طهران أزاحت الستار عن صاروخين ومسيّرة وأكدت أن شعوب العالم متحدة ضد الصهيونية … رئيسي: جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين عرّت الكيان وداعميه
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن جرائم الكيان الصهيوني المستمرة بحق الشعب الفلسطيني عرت الكيان وداعميه، على حين اعتبر وزير الداخلية الإيراني أن شعوب العالم اتّحدت ضدّ الصهيونية والاستكبار، وأكد أن حرب غزة أدت إلى إيقاع إسرائيل وأميركا في مأزق وأوصلتهما إلى طريق مسدود.
وخلال ملتقى اليوم الوطني لتكنولوجيا الفضاء قال الرئيس الإيراني في كلمة له أوردتها وسائل إعلام إيرانية: إن «الذين يدعمون الكيان الصهيوني هم الآن أكثر عاراً في نظر الرأي العام وضمائر العالم المستيقظة، حيث أزيل القناع عن وجه النفاق الذي يمارسونه»، مضيفاً: «سنشهد النصر الحقيقي لأهل قطاع غزة».
وأشار رئيسي إلى أن إيران باتت من بين الدول العشر الأولى في مجال الفضاء، موضحاً أن بلاده اتخذت قراراً بالحضور القوي في مجال الفضاء رغم التهديدات والعقوبات، وأوضح الرئيس الإيراني أنه تمت إزاحة الستار أمس عن منظومة «شفق» الصاروخية المطورة وكاميرا يوسف للرؤية الليلية، حيث يتميز صاروخ «شفق» بعيد المدى بالذكاء والدقة ويمكنه إصابة الأهداف من مسافة 20 كيلومتراً.
وأزاح الجيش الإيراني، أمس السبت، الستار عن النسخة المطوّرة من صاروخ «شفق» جو – أرض، وذلك في معرض منجزات القوة الجوية التابعة له، وهو الصاروخ الذي كانت إيران قد كشفت عنه قبل أشهر، ويتميز بأنه صاروخ صغير بوزن 48 كلغ وبطول 190 سم وبمدى 20 كلم، وهذا الصاروخ قادر على تنفيذ العمليات الهجومية في الظروف الجوية كافة، ويمكن إطلاقه من المقاتلات والزوارق السريعة والسفن الحربية.
كذلك، أزاح الجيش الإيراني الستار عن صاروخ «قدر 29» الذي يُطلق من المروحيات ويتجاوز مداه 150 كلم، إضافة إلى طائرة «محرّم» المسيّرة الانتحارية القادرة على حمل 25 كلغ من المتفجرات والتحليق لـ9 ساعات.
جاء ذلك بعدما كشفت سلسلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية على التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية الشهر الماضي، عن جزء جديد من ترسانة إيران بعيدة المدى لأول مرة، والتي تمثّلت بسلاح «خيبر شكن» (كاسر خيبر) البالستي، الذي يحتمل أن يكون قادراً على ضرب إسرائيل بشكل مباشر.
ويُعدّ الصاروخ بعيد المدى والدقيق «خيبر شكن» من الجيل الثالث من الصواريخ بعيدة المدى لحرس الثورة، ويتمتع بميزات فريدة، حيث يعمل بالوقود الصلب، وفي مرحلة الهبوط يتمتع بالقدرة على المناورة للمرور عبر الدرع الصاروخي، وقد أدى تصميمه المحسّن إلى خفض وزنه بنسبة الثلث مقارنة بالعيّنات المماثلة، كما تم تقليل زمن إعداده وإطلاقه.
ويبلغ مدى الصاروخ 1450 كلم، وهو مزوّد بنظام توجيه مدمج مزوّد برأس حربي قابل للمناورة. وقد تم تصميم وبناء هذه المنظومة الإيرانية بالكامل، بدءاً من الفكرة حتى الإنتاج، من قبل خبراء قوات الجو فضاء التابعة لحرس الثورة.
وفي إطار الكشف عن قدراتها العسكرية، أجرت إيران الدورة الخامسة من المناورات التخصصية المشتركة للدفاع الجوي، في كانون الثاني الماضي، بمشاركة عشرات الطائرات المسيّرة والطائرات الحربية ضمن خطة محدّدة لها من استهداف مناطق حساسة، وحاكت خطة المناورات التهديدات المحتملة وتضمّنت عمليات الرصد والكشف عنها وملاحقتها والتصدّي لها، كما تضمّنت هذه المناورات تدريبات على الحرب الذكية بطريقة واقعية وليست افتراضية.
وخلال حفل تكنولوجيا الفضاء أمس، صرح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، عيسي زارع بور أن إيران باتت الآن ضمن الدول العشر التي تمتلك تكنولوجيا فضائية محلية، مضيفاً نأمل في إطلاق قمر صناعي لدولة أخرى إلى الفضاء حتى نهاية فترة الحكومة الحالية.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية، أشار عيسى زارع، إلى سياسات وإستراتيجيات الحكومة الحالية لتسريع تطوير صناعة الفضاء في البلاد، وقال: «تحت قيادة الرئيس، نحن من بين الدول العشر التي لديها تكنولوجيا فضائية محلية بالكامل، بحيث لدينا حالياً قواعدنا وأقمارنا الصناعية الخاصة، وقد وصلنا إلى نقطة يمكننا فيها وضع الأقمار الصناعية التشغيلية بأمان في الفضاء».
وتابع: «كما أننا وصلنا الآن إلى النقطة التي يمكن أن يكون لدينا فيها مختبر فضائي واختبار بعض الأشياء في الفضاء». وأضاف: «في هذه الحكومة قمنا بإطلاق 11 قمراً صناعياً خلال عامين وشهر واحد، وإن شاء اللـه سنستمر بنفس الزخم»، مردفاً بالقول: «لدينا خطة لجعل صناعة الفضاء هذه صناعة اقتصادية ونأمل في إطلاق قمر صناعي لدولة أخرى من الأراضي الإيرانية بنهاية هذه الحكومة وإذا حدث ذلك فسيكون نجاحاً كبيراً، وحتى هذا الإطلاق يمكن تأمينه مثل الدول الأخرى».
في الغضون، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: إن الشعوب العالمية اتّحدت ضدّ الصهيونية والاستكبار، مؤكداً أن حرب غزة أدت إلى إيقاع إسرائيل وأميركا في مأزق وأوصلتهما إلى طريق مسدود.
وحسب وكالة «مهر» للأنباء، تطرق وحيدي في مؤتمر «ربيع ٤٦» الذي أقيم أمس إلى حرب غزة ومحاصرة الكيان الصهيوني فيها، قائلاً: «هذا هو المأزق الذي صنعه الشعب الفلسطيني المقاوم للكيان الصهيوني وأميركا، وقال معلّقاً على عدم وضوح سياسة الكيان الصهيوني في هذه الحرب: «هل سمعتم أي شيء صحيح عن سياسة هؤلاء حتى الآن؟ يوماً يقولون سنحتلّ غزّة، ويوماً آخر يقولون سنحتلّ الضفة الغربية».
وتابع: «ما يسعى إليه الصهاينة اليوم هو إنهاء كل من السلطة الفلسطينية وحماس، ويريدون إنشاء كيان جديد، لكن اللـه يُرينا اليوم كم هم في حالة سيئة»، وأضاف وحيدي: «ما نشهده اليوم في هذه الفترة الأخيرة هو اتّحاد شعوب العالم حول موضوع واحد، لم نشهد أبداً توافقاً وانسجاماً بين جميع الشعوب حول موضوع واحد، خاصة ضد الصهيونية، حيث إن هذا الاتحاد آخذ في التحول إلى معاداة للاستكبار، هذا أيضاً ناتج عن جهل المستكبرين، لو أنهت كل من أميركا والكيان الصهيوني الحرب في بدايتها واستسلمتا للشعب الفلسطيني، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد، هذه مقدمة عظيمة بقيادة الشعب الفلسطيني الحر».
وفي إشارة إلى ضربات حركة أنصار اللـه اليمنية على مواقع الكيان الصهيوني والأراضي المحتلة، قال وزير الداخلية الإيراني: «هذا عمل قام به الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني، وفي فلسطين، لا توجد حماس فقط»، وأضاف: «اليوم، الشعب الفلسطيني هو المعني بالصراع، والكيان الصهيوني في صراع مع هذا الشعب وليس مع جماعة معينة، وتصرفات الكيان الصهيوني الجاهل أدت إلى القضاء على جذور هذا الكيان، لكن بالطبع، عانى الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء في هذه الحرب، وسيمنح اللـه الشعب الفلسطيني إنجازات عظيمة مقابل جهاده ومقاومته العظيمة».
وتابع وحيدي: «إنهم يريدون طرح القضية بحيث تكون حماس فقط هي الموجودة في فلسطين، نعم حماس هي البادئة وحاضرة في الميدان، لكن الكيان الصهيوني يسعى باستمرار إلى فصل حماس عن الأمة الفلسطينية ويقول إنه في مواجهة مع مجموعة واحدة فقط».