في اليوم الثاني لربع نهائي أمم آسيا 2023 … إيران تقصي اليابان وتبلغ مربع الذهب … العنابي القطري تتوقف انتصاراته ولا يتوقف
| محمود قرقورا
بات منتخب إيران ثالث منتخبات ربع نهائي كأس أمم آسيا الثامنة عشرة المقامة في قطر بفوزه على اليابان بهدفين لهدف ليلحق بالأردن وكوريا الجنوبية. وجمعت المباراة الأخيرة أمس قطر وأوزبكستان وانتهت قطرية بعد عناء كبير وبفضل ركلات الأعصاب الترجيحية 3/2 حيث انتهت المباراة بالتعادل بهدف لمثله خلال الوقتين الأصلي والإضافي.
وبذلك تتقابل كوريا الجنوبية مع الأردن في نصف النهائي يوم الثلاثاء بداية من السادسة مساء على أن تلعب إيران مع قطر في التوقيت ذاته يوم الأربعاء، وستقام المباراة النهائية يوم العاشر من شباط الجاري بين الفائزين في نصف النهائي.
فك العقدة
قصة فك العقدة التي لا زمت إيران أمام اليابان لم تكن سهلة، ولم تكن البداية توحي بذلك بعد الهزة التي لقيها الغول الإيراني من منتحب سورية في آخر مباريات دور الستة عشر، وخاصة أن عامل اللياقة لم يكن بمصلحته بعد الملحمة السورية الإيرانية، فالشوط الأول انتهى يابانياً بهدف مورينا في الدقيقة الثامنة والعشرين ولكن الإيرانيين قالوا كلمتهم في الشوط الثاني بتسجيل محمد موهيبي هدف التعادل في الدقيقة الخامسة والخمسين ثم كانت الكلمة الفصل مع غروب شمس المباراة بهدف علي رضا جهان بخش من ضربة جزاء.
ومن أبرز الأرقام الخاصة بالمباراة أن منتخب اليابان خسر مرتين في بطولة واحدة للمرة الأولى منذ نسخة 1988 في قطر عندما تعرض حينها لثلاث هزائم أمام كل من الإمارات وكوريا الجنوبية وقطر.
وحققت إيران الفوز الأول على اليابان التي كانت تشكل لها عقدة تاريخية، والأمر لا يتعلق بمجرد عدم الفوز وإنما مرمى المنتخب الياباني استعصى على إيران في كل المباريات السابقة التي جمعت المنتخبين وعددها أربع، حيث تعادلا سلباً عام 1988 ثم فازت اليابان بهدف عام 1992 وتعادلا صفر/صفر عام 2004 وفازت اليابان 3/صفر في البطولة الفائتة.
ولاشك أن فوز إيران على اليابان عظّم من أهمية مشاركة منتخب سورية في هذه النسخة لأن المنتخب الإيراني لم يجد صعوبة في كل مبارياته في هذه البطولة أمام كل من فلسطين وهونغ كونغ والإمارات واليابان بخلاف ما وجده من مقاومة أمام منتخب سورية الذي أجبره على التعادل، بل إن المنتخب الإيراني هو الذي استعجل صافرة النهاية وأراد إيصال المباراة إلى ركلات الترجيح.
ويبقى القول إن منتحب إيران سجل هدف الفوز الأكثر تأخّراً له في النهائيات وكان في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.
العنابي يواصل
واصل منتخب قطر حملة الدفاع عن لقبه بنجاح بتجاوزه أمس منتخب أوزبكستان بركلات الترجيح كما أسلفنا والشوط الأول انتهى بتقدم قطر بهدف عكسي سجله أوتكير يوسوبوف عند الدقيقة السابعة والعشرين، ولكن التعادل حصل في الدقيقة التاسعة والخمسين عبر هامروبيكوف.
وبذلك ينجز منتخب قطر المباراة الثانية عشرة على التوالي دون خسارة محققاً الفوز في 11 منها وليعجز عن تحقيق الرقم القياسي المسجل باسم إيران، والمباراة القادمة ستكون بينهما، وليصبح المنتخب القطري على بعد خطوتين من الاحتفاظ باللقب، وتاريخياً المنتخبات التي استضافت البطولة وهي حاملة اللقب احتفظت به.
ويمكن القول إن الحارس القطري مشعل برشم رجل المباراة بتصديه لثلاث ركلات ترجيحية.
وهذه هي المرة الثالثة التي تلعب فيها أوزبكستان ركلات الترجيح والحصيلة ثلاث خسارات أمام البحرين 2004 وأمام أستراليا في البطولة الماضية وأمس أمام قطر، بينما العنابي خاض ركلات الترجيح للمرة الأولى وفاز متابعاً المشوار، ولكنه سيواجه الاختبار الأصعب في المباراة القادمة.
تأهل الأردن
كتب منتخب الأردن تاريخاً جديداً في هذه البطولة ببلوغه نصف النهائي للمرة الأولى في مشاركاته الخمس، واللافت أن النشامى لم يغادروا دور المجموعات سوى مرة واحدة كانت عام 2015 في المجموعة التي ضمت اليابان والعراق وفلسطين.
وفي بقية المشاركات كان الحضور متميزاً وفي هذه البطولة، فبدؤوا بدك شباك ماليزيا 4/صفر ثم تعادلوا مع كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما، وخسروا أمام البحرين بهدف في مباراة هامشية، ويبدو أن منتخب الأردن أراد تجنب مواجهة منتخب اليابان في الدور التالي فلم يكن مهتماً بمباراته مع البحرين، وفي دور الستة عشر حقق الأردنيون الفوز الأهم في هذه النسخة على حساب العراق بثلاثة أهداف لهدفين في أقوى مباريات الدور الثاني ثم كان الفوز التجاري على طاجيكستان بهدف دون مقابل أمس الأول الجمعة في المباراة التي جرت بينهما على أرضية ملعب أحمد بن علي المونديالي، بذلك يكون المربع الذهبي خطوة جديدة من خطوات تطور الكرة الأردنية.
وللعلم فإن العرب حضروا في المربع الذهبي في كل البطولات التي شاركوا فيها باستثناء نسخة 2011.
وتأهل الأردن رفع أسهم المدرب حسين عموته الذي سيعاني من غياب لاعبيه علي علوان وسالم العجالين في نصف النهائي ولكن المدرب أثلج صدره الأحبار الإيجابية حول حالة موسى التعمري الذي سيكون لائقاً.
أما منتخب طاجيكستان فقد قدم نسخة يبنى عليها في حضوره الأول وشعاره أنه لم يأت لمجرد المشاركة فتعادل سلباً مع الصين وخسر أمام قطر بصعوبة بالغة وتغلب على لبنان بهدفين لهدف ثم تجاوز الإمارات بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، ولاحظنا التطور الدفاعي لهذا المنتخب الذي لم يتلق أكثر من هدف واحد في كل مبارياته.
الشمشون يواصل
أمس الأول كان النزال الكبير بين بطلين للمسابقة هما المنتخب الكوري الجنوبي حامل اللقب في أول نسختين 1956 و1960 وضيف المسابقة منذ عام 2007 الكنغارو الاسترالي وفاز الشمشون بهدفين لهدف، حيث سجل غودوين هدف أستراليا الوحيد في الدقيقة الثانية والأربعين، ولكن المنتخب الكوري الجنوبي عاد بقوة في الشوط الثاني وسجل هدفين الأول عبر هوانغ هي تشان عند الدقيقة التسعين من ركلة جزاء فانتقلت المباراة لوقت إضافي شهد حدثين مهمين، الأول تسجيل لاعب توتنهام الإنكليزي سون هيونغ مين هدف التقدم في الدقيقة الرابعة بعد المئة ثم طرد لاعب أستراليا إيدين أونيل في الدقيقة المئة وسبع ليسهم النقص العددي ببقاء النتيجة على حالها.
بذلك تصل كوريا الجنوبية إلى المربع الذهبي للمرة الخامسة في آخر سبع مشاركات وكان ذلك أعوام 2000 عندما خسرت أمام السعودية بهدف لاثنين، وعام 2007 عندما خسرت أمام العراق بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي، وعام 2011 عندما خسرت أمام اليابان بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2، وعام 2015 عندما بلغت النهائي وخسرت أمام أستراليا بهدف لاثنين. أما خروج المنتخب الياباني من ربع النهائي فهذا يحصل للمرة الثالثة بعد نسختي 1996 و2015 أمام الكويت والإمارات على التوالي، والخسارة هي الرابعة لليابان في كل الأدوار الإقصائية لأمم آسيا، والأولى كانت أمام الكويت في ربع نهائي 1996 والثانية أمام السعودية في نصف نهائي 2007، والثالثة أمام قطر في نهائي النسخة الماضية.
والرقم الياباني الذي ما زال في ازدياد هو التسجيل في 22 مباراة متتالية وهذا أفضل ما خرجت به ولكنها في اتجاه آخر خسرت ثلاثاً من آخر ست مباريات. وبدوره منتخب إيران بات قريباً جداً من تحقيق النجمة الرابعة التي تخاصمه منذ التتويج عام 1976، ومن بعدها لم يلعب أي مباراة نهائية رغم حضوره في كل البطولات.