أكد رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الأممية أنّ سحب الأموال من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر، وسيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في قطاع غزّة.
وحسب موقع «الميادين»، أشار رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الأممية، أمس الأربعاء، إلى أنّ الأحداث المروّعة التي تتصاعد في قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول الماضي أدّت إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص وجعلتهم على حافّة المجاعة، وطالبوا في البيان الدول التي قطعت التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بإعادة النظر سريعاً في قرارها.
وتقوم «أونروا»، باعتبارها أكبر منظمة إنسانية في قطاع غزّة، بتوفير الغذاء والمأوى والحماية، حتى في الوقت الذي يتعرّض موظفوها للتشريد والقتل.
وأشار بيان رؤساء اللجنة المشتركة إلى أنّ القرارات التي تتخذها مختلف الدول الأعضاء بوقف تمويل «أونروا» ستكون لها عواقب كارثية على سكان قطاع غزّة، ولا يملك أي كيان آخر القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها 2.2 مليون شخص في قطاع غزّة بشكلٍ عاجل.
ولفت البيان إلى أنّ سحب الأموال من الوكالة أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر، وسيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في قطاع غزّة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية بعيدة المدى على حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة.
وفي وقت سابق، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري أول من أمس الثلاثاء: إنّ المجاعة أصبحت أمراً لا مفر منه في قطاع غزّة، بعدما أوقفت بعض الدول تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
ومؤخراً، علّقت 12 دولة رئيسية مانحة لوكالة «أونروا» تمويلها «مؤقتاً»، بسبب مزاعم إسرائيلية تحدثت عن احتمال مشاركة موظفين بالوكالة في عملية «طوفان الأقصى» يوم السابع من تشرين الأول 2023.
وفي أعقاب هذا الإجراء، أكّدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أنّ الدول التي علّقت تمويلها للوكالة «تعاقب ملايين الفلسطينيين في توقيت حساس»، متهمةً إياها بـ«انتهاك التزاماتها المتعلقة باتفاقية منع الإبادة الجماعية».
وفي وقتٍ سابق، لفت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أنّ أكثر من مليوني شخص في قطاع غزّة يعتمدون على المنظمة من أجل البقاء على قيد الحياة، مؤكداً أنّ نحو 3 آلاف موظف أساسي من أصل 13 ألفاً في غزّة لا يزالون يعملون على منح مجتمعاتهم شريان حياة يمكن أن ينهار في أي وقت الآن بسبب نقص التمويل.
كما حذّر المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، من أنّ تعليق بعض الدول الغربية تمويلها للوكالة الأممية «سيؤدي إلى توقّف جميع أنشطتها الإنسانية دعماً للفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع».
وسبق أن أدانت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية الادّعاءات والتحريض الإسرائيليين ضدّ دور الهيئات والمؤسسات الإغاثية الدولية في قطاع غزة، مشددةً على أنّ الاتهامات المستمرة لأونروا تهدف إلى تحريض دول العالم لقطع التمويل عنها.