الخبر الرئيسي

موسكو وواشنطن اتفقتا على تشكيل وفد المعارضة مناصفة.. و«كبير مفاوضي» معارضة الرياض إرهابي … دمشق تسلم أسماء وفدها: الجعفري رئيس والمقداد مشرف عام

سلمت دمشق أسماء وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف على أن يرأسه الممثل الدائم لسورية في مجلس الأمن بشار جعفري، ويشرف عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وبعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية.
وفي المقابل قامت ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات، بتعيين المسؤول الإعلامي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش بمنصب «كبير المفاوضين»، إضافة إلى تعيين «أسعد الزعبي» رئيساً للوفد، و«جورج صبرا» نائباً له، مع رفض وجود أي طرف معارض آخر في الحوار المرتقب.
ويقيم مصطفى في السعودية، وهو من أقرباء الإرهابي زهران علوش الذي قتل خلال غارة للطيران الحربي السوري منذ ما يقارب الشهرين، على اجتماع موسع لقيادات الميليشيات في الغوطة الشرقية.
وبحسب مراقبين، فإن تعيين علوش بصفة «كبير المفاوضين» عن وفد المعارضة، هي خطوة استفزازية هدفها الوحيد إفشال أي حوار ممكن بين وفد الحكومة السورية ومعارضة الرياض، واستباق اجتماع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.
ولم يحظ إعلان معارضة الرياض، الذي جاء قبل ساعات من لقاء لافروف وكيري، بأي تعليق من الطرفين باستثناء عبارة وردت على لسان الوزير الروسي شدد فيها على أن موسكو «لم نتخل عن اعتبار «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» منظمتين إرهابيتين».
وبعد الاجتماع المرتقب بين لافروف وكيري لم يتم تحديد أي موعد لبدء الحوار كما لم يعلن عن أي اتفاق تجاه لوائح المعارضات التي ستحضر، واكتفى لافروف بالإشارة إلى أن موسكو وواشنطن واثقتان من بدء الحوار قبل نهاية هذا الشهر.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية في جنيف تحدثت لـ«الوطن» فإن مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أنجز كل الترتيبات اللوجستية فيما يتعلق بوصول الوفود وإقامتها، وقال المصدر: إن مكتب المبعوث الأممي عمل ترتيبات باستقبال ثلاثة وفود، واحد عن الحكومة واثنين للمعارضة.
ولم تعلق دمشق على إعلان معارضة الرياض أسماء وفدها إلى جنيف التي ستستضيف مفاوضات غير مباشرة دون أن يلتقي أي وفد بالآخر لأنها ستتم بغرف منفصلة ومن خلال ميسر.
وحتى الآن لا يمكن لأحد الجزم بموعد إطلاق الحوار، على الرغم من أن تاريخ الإثنين القادم بات صعباً، إلا أنه يبقى غير مستحيل وفق مقربين من دي ميستورا، مع ترجيحات بأن يتم إرجاء بداية الحوار بضعة أيام إضافية على أن يجري قبل نهاية الشهر الجاري، لكن وزارة الخارجية الأميركية أكدت في وقت لاحق أنها تتوقع أن تمضي المفاوضات في موعدها المحدد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وأكد الناطق باسمها مارك تونر أن ميليشيا «جيش الإسلام» لم تصنف على قائمة الإرهاب.
وفي معلومات حصلت عليها «الوطن»، فإن لافروف وكيري توصلا خلال اجتماع أمس في زيوريخ في سويسرا إلى اتفاق مبدئي يقضي بتكليف دي ميستورا بتشكيل الوفد المعارض مناصفة بين معارضة الرياض والأسماء التي تقدمت بها موسكو.
ووفقاً للمصادر فإن كيري سيبحث مع المسؤولين السعوديين اليوم المقترح الروسي وسيحذر في حال ممانعتهم أن موسكو ستفرض وجود وفدين في جنيف ولن تقبل إطلاقاً بوفد واحد يمثل معارضة الرياض.
وقالت المصادر: إن دي ميستورا سيتوجه بدوره يوم الأحد القادم إلى الرياض لمشاورات أخيرة قبل أن يعلن في مؤتمر صحفي يعقد الإثنين القادم في جنيف أسماء وفد أو وفدي المعارضة.
ورجحت المصادر أن تعقد أولى جلسات الحوار في 28 من الشهر الحالي بدلاً من 25 كما كان مقرراً.
وفي تفاصيل المؤتمر الصحفي المقتضب بعد لقاء وزيري الخارجية الروسي والأميركي قال الوزير لافروف: «لا توجد لدينا أفكار لتأجيل المحادثات بين الحكومة والمعارضة إلى شباط»، مؤكداً أنها «ستستغرق وقتاً طويلاً».
وبين لافروف أن «المفاوضات ستشمل وفد المعارضة إضافة إلى الوفد الحكومي، بما في ذلك الشخصيات والمنظمات المعارضة التي رشحت ممثليها للمحادثات في موسكو والقاهرة والرياض»، وأضاف: «هذا فقط تفويض، ولا يجري الحديث عن أطراف ثالثة أو أولى أو ثانية»، موضحاً أن الحديث عن هذا الأمر «لا يعود لطرف ما خارج الأمم المتحدة بل للسيد دي ميستورا».
وذكر لافروف بأن المباحثات تضمنت «الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان وقف إطلاق النار»، الذي يستثني تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، لافتاً أن بلاده لم تتخل عن اعتبار أن «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» منظمات إرهابية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تحديد من يشاركون في المحادثات أمر لا يخص إيران، بل «يعود للسيد دي ميستورا وأنا واثق من أنه سيطبق هذه المعايير» بعدما شدد على ضرورة ألا يضم وفد المعارضة أعضاء من تنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن