عربي ودولي

إيران تؤكد أن الحرب ضد السعودية مستحيلة … خامنئي يدين الهجوم على سفارة السعودية في طهران ويشيد بالاتفاق النووي

أدان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس الهجوم الذي استهدف السفارة السعودية في طهران، في وقت قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الاعتراضات الأميركية على برنامج إيران الصاروخي وفرضها عقوبات جديدة على طهران «غريبة» كما أعلن أن الحرب بين إيران والسعودية مستحيلة، مؤكداً انفتاح طهران للحوار مع الرياض من أجل محاربة الإرهاب.
وقال خامنئي خلال اللقاء مع القائمين على انتخابات مجلس الشورى الإسلامي وانتخابات مجلس خبراء القيادة «مثلما حدث في الهجوم على السفارة البريطانية قبله، كان هذا (الهجوم) ضد البلاد وضد الإسلام». وقد تعرضت سفارة بريطانيا لهجوم في 2011.
لكنه شدد في الوقت نفسه أنه لا يجوز التعرض «للشباب المؤمن والثوري واتهامه بالتطرف تحت ذرائع محددة».
من جانب آخر شكر المرشد الأعلى أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين شاركوا في احتجاز بحارة أميركيين في الخليج الأسبوع الماضي، واصفاً هذا العمل بالخطوة الصائبة، ومشدداً على ضرورة التصدي بحزم لأي انتهاك.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أسرع في إدانة الهجوم على سفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد واعتبرهما «غير مبررين على الإطلاق». ودعا إلى الإسراع في محاكمة المتهمين بالتورط فيهما.
إلى ذلك وصف خامنئي الاتفاق النووي بين إيران والغرب بـ«الحدث المهم والكبير»، وأضاف: إنه «لم يحقق كل ما نريده»، ولكن «ما تحقق يستحق شكر الفريق المفاوض والرئيس ووزير الخارجية».
ورأى خامنئي أن «ما قامت به قوات الحرس الثوري في الخليج من احتجاز العسكريين الأميركيين الذين دخلوا مياه إيران كان صحيحاً تماماً». وأضاف إنه «على السياسيين أن يعملوا كما عملت قوات الحرس الثوري في الخليج»، و«عليهم أن يراقبوا من يتجاوز الخط ليقفوا في وجهه بقوة».
وأضاف المرشد الإيراني: إن «البعض يحاول أن يظهر أن ما تحقق (الاتفاق النووي) إنما هو لطف من أميركا، لكن هذا غير صحيح»، مؤكداً «أن ما تحقق هو بفضل الشعب الإيراني والعلماء النوويين».
وإذ رأى خامنئي أنه «كان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل ولكن الفرصة والظروف والقدرة هي ما حكم»، فقد أشار إلى أنه «إذا لاحظ المعنيون خديعة من الطرف المقابل في الوفاء بالتزاماته، فعليهم أن يردوا بالمثل»، وأضاف: «إذا نقضوا العهد ننقض العهد».
واعتبر أنه «على جميع المسؤولين سواء في الحكومة أو في لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق النووي أن يحذروا الابتسامة والقناع الذي وضعه الطرف المقابل وألا ينخدعوا به».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس: إن الاعتراضات الأميركية على برنامج إيران الصاروخي وفرضها عقوبات جديدة على طهران بسبب هذا البرنامج، «غريبة».
وصرح الوزير في منتدى دافوس «أعتقد أنه من الغريب أن تعرب الولايات المتحدة عن قلقها بشأن برنامج الصواريخ الإيراني لأن هذا البرنامج دفاعي ولا ينتهك أي قوانين دولية حالية».
إلى ذلك أعلن ظريف أمس أن الحرب بين إيران والسعودية مستحيلة، مؤكداً انفتاح طهران على الحوار مع الرياض من أجل محاربة الإرهاب.
وفي تصريح صحفي قال ظريف مجيباً على سؤال حول احتمال نشوب حرب بين الدولتين: «الحرب؟ لا.. أنا أعتقد أن على جيراننا السعوديين أن يفهموا أن المواجهة ليست من مصلحة أحد».
وأشار الوزير إلى أن جميع القوى السياسية في إيران نددت بالهجوم على السفارة السعودية في طهران. وذكر أنه «كان عملاً لا يمكننا أن نفتخر به.. كان هجوماً على أمننا وسيادتنا وسنلاحق الأشخاص الذين ارتكبوه».
وأعرب ظريف، الذي يزور سويسرا حالياً للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي السنوي، عن أسفه لاستغلال السعودية هذا الحادث لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مؤكداً أن «إيران مستعدة دائماً للحوار من أجل هزيمة عدونا الخارجي الرئيسي وهو الإرهاب».
في غضون ذلك ذكرت صحيفة «نيكاي» اليابانية في عددها الصادر أمس أن الحكومة اليابانية سوف تعلن الجمعة 22 كانون الثاني رسمياً عن رفع العقوبات الاقتصادية اليابانية المفروضة على إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن رفع طوكيو عقوباتها عن طهران سوف يتيح للشركات اليابانية توظيف الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الإيراني ويعزز حضورها في الجمهورية الإسلامية.
وكتبت الصحيفة أن رفع العقوبات كذلك، سوف يتيح لبنوك البلدين افتتاح فروع لها في اليابان وإيران، وإبرام عقود تبادل العملات وإدارة النشاطات الصيرفية الثنائية.
كما تأمل طوكيو حسب الصحيفة، في استعادة اليابان مواقعها والعودة إلى الاستثمار في حقل «آزاديغان» النفطي في إيران والذي يعتبر واحداً بين أغنى الآبار في الشرق الأوسط، حيث تقدر احتياطياته بزهاء 26 مليار برميل من النفط.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن شركة النفط الحكومية الصينية حلت محل نظيرتها اليابانية المنسحبة، رغم أن الأخيرة لم تطلق أي نشاطات ملموسة في استغلال الحقل نظراً لانعدام جدول الأعمال المطلوب في إطار المشروع.
هذا ويشير المراقبون إلى أن رفع العقوبات الدولية عن إيران، والذي تم التوصل إليه مؤخراً بموجب الاتفاق النهائي بين «السداسية» الدولية وطهران حول برنامج إيران النووي، سوف يساعد اليابان في تنويع مصادر نفطها، إذ تستورد في الوقت الراهن ما يزيد عن 50 بالمئة من احتياجاتها النفطية من السعودية والإمارات العربية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي ياباني قوله بهذا الصدد: «لا بد من زيادة استيراد النفط من إيران بما يخدم ضمان الاستقرار «في أمن الطاقة لدينا» خلال المرحلة المتوسطة».
(روسيا اليوم – أ ف ب- الميادين)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن