مسؤول في ريف دمشق لـ«الوطن»: محاسبة المقصّرين بالتعامل مع البناء المنهار في الحجر الأسود … نائب محافظ دمشق لـ«الوطن»: لجنة مشتركة مع «المهندسين» للكشف عن أسباب الانهيار الحاصل في «دمر الشرقية»
| فادي بك الشريف
تستمر حوادث الانهيار المفاجئة لعدد من الأبنية وأجزاء من الكتل الجبلية أو الأحياء «المحررة» غير المأهولة بالسكان إلى الآن، وذلك لأسباب كثيرة منها الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد، الأمر الذي يتطلب تشخيص الأسباب الحقيقية الناجمة عنها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوثها.
وفي هذا الإطار كشف نائب محافظ دمشق علي المبيض بتصريح خاص لـ«الوطن» عن تشكيل لجنة فنية بالتنسيق مع نقابة المهندسين، وذلك للكشف عن الأسباب التي أدت إلى انهيار جزء من جبل في محلة دمر الشرقية بدمشق، نجم عنه وفاة شخصين وإصابة آخر كانوا موجودين بالمكان.
وأشار المبيض إلى القيام بجولة للمنطقة مع قيام المديريات الخدمية بإزالة الأنقاض، مؤكداً أن هناك اجتماعات ولجنة مشكلة مع النقابة للوصول إلى أسباب واضحة ومقترحات يصار من خلالها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بالاستناد إلى مرجعية علمية، مضيفاً: إن المحافظة تنتظر تقرير فرع المهندسين بدمشق وعليه تتخذ كل الإجراءات وذلك لمنع حدوث مثل هذه الانهيارات.
وقال نائب المحافظ: هناك مسببات لحدوث هذه الانهيارات قد يكون أحدها هو العوامل الجوية، ولكن لا يمكن الوقوف عندها إلا في حال الاستناد إلى تقرير المهندسين المبني بشكل علمي.
وعن واقع الأبنية القديمة بدمشق، أكد المبيض أن الأبنية في دمشق القديمة لا يعني أنها غير متينة أو مقاومة، علماً أن المعماري الدمشقي الذي قام بإنشاء هذه الأبنية لديه تراكم خبرات بكيفية تعاملها مع الأحوال الجوية، لذا فإن طريقة الإنشاء وربط العناصر الإنشائية أعطياها ديمومة، وبالتالي هناك مفهوم خاطئ عن هذه الأبنية، ولاسيما أن الأدوات والوسائل التي كانت تستخدم في تلك الفترة أثبتت مقاومتها على مر الزمان.
وحسب نائب المحافظ، هناك جولات مستمرة على مختلف الأبنية، مع إصدار التعاميم والإرشادات اللازمة للتعامل مع أي حالة أو شكوك أو قلق من أي تصدع أو تشقق، إضافة إلى التعامل مع الأجزاء الظاهرة من المباني المطلة على الأملاك العامة، علماً أنه تم توجيه إنذارات لعدد من أصحاب المباني القديمة الذين استجابوا لهذا الموضوع وقاموا بأعمال تدعيم أو ترميم.
على نحو متصل أكدت محافظة ريف دمشق حدوث انهيار لبناء غير مأهول في الحجر الأسود في حي الجزيرة بشارع الثلاثين، نتيجة الأمطار الغزيرة واقتصرت الأضرار على الماديات.
وحسب مصادر المحافظة فإن البناء انهار نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الآونة الأخيرة، مبيناً أنه لم تسجل أي إصابات لكون البناء غير مأهول بالسكان واقتصرت الأضرار على الماديات.
وأضافت إن البناء قديم ومتأثر من اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة خلال فترة وجودها في المدينة، وتتحمل الوحدة الإدارية المسؤولية لتقصيرها وتركه من دون إزالة وفق بلاغات وتعاميم المحافظة المعطوفة على توجيهات وزارة الإدارة المحليّة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مصدر مسؤول في محافظة ريف دمشق أنه تم التعميم على الوحدات الإدارية بأن أي بناء آيل للسقوط يجب هدمه فوراً، مؤكداً أنه ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المقصرين بالتعامل مع البناء المنهار في الحجر الأسود.
كما أشار إلى أنه سيتم التشديد مجدداً على ضرورة إزالة الأبنية الآيلة للسقوط لمنع حدوث مثل هذه الحالات، علماً أنه تم التعامل مع الموضوع خلال فترة الزلزال بإخلاء أي بناء آيل للسقوط، علماً أن الحي المذكور غير مأهول من السكان، وكان من المفترض هدم هذا البناء.
يشار إلى أن الانهيارات والسيول الجارفة حدثت على عدة مواقع في منطقة التنايا على أوتستراد حمص- دمشق عند نزول جسر بغداد بالاتجاهين الذي تعرض لانهيار جبلي نهاية العام الماضي، نتيجة الأمطار الغزيرة.