وزيرا خارجية مصر والأردن أكدا ضرورة مواصلة دعم «أونروا» … أنباء عن هدن إنسانية وحماس تدرس مقترح باريس حول صفقة شاملة
| وكالات
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أهمية الدور الذي تضطلع به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في تقديم المأوى والمساعدات لأهالي قطاع غزة، على حين شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أنه لا يمكن استبدال دور الوكالة أو الاستغناء عنه في مساعدة الفلسطينيين على مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة وجميع مناطق اللجوء.
ونقل موقع «اليوم السابع» المصري عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد قوله أمس إن شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره النيوزيلندي وينستون بيترز، حيث تناول الوزيران بشكل مستفيض الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ومسارات التحرك على الصعيدين السياسي والدبلوماسي للتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وكذلك التدابير التي فرضتها محكمة العدل الدولية، حيث تناول الوزير شكري التحركات والاتصالات المصرية تجاه حتمية تحقيق وقف لإطلاق النار، وإنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين، وبما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالقدر الكافي لاحتياجات سكان القطاع.
في سياق متصل، أكد الوزير شكري الدور المهم الذي تضطلع به وكالة «أونروا» بتقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، والدور الأساسي في تقديم المأوى والمساعدات لأهالي غزة، مشدداً على ضرورة استمرار المانحين الدوليين، بما في ذلك نيوزيلندا، في تقديم الدعم اللازم للوكالة، والنأي عن تبني قرارات تعليق التمويل في خضم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، والتي قد تبدو عقاباً جماعياً بحق جميع العاملين في الوكالة وكذلك أبناء الشعب الفلسطيني، وانتظار نتائج عملية التحقيق الداخلية التي تضطلع بها الوكالة وأجهزتها.
وأردف أبو زيد بأن مناقشات الوزيرين تطرقت كذلك إلى الأوضاع المتوترة في المنطقة على خلفية استمرار العدوان على غزة، ومنها تهديدات أمن الملاحة في البحر الأحمر، حيث أكد شكري استمرار الجانب المصري في الدفع بجهود التهدئة، واحتواء مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، حفاظاً على مقدرات شعوب المنطقة وحماية للسلم والأمن الدوليين.
في الأثناء أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره البريطاني ديفيد كاميرون خطورة استمرار العدوان على غزة، وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وشدد على أهمية مواصلة دعم «أونروا»، التي تقوم بدور لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه في مساعدة الفلسطينيين على مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة وجميع مناطق اللجوء، وذلك وفق ما نقلت وكالة «عمون» الإخبارية الأردنية.
وبحث الوزيران الجهود المبذولة لإيجاد آليات تسمح بإيصال مساعدات فورية وكافية إلى غزة بما في ذلك من الأردن، وجهود خفض التصعيد الإقليمي، واتفقا على استمرار التشاور حول هذه الجهود، كما بحث الصفدي وكاميرون العلاقات الثنائية، مؤكدين استمرار العمل على تطويرها في مختلف المجالات.
على ضفة موازية، أفادت قناة «سكاي نيوز عربية» نقلاً عن مصادرها بأن هناك مساعي مصرية- قطرية لإبرام صفقة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، في قطاع غزة، بالتوازي مع الجهود الجارية لإبرام صفقة شاملة.
وحسب المصادر، سيجري خلال هذه الهدنة إطلاق سراح نحو 30 من المحتجزين الإسرائيليين المدنيين من الأطفال والنساء والمرضى، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية، كما تشمل الهدنة زيادة في دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووفق المصادر يسعى الوسيطان المصري والقطري لأن تؤسس الهدنة الإنسانية المؤقتة المنشودة لاتفاق أوسع بين حركة حماس وإسرائيل، ويجري التباحث بشأن هذه الهدنة حالياً بشكل مواز مع المسار التفاوضي الحالي بشأن الهدنة المقترحة من اجتماع باريس التي أعلنت حماس أنها تدرسها حالياً.
جاء ذلك بعد إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس الثلاثاء أن الحركة تلقت مقترح باريس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وستقوم بدراسته، وقال هنية في بيان أوردته «سكاي نيوز»: إن الحركة منفتحة على كل الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الأولوية هي إنهاء العدوان الإسرائيلي والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة، وأشار إلى أنه سيزور القاهرة لإجراء مناقشات بشأن بحث مقترح باريس لوقف إطلاق النار.
واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام القليلة الماضية مفاوضات رباعية مصرية- قطرية- أميركية- إسرائيلية، ركزت على إطلاق سراح المحتجزين والتوصل إلى هدنة إنسانية في الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية عن مصدر مطّلع على محادثات باريس بشأن صفقة أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، قوله: إن المفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر «اتفقوا على إطار عمل لصفقة جديدة».
وحول ما يجري في قطاع غزة من تصعيد ومجازر بما في ذلك تجدد العدوان على شمال القطاع، شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على ضرورة أن يضغط العالم على الاحتلال لوقف مجازره وجرائمه بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات، كما أكد أن كل هذه الممارسات لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني وتصميمه على الحرية والاستقلال.