شؤون محلية

هجرة القوارب غير الشرعية تغرق أوهام الشباب … مدير ميناء طرطوس لـ«الوطن»: من خلال الشواطئ السورية لا يتم أي هجرة غير شرعية

| طرطوس- ربا أحمد

أرملة لم تتجاوز 27 عاماً ولديها ثلاثة أطفال لم تجد حلاً إلا ركوب البحر والهجرة غير الشرعية من طرطوس إلى اليونان ومن ثم إلى دولة تستقبلها. بالمقابل خمسة أيام من حرقة القلب ولوعة انتظار خبر ما عاشها أهل محمد الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد أن ركب البحر وتوجه إلى قبرص بحثاً عن ظروف حياة أفضل.

قصص يعيشها أهالي محافظة طرطوس كل يوم مع وداع عائلات وشباب وفتيات في غياب المجهول في بحر لا يوصف إلا بالغدار كأنه انتحار عقلي قبل أن يكون جسدياً.

حيث أشار أبو محمد لـ«الوطن» إلى أن ولده لم يكمل تعليمه ولم يجد فرصة عمل يؤمن من خلالها قوت يومه، فتعرف على شباب قاموا بتهريبه إلى قبرص مقابل 16 مليون ليرة، حيث يبقى هناك فترة محددة بهوية مؤقتة وبطاقة لاجئ ليعمل مدة عام ومن ثم يسافر إلى دولة أوروبية أو يقدم طلب لجوء إلى دولة أوروبية مباشرة إن طلبت عمالاً.

بالمقابل أشار أحد الشبان إلى أن أخاه منذ السنة الفائتة سافر تهريباً إلى لبنان ليتجه بقارب إلى اليونان ولكن إلى اليوم لا توجد أي معلومة عنه، وأحياناً نسمع أخباراً عن جثث توجد على الشواطئ التركية ولكن لا نعلم إن كانت بينهم في الوقت الذي تعيش فيه أمي مع بكائها صباح مساء بانتظار أمل يحمل أي خبر عنه.

وأوضح عدد من الأهالي أن الهجرة أو التهريب لا يتوقف حتى بالشتاء وأثناء العواصف، والسماسرة يتقاضون أرقاماً كبيرة في استغلال حاجة الشباب، وتتراوح بين 15- 25 مليون ليرة وهم غير مسؤولين عن أمان المسافرين أو وصولهم ومعظم من يسافرون لا يملكون أي لغة أخرى أو مهنة تقيهم من التشرد والانتظار في خيم اللاجئين.

من ناحية أخرى أكد عدد من أهالي منطقة الحميدية أنه خلال الشهر الفائت وجدت جثتان على شاطئ الحميدية وكان مكتوباً على ملابس أحدهما «صنع في سورية» أي إنه سوري ولكن كانت ملامحه مختفية نتيجة غرقه منذ فترة طويلة، حيث أكدوا أن قوارب السفر غير مهيأة لحمل عدد كهذا من المسافرين ولا يوجد فيها إلا عدد محدود من دواليب الإنقاذ التي لا تتجاوز عشرة دواليب في حين يكون عدد المسافرين بالعشرات من نساء وأطفال وكبار بالسن.

ولإيضاح الأمر تواصلت «الوطن» مع مدير ميناء طرطوس ثائر ونوس الذي أكد أنه من خلال الشواطئ السورية لا يتم أي هجرة غير شرعية لأن المخافر ممتدة على طول الشاطئ السوري إضافة إلى العناصر الراشدة والرادارات الموجودة لالتقاط أي قارب يخرج من المياه الإقليمية، وأي قارب يخرج من مرسى محدد على الشاطئ يكون وفق تصريح لفترة محددة وبأسماء الموجودين فيه.

ولفت إلى أن الشباب السوري غالباً ما يتجه تهريباً إلى الأراضي اللبنانية للهجرة من أراضيها وخاصة عبر شاطئ مدينة طرابلس، وأحياناً ما ترسو قوارب لبنانية على الشواطئ السورية تكون قد نقلت كل الأشخاص الموجودين فيه إلى قارب أكبر خارج المياه الإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن