شهداء مدنيون وعسكريون في عدوان أميركي على المنطقة الشرقية حيث يحارب الجيش بقايا داعش … سورية: واشنطن مصدر زعزعة الاسـتقرار العالمي والاحتلال لا يمكن أن يستمر … إيران: يفاقم التوتر في المنطقة.. روسيا: لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.. عمان: متضامنون مع سورية.. «الأوروبي»: الوضع حرج
| الوطن - وكالات
استمراراً لانتهاكاتها سيادة سورية ووحدة أراضيها، أقدمت الولايات المتحدة فجر أمس على شن عدوان جوي على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية، في تحرك رأت فيه سورية زعزعة للاستقرار العالمي وتأجيجاً للصراع في المنطقة، على حين أدانت موسكو العدوان وطالبت بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، في حين اعتبرته إيران خطأً استراتيجياً ارتكبته الإدارة الأميركية، ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من خطر التصعيد في المنطقة، بالتزامن مع تأكيد الاتحاد الأوروبي أن الوضع في الشرق الأوسط بعد العدوان حرج، ويخشى أن يخرج عن السيطرة.
وزارة الدفاع أعلنت في بيان لها أمس ارتقاء عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين، وإصابة آخرين جراء عدوان أميركي سافر طال عدداً من البلدات والمواقع في المنطقة الشرقية وبالقرب من الحدود السورية- العراقية، وأسفر أيضاً عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
وجاء في البيان نشرته «الوزارة» على موقعها الرسمي: إن «المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأميركية شرق سورية هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش العربي السوري بقايا تنظيم داعش الإرهابي وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها سواء في سورية أم في العراق بكل الوسائل القذرة، وأن هذا العدوان ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب».
وأكد البيان أن الجيش العربي السوري الذي سيستمر بثباته ومبدئه في الدفاع عن سورية أرضاً وشعباً وبضرب جميع التنظيمات مهما حاول رعاتها وداعموها إعاقة هذا الهدف، وشدد على أن «احتلال القوات الأميركية أجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر» مؤكدة مواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه والعزم على تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب والاحتلال.
وزارة الخارجية والمغتربين رأت في العدوان الجديد زعزعة للاستقرار العالمي وتأجيجاً للصراع في المنطقة على نحو خطير وذكرت في بيان لها حسب وكالة «سانا» أن الاعتداء الجديد «يضاف إلى سجل انتهاكات الولايات المتحدة بحق سيادة سورية ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، لتثبت مجدداً أنها المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار العالمي، وأن قواتها العسكرية تهدد الأمن والسلم الدوليين عبر اعتداءاتها ضد الدول وشعوبها وسيادتها، وأن ما ارتكبته يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية».
وتابعت: «ليس غريباً أن هذا الاعتداء استهدف المنطقة الشرقية من سورية، حيث تحارب قواتنا ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي فيما تعمل الولايات المتحدة لإحياء نشاطه الإرهابي»، وأضافت: «إذ تدين الجمهورية العربية السورية هذا الانتهاك الأميركي السافر، فإنها ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأميركية لتبرير هذا الاعتداء».
وأشارت الخارجية إلى أن الاعتداء الأميركي واستمرار القوات الأميركية باحتلال أجزاء من أراضي سورية دليل واضح على أن السمة الصريحة للإدارة الأميركية عدم احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وأعربت عن القلق البالغ إزاء حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن الدولي جراء إعاقة الولايات المتحدة الأميركية قدرتَه على تحمل مسؤولياته في وقف كل هذه الانتهاكات الخطيرة لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وشددت على أن هذا الانتهاك الجديد للسيادة السورية يندرج ضمن سلسلة الانتهاكات التي دأبت الولايات المتحدة الأميركية على ارتكابها في سورية.
وفي السياق، عبر وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي خلال اتصال مع وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد عن تضامن سلطنة عمان المستمر مع سورية وحرصها على أمنها وسيادتها على كامل أراضيها وأكد ضرورة عدم التدخل في شؤون دول المنطقة.
من جانبه، أكد المقداد تقدير سورية لموقف سلطنة عمان الأخوي تجاه ما تواجهه من اعتداءات غادرة على أراضيها واحتلال غير شرعي ودعم للجماعات الانفصالية وآخرها هجمات الولايات المتحدة على الأراضي السورية والعراقية والتي هدفها الأساسي تمكين تنظيم داعش الإرهابي الذي ترعاه والحيلولة من دون تعزيز علاقات الأخوة والجوار بين سورية والعراق.
على ضفة موازية، أدانت روسيا بشدة العدوان الأميركي وأكدت أنه غير مبرر ويظهر الطبيعة العدوانية للسياسة الأميركية، ودعت إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، قائلة «نسعى إلى النظر بشكل عاجل في هذا الوضع الناشئ من خلال مجلس الأمن الدولي»، وذلك حسب بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية على موقعها الرسمي.
وأوضح البيان أن «الضربات الجوية الأميركية أظهرت مرة أخرى للعالم الطبيعة العدوانية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتجاهل واشنطن الكامل للقانون الدولي» وأضاف: إن واشنطن تواصل زرع الدمار والفوضى في الشرق الأوسط، ما يعني أن الغارات الجوية الأميركية مصممة خصيصاً لزيادة تأجيج الصراع في المنطقة، واستنكر «المشاركة المطيعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الهجمات الأميركية»، مشيراً إلى حماسة لندن في دعم الأعمال الاستفزازية الصرفة لواشنطن.
وطالبت البعثة الروسية في مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ للمجلس على خلفية العدوان الأميركي، وقال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي : «طلبنا للتو اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي بما يتعلق بتهديدات السلام والأمن الناجمة عن الضربات الأميركية على سورية والعراق».
إيران بدورها أكدت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها ناصر كنعاني وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية أن العدوان يمثل انتهاكاً لسيادة العراق وسورية ووحدة أراضيهما والقانون الدولي وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة»، معتبرة أن العدوان على سورية والعراق مغامرة وخطأ استراتيجي من جانب واشنطن، لن يكون له نتيجة سوى تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
في الغضون، أكد مصدر أمني في المركز الاستشاري الإيراني في سورية لوكالة «يونيوز» أن العدوان سيكون له «تداعيات وخيمة على وضعية القوات الأميركية في المنطقة»، وسيجلب المزيد من «ردات الفعل على السلوك العدواني».
في الأثناء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من خطر التصعيد في المنطقة بعد العدوان الأميركي على سورية والعراق، داعياً إلى اتخاذ تدابير للحد من التوترات فيها، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك لوكالة «سبوتنيك»: «الأمين العام يشعر بالقلق إزاء مخاطر المزيد من التصعيد، ويدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من التوترات ومراعاة التكاليف الاقتصادية والبشرية للصراع الأوسع في منطقة هشة بالفعل».
وفي السياق أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «أن بروكسل تقيم الوضع في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية على سورية والعراق على أنه حرج، وتخشى أن يخرج عن السيطرة وتدعو إلى وقف التصعيد»، حسب ما ذكرت وكالة «تاس»..
وقال بوريل لدى وصوله إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية «الأوروبي»: «نكرر دائماً أن الشرق الأوسط خزان يمكن أن ينفجر في أي لحظة، وندعو الجميع إلى خفض التصعيد، فنحن نشهد وضعاً حرجاً».
بدورها قالت وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب: إنه «يجب بذل أقصى الجهود لتجنب امتداد الصراع إلى المنطقة بأكملها».