أكد مواصلة دعم موسكو تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.. وكشف عن اجتماع محتمل لـ«الدستورية» في آذار … لافرنتييف: أميركا تدرب إرهابيي داعش في «التنف» وترسلهم إلى عمق الأراضي السورية
| وكالات
أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أن قوات الاحتلال الأميركي تشرف على تدريبات مجموعات من تنظيم داعش الإرهابي في منطقة «التنف» على مثلث الحدود السورية- العراقية- الأردنية، وتحدث في الوقت ذاته عن تعثر مسار المفاوضات بشأن تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، ملمحاً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى عدم تقديم الثانية ضمانات بشأن سحب قواتها المحتلة وفق ما تطلب سورية.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة «تاس» الروسية أشار لافرنتييف إلى تصاعد في الأنشطة الإرهابية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية على أراضي سورية، قائلاً: «هناك تصاعد في الأنشطة الإرهابية بسورية، لكنني أريد التأكيد على أن المصدر الرئيسي للأنشطة الإرهابية يقع حالياً في منطقة التنف التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً، والتي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقع مؤقتاً مخيم الركبان للنازحين الذي يرفض الأميركيون بعناد تفكيكه بحجة الحماية إذ يُزعم وجود مدنيين فيه».
وأوضح أنه في تلك المنطقة يستمر تدريب مسلحي داعش «الذين يتم إرسالهم بعد ذلك في مهام معينة إلى الأراضي السورية، هذا هو المصدر الرئيسي للنشاط الإرهابي»، وتابع: «ما يقال حالياً عن وجود خلايا نائمة لداعش، والتي يُزعم أنها تهاجم البنية التحتية في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من الأراضي السورية، ليس صحيحاً تماماً»، وأردف: «هذه ليست خلايا، بل مسلحي داعش الذين تسيطر عليهم الولايات المتحدة بشكل كامل في الوقت الحالي».
من جهة ثانية أعلن لافرنتيف أن موسكو ستستضيف القمة المقبلة للدول الضامنة لمسار «أستانا» (روسيا وإيران وتركيا)، وقال: «قرار عقد قمة جديدة تم اتخاذه في عام 2022، وكانت هناك شروط مسبقة معينة لعقد مثل هذا الاجتماع في نهاية عام 2023، لكن الوضع في قطاع غزة أربك كل شيء، وظهرت قضايا أخرى تتطلب تدخلاً سريعاً على أعلى مستوى».
المبعوث الروسي تحدث كذلك عن توقف عملية تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وقال: « منذ نهاية العام الماضي توقفت العملية إلى حد ما، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن الجانب السوري يرى من الضروري الحصول على تأكيدات من الجانب التركي بأن القوات العسكرية (التركية) الموجودة الآن بشكل غير قانوني سيتم سحبها مستقبلاً».
وتابع لافرنتييف: «لم يقل أحد أن هذه الوحدات العسكرية (يجب) أن يتم سحبها في المستقبل القريب، ومع ذلك فإن هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لأنقرة لأسباب معينة، على الرغم من أنني أعتقد أن مثل هذه التصريحات (قد صدرت) بشكل غير رسمي وعلى مختلف المستويات (والتي مفادها) أن الجانب التركي لا ينوي البقاء على الأراضي السورية، وعاجلاً أم آجلاً، عندما تتم تهيئة الظروف المناسبة، سيتم سحب القوات التركية».
وأكد لافرنتييف أن مسألة تطبيع العلاقات السورية- التركية «لا يزال ضمن أولويات المقاربة الروسية للتسوية السورية، وأن هذه قضية مهمة للغاية ويجب المضي قدماً بها».
وبشأن اجتماع لجنة مناقشة تعديل الدستور قال لافرنتييف: إن «اجتماع اللجنة الدستورية السورية من المحتمل أن يعقد في وقت مبكر من شهر آذار المقبل»، وقد يتم البحث في مسألة مكان الاجتماع في النصف الثاني من شباط القادم.
وأشار لافرنتييف إلى الإجراءات المقرر اتخاذها لاعتماد الاجتماع، قائلاً: «أعتقد، أولاً وقبل كل شيء، أنه يجب علينا اتخاذ قرار بشأن الاجتماع، والحصول على موافقة الطرف المضيف لعقده، وهناك حاجة إلى بعض الوقت لحل المشكلات اللوجستية، عادة حل المشكلات اللوجستية، المكان، الاعتماد والتنفيذ أمور مطلوبة، حيث يستغرق الأمر من أسبوعين إلى ثلاثة، لذلك أعتقد أنه يمكننا الاعتماد، من حيث المبدأ، في آذار».
وحسب لافرنتييف فقد رفضت عمان بشكل مستقل تقديم خدماتها لعقد الاجتماع فيها، مردفا بالقول: «لذلك، بالطبع، لن تكون هناك طلبات جديدة لمسقط، هذا الخيار غير متاح، حالياً لا تزال هناك خيارات مختلفة لحل هذه المشكلة، أعتقد أنها ستنتهي في القريب العاجل، ربما في غضون شهر».
وتابع: «سيتم حلها، وآمل أن يتم اختيار البرنامج والاتفاق عليه مباشرة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن»، لافتاً الانتباه إلى أن دمشق تدرس الآن الخيارات الأكثر قبولاً.