طهران أكدت أن فصائل المقاومة تتخذ بنفسها قرارات الدفاع عن بلدانها ودعم فلسطين … عبد اللهيان من إسلام آباد: لن نسمح للإرهاب بزعزعة العلاقات بين إيران وباكستان
| وكالات
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاتفاق مع باكستان على توسيع العلاقات الثنائية بهدف تعزيز الأمن المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية، على حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن فصائل المقاومة في المنطقة تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تتلقى الأوامر من إيران بشأن دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن بلادهم ضد أي عدوان واحتلال.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الباكستاني جليل عباس جيلاني في إسلام آباد أكد أمير عبد اللهيان، أمس الإثنين، أن بلاده لن تسمح للإرهاب بزعزعة العلاقات بين إيران وباكستان، قائلاً: كلانا قدّم الكثير من الشهداء لمكافحة الإرهاب وحماية أمننا، مضيفاً إن الإرهابيين في المناطق الحدودية المشتركة من دون شكّ «ينفذون أوامر دولة ثالثة» لا ترغب في استقرار العلاقات بين البلدين.
وحسب وكالة «فارس» الإيرانية، أضاف أمير عبد اللهيان: اتفقنا على أن نوسع العلاقات الثنائية بهدف تعزيز الأمن المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية أيضاً، ونحن متفقون على أن تكون معابرنا الحدودية المشتركة فرصة لتنمية المحافظات الحدودية، وتابع: لن نسمح للإرهاب بتهديد أمننا ومصالح شعبنا، لافتاً إلى أنه «ليس لدينا أي خلاف حول موضوع السيادة ووحدة الأراضي، وشدّد بالقول: علاقاتنا مع باكستان تاريخية ونحن شعب واحد في منطقتين جغرافيتين مختلفتين»، مؤكداً أن طهران «تعتبر أمن باكستان من الأمن الإيراني ومن أمن المنطقة».
ووصل أمير عبد اللهيان مساء أول من أمس الأحد إلى إسلام آباد بدعوة من وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني لإجراء محادثات بهدف تهدئة التوتر الناتج عن تبادل الضربات مؤخراً عبر الحدود بين البلدين، وقبل يومين، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن «أمن باكستان من أمن إيران»، محذراً من أنشطة مجموعات إرهابية مدعومة من جانب الولايات المتحدة «تهدد أمن جميع بلدان المنطقة».
وشهدت الحدود الإيرانية– الباكستانية مؤخراً توترات بعدما استهدفت إيران بالصواريخ البالستية قاعدتين تابعتين لـتنظيم «جيش العدل» الإرهابي في باكستان، رداً على «الجرائم الإرهابية التي قام بها مؤخراً أعداء إيران»، فيما قامت باكستان أيضاً بهجمات على قرية قرب منطقة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وعلى الرغم من هذه التوترات، فإن مسؤولي البلدين أكدوا عمق العلاقات الإيرانية- الباكستانية، فالسفارة الباكستانية في طهران شدّدت على أن «باكستان تقف دائماً إلى جانب إيران في كل الظروف الصعبة، وأنّ التعاون والثقة المتبادلة بين البلدين الشقيقين وسط المحيط الإقليمي المعقّد يحظيان بأهمية قصوى من أجل تعزيز الأمن والسلام».
في غضون ذلك، فكّكت الشرطة الإيرانية، أمس، خليةً إرهابية في منطقة جكيغور الحدودية في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران عند الحدود مع باكستان، وفق ما أعلن قائد حرس الحدود للشرطة الإيرانية العميد أحمد علي كودرزي.
وعقب اشتباكٍ مُسلّح وقع بين حرس الحدود الإيرانية وخلية إرهابية، صرّح كودرزي بأن أحد أعضاء الخلية الإرهابية قتل وأُصيب آخران، ولاذ عددٌ آخر بالفرار من مكان الاشتباك، مضيفاً إن «حرس الحدود عثروا على 6 قنابل، ثلاث منها يدوية، وثلاث من عيار 40 ملم، إضافة إلى حزامٍ ناسف».
وأشار كودرزي إلى أن هذه المجموعة كانت تُخطط في الأيام الماضية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل إيران من خلال إدخال كمياتٍ كبيرة من الأسلحة والذخائر والصمامات المتفجرة والأنبوبية والقنابل اليدوية المُتفجرة وقذائف من طراز «آر بي جي» لاستخدامها ضد القوّات الإيرانية.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن فصائل المقاومة في المنطقة تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تتلقى الأوامر من إيران بشأن دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن بلادهم ضد أي عدوان واحتلال.
ورداً على الهجوم على القوات الأميركية، قال كنعاني إن إيران حذّرت مراراً وتكراراً من خطورة توسيع نطاق الصراع في المنطقة بسبب استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ودعم الولايات المتحدة الشامل للإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وأضاف: إيران تعتبر أن الانتهاك الأميركي المتواصل لسيادة العراق وسورية واليمن والقصف المتكرر سيزيد زعزعة الأمن، كذلك، أوضح أن إيران ترصد بدقة واستعداد المستجدات في المنطقة، وتحّمل مسؤولية عواقب الاتهامات الاستفزازية الكاذبة لها لمن يقف خلفها، وأنّها تؤكّد ضرورة حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، وأشار إلى أن تكرار الاتهامات ضد إيران هي مؤامرة من الطرف الذي يحاول جر الولايات المتحدة لمعركة جديدة في المنطقة لخدمة مصالحه، كما شدّد على أن الحرب على غزة ليست حلاً، داعياً إلى وقف العدوان الصهيوني لإعادة الاستقرار للمنطقة.
وخلال مؤتمره الأسبوعي، قال كنعاني: «إذا كان الكيان الصهيوني يرغب بإنقاذ نفسه فمن الأفضل أن يكف عن سلوكياته العدائية وأن ينهي عدوانه على غزة فوراً بدل إثارة أزمة جديدة في المنطقة»، مبيناً أن «مواصلة الكيان الصهيوني محاولاته الفاشلة في غزة ليست سوى ضرب مسمار جديد في نعش هذا الكيان»، لافتاً إلى أنّ «دعم الولايات المتحدة لسياسات الكيان الصهيوني المثيرة للحروب لن يحقق لها مصالحها».
كذلك، أشار كنعاني إلى أنه «يتم إجراء مشاورات لقطع الشريان الحيوي للكيان الصهيوني»، وأنّ إيران تؤكد في محادثاتها مع دول الجوار على «ضرورة توظيف أداة الضغط والمقاطعة للكيان الصهيوني كخطوة إنسانية لدعم الشعب الفلسطيني»، وأضاف إن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة «يخضع لحصار شديد وهجوم وحشي، ويُنتظر من الدول الإسلامية توظيف الأدوات الممكنة لردع الكيان الصهيوني والضغط عليه».
ونفى كنعاني ما يشاع عن طلب الصين من إيران وقف الهجمات اليمنية على السفن التجارية التي تتجه نحو موانئ فلسطين المحتلة، مؤكداً أنه لا صحة لمثل هذا الخبر، وأضاف إن ما يحدث في البحر الأحمر هو نتيجة تواصل العدوان الصهيوني على غزة، ولا علاقة لإيران بقرارات فصائل المقاومة في المنطقة بخصوص دعمها للشعب في غزة.
كذلك، أكد أن العلاقات الإيرانية-العراقية علاقات أخوة وصداقة مبنية على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن بعض الأحداث لا يمكن أن تترك أثراً سلبياً على العلاقات المتينة بين البلدين.
بالتوازي، أكد نائب قائد حرس الثورة في إيران العميد علي فدوي أن الأميركيين والإسرائيليين خائفون، وأصبحوا متأكدين من أن إسرائيل لن ترى عامها الثمانين، واعتبر أن «إسرائيل في طريقها إلى الزوال بفعل جبهة الحق الواسعة الممتدة في المنطقة وخارجها»، وأشار إلى أن «إسرائيل ترتكب الجرائم على مدار 75 عاماً، أما اليوم فالإسرائيليون غاضبون وقلقون ويتفوهون بكلام غير منطقي».