موسكو أكدت جهوزيتها لكل التطورات.. ونائب نرويجي يكشف عواقب تخلي أوروبا عن الغاز الروسي … بيسكوف: أميركا تحرض كييف على مواصلة الحرب ضدنا
| وكالات
أكدت موسكو أن الولايات المتحدة تواصل سياساتها وموقفها العدائي لروسيا عبر الاستمرار في تحريض أوكرانيا على مواصلة الحرب، وشددت على أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطورات، في حين حذر نائب نرويجي من أن الاتحاد الأوروبي يواصل استنزاف سوق الغاز المسال لتعويض فاقده بعد تخليه عن غاز الأنابيب الروسي، منبهاً إلى مخاطر ذلك الاقتصادية والمناخية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مقابلة تلفزيونية مع قناة «روسيا 1» أمس: إن «الولايات المتحدة تعتبر مشاركاً مباشراً في الصراع في أوكرانيا وتنخرط فيه بشدة وتحرض نظام كييف على مواصلة الحرب، لكن ذلك لن يؤثر في تنفيذ العملية العسكرية الروسية الخاصة».
وأشار بيسكوف إلى أن الأميركيين «يزيدون من آلام الأوكرانيين وإيقاع المزيد من القتلى في صفوفهم من دون أن يفقد الأميركيون أنفسهم أي شيء، بل يجنون المزيد من الأرباح ويبقون على موقفهم العدائي تجاه روسيا».
وتعليقا على زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند مؤخراً إلى أوكرانيا، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية: إن زيارات نولاند إلى كييف لا تنتهي على خير عادة، وأضاف: «أفضّل عدم التعليق على السيدة نولاند، وأعتقد أنه من الأجدى أن يعلق عليها الزملاء في وزارة الخارجية، زيارات فيكتوريا نولاند إلى كييف لا تنتهي على خير عادة»، مردفاً بالقول: «الجميع يذكر بما انتهت زيارتها إلى كييف وتوزيعها الفطائر على المتظاهرين في ساحة «الميدان» عشية الانقلاب على السلطة سنة 2014».
ومؤخراً زارت فيكتوريا نولاند كييف مؤخراً في خطوة اعتبرها مراقبون في روسيا «نذير شؤم» جديداً على أوكرانيا.
من جهة ثانية، عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن الأسف لسلوك السلطات في فنلندا وسويسرا المناهض لروسيا والمتبع لتوجيهات واشنطن وبروكسل، وقالت للصحفيين أمس في موسكو: إن «السلطات الفنلندية الحالية ملتزمة قولاً فقط بقيم الحرية والديمقراطية وحرمة الملكية الخاصة، لكنها في الواقع مستعدة للإهمال المتهور لهذه المبادئ لمصلحة النهج السائد لدى الغرب الجماعي في المعارضة السخيفة لكل شيء روسي»، وفق ما نقلت وكالة «سانا».
وأكدت زاخاروفا أن إستراتيجية السياسة الخارجية التي تتبناها سويسرا أيضاً مناهضة لروسيا، وتتبع المبادئ التوجيهية لواشنطن وبروكسل، وقالت: إن «تأكيدات الجانب السويسري بالتزامه المفترض بالحياد تبدو مثيرة للسخرية»، معتبرة أن إمكانات سويسرا باعتبارها وسيطاً نزيهاً في حل النزاعات استنفدت نفسها بالنسبة لروسيا.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فيتشسلاف فولودين أن الاتحاد الأوروبي يضر بالمصالح القومية لدوله بقراره تخصيص مبلغ 50 مليار دولار لأوكرانيا، ويحكم على هذه الدول بنشوء مشكلات كبيرة، وقال في حسابه على «تليغرام»: إن هذا القرار يضر بالاتحاد الأوروبي نفسه الذي ينفق أموالاً طائلة من ميزانيته لتسعير الحروب، وليس لمساعدة مواطني بلدان أوروبا وحل قضاياهم الداخلية.
في الغضون، صرّح أسرى حرب أوكرانيون لوكالة «سبوتنيك» بأن القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتجنيد أعداد كبيرة من الأشخاص غير المؤهلين للخدمة في الجيش إما بسبب الصحة أو السن، وقال أحدهم ويدعى نازار فاشكيفيتش: «لقد تم تجنيدي في الوقت الذي كانوا يعطون فيه (بطاقات هوية عسكرية) للجميع: لأولئك الذين تم تسريحهم من الجيش، وأولئك الذين أجلوا خدمتهم والمعفيين صحياً، لقد أعطوا للجميع البطاقات، اجتزت الفحص الطبي على الفور، كتبوا إنني بصحة جيدة، بكل المؤشرات، قلت إن في يدي شريحة للكسر، لم يهتموا بالأمر».
وقال آخر، هو فيكتور تكاتشينكو، إنه تمت تعبئته من المرة الخامسة بسبب وجود العديد من الأمراض المؤكدة التي تمنع الخدمة العسكرية، وأضاف: «تمت تعبئتي. أصدروا استدعاء خامساً لأسباب صحية، أصبحت مؤهلاً للخدمة، وقبل ذلك لم أكن مؤهلاً، لدي العديد من الأمراض: ارتفاع ضغط الدم، وفتق المعدة، وانضغاط الغضاريف الفقرية».
وحسب الأسرى، بدأ تجنيد الأشخاص غير المؤهلين بسبب الصحة أو السن في الجيش الأوكراني بشكل جماعي، إذ اشتكى فاشكيفيتش بالقول: «هنا، انظر: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، كان معي جندي كبير السن، يبلغ من العمر 57 عاماً، كما أنه يعاني من مشكلات صحية، كيف سيقاتل، وكيف سيهاجم ولماذا؟ حتى يقتلوه على الفور؟».
في سياق ذي صلة، أشار النائب النرويجي ماريوس نيلسين إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل استنزاف سوق الغاز المسال لتعويض فاقده بعد تخليه عن غاز الأنابيب الروسي، محذراً من مخاطر ذلك الاقتصادية والمناخية، ودعا نيلسين في رسالة وجهها إلى وزير الطاقة تيريي آسلاندو لتوضيح مدى جدية الاتحاد الأوروبي في التعامل مع «العواقب السلبية لسياساته في مجال الطاقة التي ينتهجها منذ شباط 2022».
وذكر أن النرويج على الرغم من أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنها تدعم باستمرار معظم قرارات الاتحاد الأوروبي، وأضاف: «يستنزف الاتحاد الأوروبي السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال لتعويض فاقده من غاز الأنابيب الروسي، ويزيد بذلك انبعاثات الكربون وينقل مشكلة الطاقة من الاتحاد الأوروبي إلى الدول الأفقر في العالم» حسب وكالة «نوفوستي».