قضايا وآراء

ماذا تخبئ إسرائيل عام 2016 للعرب والمسلمين في المنطقة؟!

| تحسين الحلبي

لا أحد له مصلحة بحروب عربية- عربية وعالمية ثالثة مثل إسرائيل فقد نشأت في ظروف حربين: (العالمية الأولى 1914- 1918) ووعد بلفور والهجرة اليهودية و(العالمية الثانية 1939-1945) وسيطرة منظماتها الإرهابية على أجزاء كبيرة من فلسطين مع القوات البريطانية بعد عام (1947-1948).
فإسرائيل الراهنة بموجب ما تنشره مراكز الأبحاث الإسرائيلية لا تجد أي مصلحة تفيد مشروعها التوسعي والانتقال إلى «دولة اليهود وحدهم» إذا توقفت نيران الحروب الداخلية التي أشعلتها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة ولذلك تزداد التحليلات الإسرائيلية التي تطالب نتنياهو بعدم السماح بانتهاء هذه الحروب، ويبرز من بين هذه التحليلات ما نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) للكاتب المختص بشؤون الدول العربية (غاي بيكور) تحت عنوان: «الحروب الإثنية والداخلية الطائفية والمصالح الإسرائيلية»، يرى (بيكور) أن دولاً (كثيرة سيجتمع ممثلون عنها مرة أخرى للعمل على إنهاء هذه الحروب وضرب داعش لكننا في إسرائيل نرى أن هذه الحروب لا نهاية لها وهي ليست نزاعاً بل هي حرب شاملة بنظرنا؟!).
ويعوّل الكاتب الإسرائيلي على زيادة التورط السعودي والأردني والتركي في هذه الحروب العاصفة ويتوقع أن يكون عام (2016) عام تصعيد لتوريط هذه الدول الثلاث واتساع مساحات الحروب بين (الطوائف والمذاهب في العالم العربي والإسلامي) ويحدد (بيكور) عدداً من المصالح الإسرائيلية الإستراتيجية من استمرار هذه النزاعات وعدم توقفها وأهمها:
1- التدمير المشترك لمصادر القوة العسكرية بين الدول وخصوصاً المجاورة مثل سورية والمقاومة اللبنانية (بقيادة حزب الله في لبنان) وكذلك العراق ونقل هذه الحروب إلى إيران.
2- إجبار السكان على اللجوء نحو الخارج المجاور وغير المجاور بما يوفر لإسرائيل استغلال هذا اللجوء للتخلص من الخطر الديموغرافي الفلسطيني على مستقبل (يهودية الدولة).
3- المحافظة على قوة إسرائيل العسكرية والتكنولوجية وتفوقها على جميع الدول التي ستكون قد دفعت ثمناً عسكرياً باهظاً في هذه الحروب.
ويقول (بيكور) بلغة واضحة «إذا أجبر 3 ملايين في العام الماضي 2015 على اللجوء للخارج فيجب أن يحمل عام 2016 لجوء خمسة ملايين وأن يصبح 26% من سكان العالم العربي مجبرين على الهجرة إلى الغرب وهذا ما يشبه هجرة اقتصاد العرب إلى الخارج مع فقدان الأمل بالعودة للمنطقة». ويدعو الحكومة الإسرائيلية إلى عدم السماح بعودة الوضع في المنطقة إلى ما كان عليه لأن عودته لن توفر لإسرائيل الإعلان الرسمي عن يهودية الدولة وتوسعها من دون وجود لأي أغلبية فلسطينية في الضفة الغربية (في داخل الأراضي الإسرائيلية).
ويرى مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أن نجاح المجتمع الدولي في منع وقوع حرب عالمية ثالثة يجب ألا يمنع إسرائيل من فرض مصالحها وكأن هذه الحرب العالمية الثالثة قد وقعت لأن مسرح هذه الحرب ما زالت القوى العربية العربية والإسلامية الإسلامية يقاتل بعضها بعضاً في أكثر من سبع دول عربية مركزية وهو ما لم يحدث بهذا الشكل في الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين استغلتهما الحركة الصهيونية لإنشاء إسرائيل في المنطقة.
ويبدو من الواضح أن ما تتمناه إسرائيل وما تخطط له من استغلال لهذا الوضع الإقليمي العربي غير المسبوق ليس بحاجة لأدلة تثبت أخطارها وأهدافها التوسعية التي تدعمها في تحقيقها الإدارة الأميركية وحلفاؤها في الغرب.
ولذلك تصبح كل مصالحة وكل تسوية تتوصل إليها القيادة السورية وجيشها خطوة مهمة على طريق استعادة استقرار سورية والمنطقة وانتصاراً على المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف الجميع بل انتصار لكل العرب والمسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن