكل ما أوتينا من قوة وإرادة ومقاومة إذ إننا نعبر عن صمودنا في وجه محاولات الاحتلال المتكررة لطمس الهوية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً ولكي ننسى حقنا ونتهاون به.
الانتماء للأرض
كما كان لـ«الوطن» وقفة مع الفنان معتز العمري الذي تبنى بالتعاون مع زملائه فكرة المعرض والترويج له ودعمه، وقد ركز على أهمية إقامة المعارض في أوقات الحروب لما لها من دور تأثيري وصمودي، مبيناً أنه دائماً عندما توجد الإرادة يوجد الانتصار، فعند إقامة المعارض والورش والأنشطة واللقاءات فإن ذلك يعد جزءاً من الإرادة وبداية طريق الانتصار.
وشدد العمري على أن العدو الصهيوني يحاول إحباط الأمة بكل ما أوتي من قوة ومن سلاح وعنجهية من دون أن يوفر فرصة واحدة للقضاء على تاريخنا وتراثنا وحضارتنا وهويتنا العريقة، وبالتالي نحن علينا أن نستخدم كل قوتنا لمواجهته ومحاربته.
فنان ملتزم
الفنان علي جروان الملتزم بتجسيد القضية في معظم أعماله قال: «نحن كفنانين إذا لم نقف مع فلسطين ونؤكد وقوفنا مع حق أصحاب الأرض فما الهدف من وجودنا أساساً؟ فمن الضروري أن يثبت الفنان التشكيلي وجوده وأن يقدم ما يوصل صوت الفلسطينيين.
أمل ومناجاة
كما بينت الفنانة أمل البقاعي التي شاركت بعمل مباشر مختلف عما تقدمه عادةً وهو الخط التجريدي، أنها تحبذ أن يسافر المتلقي بخياله لاكتشاف اللوحة التي نادراً ما تكون واضحة ولكن اليوم من الضروري أن يتم إيضاحها، فلوحتها تشرح نفسها بنفسها، تشير من خلالها إلى أننا بكل الحزن والدمار الذي يحيط بنا وبرغم كل الدماء إلا أننا نعج بالأمل ونناجي اللـه ونحمل أفكاراً كثيرة ونحن سنزهر بألوان الربيع التي نسجت بها اللوحة.