رياضة

قاعدة جيّدة للبناء

| غانم محمد

فعلنا ما ذهبنا من أجله في كأس آسيا 2023، وأنجزنا ما تطلعنا إليه بطريقة جيدة، وانتهت الرحلة، لتبدأ دراستها بهدوء وبموضوعية.

قدّم منتخبنا الأول نفسه في قطر بطريقة مقنعة، وتعامل مع قدراته وإمكانياته بالشكل المطلوب، فكان العبور التاريخي إلى دور الـ16، وكان الحضور القوي (المشرّف) أمام أحد عمالقة القارة الآسيوية، ولم نحزن لخروجنا أمام إيران بركلات الترجيح إلا من باب الرغبة باستمرار الحضور، ألا إن رجال منتخبنا أبلوا بلاء طيباً، وأظهروا الروح التي كنّا نبحث عنها.

لن نبقى أسيري هذه الحالة، فهناك بعد نحو خمسين يوماً العودة إلى تصفيات كأس العالم، والمشوار الطويل فيها، والمطلوب هو استثمار ما تحقق في الدوحة لمصلحتنا، وقيادة أحلامنا الكروية بالثقة ذاتها التي اختتمنا بها مشاركتنا الآسيوية.

اكتسب منتخبنا أكثر من نقطة إيجابية، وفي مقدمتها التخلّي عن روح الهزيمة، وعن قرار اللامبالاة، فتابعنا لاعبين رجالاً يعلمون أن أي مباراة تنتهي بصافرة الحكم، وأنّ أي منافس هو عبارة عن (11 لاعباً) مثلهم، أما النتائج فتتبدّل وتتغيّر، وهي ليست كلّ شيء في كرة القدم.

وحظي نسور قاسيون أيضاً بثقة كبيرة من جمهورهم، وقد تكون من الحالات النادرة التي يجمع فيها المتابعون على رأي واحد، وهذا أمر لا يتحقق بسهولة، ولا يجوز التفريط به.

وأيضاً، عدنا من كأس آسيا من دون أي خبر يوجع الرأس، وخاصة في الشقّ الإداري في منتخبنا، على غير العادة، وهذه النقطة مكسب لا يقدّر بثمن.

باختصار، كانت مشاركتنا في كأس آسيا إيجابية، فنياً وإدارياً وجماهيرياً، وتشكّل قاعدة مناسبة للبناء فوقها، وهو ما نرجوه ونأمله، والتعاقدات التي حصل عليها بعض لاعبينا، أو تلك التي قد تكون، ما هي إلا ثمرة أولية لهذا الحضور الجيّد، وستكون هناك آثار أخرى أكثر نفعاً إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن