أعلنت عن ارتقاء 16 شهيداً ودعت إلى اجتماع طارئ للرئاسات الثلاثة … العراق: العدوان سيضع المنطقة على حافة الهاوية وإعلان واشنطن التنسيق معنا ادعاء كاذب
| وكالات
نددت الحكومة العراقية أمس بالقصف الذي نفذته طائرات أميركية لمواقع تواجد القوات الأمنية وأماكن مدنية ما أسفر عن ارتقاء 16 شهيداً بينهم مدنيون، ووصفته بأنه عدوان جديد على سيادة العراق، ونفت ما أعلنته واشنطن عن وجود تنسيق مُسبق مع بغداد لارتكاب العدوان، مشددة على أن الجانب الأميركي عمد إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر هذا الإعلان الذي وصفته بأنه ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي.
وبينما أعلنت الخارجية العراقية استدعاء القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن العدوان، أكدت رئاسة الجمهورية أهمية عقد اجتماع طارئ للرئاسات والكتل السياسية لبحث العدوان، على حين توعدت حركة «النجباء» بالرد على القصف الأميركي بما تراه مناسباً.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان نقلته وكالة (واع): إن «الإدارة الأميركية أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع تواجد قواتنا الأمنية، في منطقتي عكاشات والقائم، فضلاً عن الأماكن المدنية المجاورة، إلى قصف من عدة طائرات أميركية»، لافتاً إلى أن «هذا العدوان السافر أدى إلى ارتقاء 16 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحاً، كما أوقع خسائر وأضراراً بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين».
وأضاف: إن «الجانب الأميركي عمد بعد ذلك إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل من المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية».
وأكد العوادي أن «هذه الضربة العدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب»، مردفاً بالقول: «يجدد العراق رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض بلدنا وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين».
وتابع: «وفي الوقت نفسه نؤكد بأن وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبرراً لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية».
ولفت إلى أن «الحكومة العراقية ستبذل كل الجهد الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدستورية، لحماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها»، خاتماً بالقول: «المجد والرفعة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى».
بدورها قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان: «احتجاجاً على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع عسكرية ومدنية عراقية، ستقوم وزارة الخارجية باستدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد ديفيد بيركر، لعدم تواجد السفيرة الأميركية»، وأضافت: إن «ذلك يأتي لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأميركي الذي طال مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم».
من جانبها اعتبرت رئاسة الجمهورية في العراق في بيان أن العدوان يُمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، لافتة إلى أن هذه الهجمات تعمل على تصعيد التوتر وتهدد أمن واستقرار المنطقة ككل.
وأوضحت أن «العراق أبدى رغبة واضحة في تنظيم عمل التحالف الدولي من خلال جولة من المحادثات، إلا أن هجمات الأمس ستقوّض فرص نجاح المفاوضات الجارية، حيث إن العنف لا يولّد إلا العنف والتأزيم».
ودعت جميع الأطراف إلى «تحمّل مسؤولياتها الوطنية تجاه ما يتعرض له البلد من مخاطر وتهديدات منذ أشهر قد يؤدي استمرارها إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتُعرض حياة المواطنين وسلامتهم إلى الخطر».
وأكدت رئاسة الجمهورية «أهمية عقد اجتماع طارئ للرئاسات والكتل السياسية لبحث هذه التطورات والتداعيات واتخاذ مواقف واضحة وموحدة تحفظ كرامة البلد وسيادته وأمن المواطنين».
وأعربت أوساط نيابية وسياسية عراقية عن إدانتها للعدوان الأميركي الجديد على السيادة العراقية.
وفي هذا الصدد أدان العدوان كل من رئيس «تحالف نبني» هادي العامري، ورئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، ولجنة الأمن والدفاع النيابية، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي، ورئيس حركة «إرادة النائب» حنان الفتلاوي.
وحسب قناة «العالم» الإيرانية توعدت حركة «النجباء» العراقية بالرد على القصف الأميركي بما تراه مناسباً في الزمان والمكان الذي تريد.