جيش الاحتلال: أكثر من 1500 عملية لإجلاء الجنود الجرحى بمعارك قطاع غزة … اشتباكات ضارية مع العدو غرب غزة والمقاومة تسقط مسيّرة له في خان يونس
| وكالات
خاضت المقاومة الفلسطينية أمس السبت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التقدّم، وأسقطت طائرة مسيّرة وفجّرت آلية تابعة له، في حين حذرت الخارجية الفلسطينية من التداعيات الكارثية لهجوم الاحتلال على مدينة رفح.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، السيطرة على طائرة إسرائيلية من دون طيار من نوع «كواد كابتر»، بعد إسقاطها في مدينة خان يونس، كما أعلنت قصفها بقذائف الهاون تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي، في محيط موقع أبو صفية العسكري، شرق المنطقة الوسطى بقطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب «شهداء الأقصى»، تفجير آلية عسكرية لجيش الاحتلال غرب مدينة غزة بعبوة «عاصف» وقذيفة «آر بي جي»، ما أدى إلى تدميرها ومقتل وجرح من فيها، وأول من أمس الجمعة تمكّن مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، من الإجهاز على 15 جندياً إسرائيلياً، من مسافة صفر، في منطقة الجوازات، غرب مدينة غزة.
وفي المنطقة نفسها، دمّرت كتائب القسّام ناقلة جند إسرائيليةً بقذيفة «الياسين 105». أما في منطقة الجامعات، غرب مدينة غزة أيضاً، فدكّت الكتائب تجمّعاً لجنود الاحتلال بقذائف الهاون، وبعد عودتهم من خطوط القتال شمال مدينة غزة، أكد مجاهدو القسّام إيقاع 3 دبابات «ميركافا» إسرائيلية في كمين «مركّب»، واستهدافها بقذائف «الياسين 105» وعبوّات «الشواظ».
من جانب آخر أعلن جيش الاحتلال أمس السبت تنفيذ وحدة النقل العملياتي التابعة له، أكثر من 1500 عملية لإجلاء الجنود الجرحى بمعارك في قطاع غزة في وقتٍ تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد جنوده.
يأتي ذلك بالتزامن مع سحب جيش الاحتلال، أول من أمس، آلياته من محيط جامعة الأقصى ومستشفيي الأمل والخير في خان يونس، وأيضاً من مناطق العطاطرة والسودانية في شمال غرب مدينة غزة باتجاه «زيكيم»، وقبل يومين، أعلن الاحتلال ارتفاع العدد الإجمالي للإصابات في صفوف قواته منذ بداية الحرب إلى 2771 عسكرياً، بينهم 1276 منذ بدء الهجوم البري، كما أشار إلى أن 388 عسكرياً يتلقون العلاج إثر إصابتهم في قطاع غزة، بينهم 39 جروحهم خطيرة، و240 متوسطة، و109 طفيفة.
وفي وقت سابق، أفات وسائل إعلام إسرائيلية، بأن عدد الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا عند الجبهتين الجنوبية مع غزة والشمالية مع لبنان، وصل إلى 4600 جريح، لافتةً إلى أن الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية بمعدل 60 جريحاً يومياً.
ووفقاً لبيانات وزارة حرب الاحتلال، التي نقلها الإعلام الإسرائيلي، هناك أكثر من 530 جندياً قتيلاً منذ بداية الحرب، في السابع من تشرين الأول 2023، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد المعوّقين في الجيش الإسرائيلي، سيصل بحلول نهاية العام 2030 إلى 100 ألف.
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع في عمليات عسكرية دقيقة، موقعةً خسائر في أرواح جنوده وآلياته.
في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من التداعيات الكارثية لهجوم جيش الاحتلال على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، واعتبرته «إبادة لنحو 1.5 مليون فلسطيني، أو في مسعى لتهجيرهم»، ورأت في بيان، صدر أمس السبت، أن المجتمع الدولي يثبت عجزه وفشله يومياً ليس فقط في وقف الحرب، إنما أيضاً إخفاقه في الضغط على دولة الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية وتجنيبهم ويلات الحرب، بما يؤكد من جديد أن الوقف الفوري لإطلاق النار لا بديل منه لحماية المدنيين.
وأوضحت أنه على الرغم من تزايد التحذيرات والمطالبات الأممية والدولية بشأن الأبعاد الخطيرة المتواصلة لتعميق وتوسيع الكارثة الإنسانية في صفوف المدنيين في قطاع غزة، واستمرار حرمانهم من أبسط احتياجاتهم الإنسانية وتعرضهم للمزيد من القصف والقتل والإبادة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم مراوغاتهم وحملاتهم التضليلية لكسب مزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب، واستكمال المجازر، وجرائم القتل والتدمير والنزوح المتواصل نحو تهجير المواطنين بالقوة.
وقالت الوزارة إنها تنظر بخطورة بالغة إلى تصريحات وزير جيش الاحتلال وغيره من المسؤولين الإسرائيليين باقترابهم من بدء حلقة جديدة وبشعة من الإبادة في رفح ومنطقتها، بما يعرض حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لخطر كبير ومحقق.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين في جميع مناطق قطاع غزة من شماله إلى وسطه إلى جنوبه، بمن فيهم النساء، والأطفال، والمرضى، وكبار السن، في أبشع أشكال التطهير العرقي الذي خلّف حتى الآن وفقاً لإحصائيات اليونيسف 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، هذا بالإضافة للإعداد المتزايدة من الشهداء والمعتقلين والمفقودين.
وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية لا تُعير أي اهتمام لقرار محكمة العدل الدولية، أو قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولجميع المناشدات الدولية التي تُجمع على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، ليس هذا فحسب، بل تواصل قوات الاحتلال استهداف المراكز الصحية، ومراكز الإيواء، واستهداف «أونروا» وكوادرها، في إمعان إسرائيلي رسمي لإبادة كل شي في قطاع غزة وتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة والسكن.