رياضة

فرق الدوري الكروي الممتاز بعد مرحلة الذهاب … الوثبة بداية جيدة ونهاية متعثرة … الكرامة أداء متفاوت وخطوة على الطريق الصحيح

| ناصر النجار

نتابع ما بدأنا في الأعداد الماضية الحديث عن الدوري الكروي الممتاز في مرحلة الذهاب، وقد تحدثنا بشكل عام عن الدوري ومستواه والأداء الذي قدمته الفرق في المباريات وقد تباين بين الجيد والمتوسط ودون ذلك.

وساهمت عوامل كثيرة في تراجع الأداء منها التبديلات الكثيرة في الفرق بحيث بات الانسجام بين أفراد الفريق الواحد ضعيفاً ومنها أيضاً سوء الحالة الإدارية حيث تعرض العديد من الأندية إلى تغييرات وتبديلات في إداراتها، وكذلك غياب الاستقرار الفني، فالعادة الشهيرة تبديل المدربين استمرت طوال مراحل الذهاب وهي بلاشك تؤدي إلى اضطراب فني، وحتى الآن لم نجد أي جدوى في عملية تبديل المدربين ولنا في فرق الساحل والحرية وأهلي حلب خير دليل على ذلك.

ومن الأسباب التي لا تتحمل الأندية مسؤوليتها سوء أرض الملاعب، وقد تابع الجميع بعض المباريات التي أثرت أرضية الملاعب التي أقيمت عليها في أداء اللاعبين، وكان من المستحيل تقديم جملة كروية واحدة صحيحة.

ولابد من الإشارة إلى اعتراضات أغلب الأندية وجماهيرها على القرارات التحكيمية ما أدى إلى حدوث خرق للقوانين والأنظمة استوجب صدور عقوبات انضباطية وغرامات مالية تعرضت لها كل الأندية على حد سواء.

ومن وجهة نظر المراقبين فقد توزعت الفرق على عدة طوابق استناداً للأداء والنتائج في مرحلة الذهاب بأكملها، ومع ابتعاد الفتوة بالنقاط عن أقرب منافسيه فقد تم وضع الفتوة في طابق الدوري الأول وقد حاز أعلى النقاط من خلال ثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات ولم يخسر أياً من مبارياته، وبات المرشح الأول للفوز باللقب، وهو الأفضل حظاً بين غيره من الفرق ليحتفظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي.

الطابق الثاني ضم فريقي جبلة وحطين وقد جمعا عشرين نقطة وهما أقرب الفرق إلى الفتوة ويبتعدان عنه مسافة سبع نقاط، نظرياً كل شيء وارد وهذا الرقم بالنسبة إلى 33 نقطة حصيلة مرحلة الإياب يمكن تدارك أي مسافة من خلالها بشروط طبعاً، ومن هذه الشروط ألا يضيع الفريقان أي نقطة مقابل أن يتعثر فريق الفتوة في أكثر من مباراة، وعملياً هذا صعب جداً تحقيقه حسب معطيات الفرق وبرنامج مبارياتها في الإياب.

الطابق الثالث ضم فرق تشرين والطليعة والجيش والوثبة والكرامة وأهلي حلب وهي التي توسطت جدول الترتيب، وتحدثنا في العدد الماضي عن تشرين 18 نقطة والطليعة 16 نقطة والجيش 15 نقطة، ونتابع في عدد اليوم الحديث عن بقية فرق الوسط حسب نتائجها وأدائها وآمالها في الإياب.

السقوط المفاجئ

فريق الوثبة نال 15 نقطة متساوياً في الترتيب مع فريق الجيش بالنقاط ومتأخراً عنه بفارق الأهداف واحتل المركز السابع وهو متأخر عن الموسم الماضي مرتبتين، الوثبة لم ينخرط في العملية الاحترافية هذا الموسم مثل غيره من الفرق وكان معتدلاً في خياراته فلم ينجرف نحو المنافسة على اللاعبين كما فعل غيره من الأندية، ووضع شروطاً للعقود وميزانية معتدلة، وبناء عليه كانت تعاقداته، وكسب النادي ومدربه الجديد مصعب محمد الرهان مطلع الدوري لدرجة أن المراقبين وصفوا الفريق بحصان الدوري الأسود نظراً لما حققه من نتائج جيدة وبعضها كانت كبير ومفاجئ للجميع، ثم توقف الفريق فجأة في الأسبوع السابع وتعرض لأربع خسارات متتالية أسفرت عن استقالة المدرب.

بدأ الفريق بالتعادل مع الطليعة والساحل بلا أهداف ثم فاز على الجيش وتشرين 2/صفر وتعادل مع جبلة بلا أهداف وقد أنهى خمسة أسابيع بشباك نظيفة، وحقق بعدها فوزاً كبيراً على الحرية 4/1.

مسلسل الخسارات بدأ أمام الوحدة بهدفين نظيفين ثم أمام الفتوة 1/2 والكرامة 2/3 وحطين صفر/2، المباراة الأخيرة حقق فيها الفوز على أهلي حلب بهدف نظيف جاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

الأخبار الواردة من نادي الوثبة قليلة، والفريق تأهل إلى دور الـ16 من مسابقة كأس الجمهورية وسيواجه فريق ، المهمة لن تكون سهلة على المدرب ماهر دالاتي الذي استلم الفريق بداية من لقاء أهلي حلب، فالموقع الذي يحتله الوثبة لا يعتبر آمناً إذا لم يحقق الفريق المطلوب، فالكثير من الفرق التي خلفه قريبة منه، لذلك فالوثبة مدعو لشد الهمة حتى يعود فارساً كما بدأ مرحلة الذهاب.

مبارياته في الإياب ستكون على الشكل التالي، سيلعب على أرضه مع الطليعة والجيش والحرية والفتوة والكرامة وحطين، وسيلعب خارج أرضه مع الساحل وتشرين وجبلة والوحدة وأهلي حلب.

إعداد جيد

فريق الكرامة يتأخر عن جاره الوثبة بفارق نقطة واحدة وله 14 نقطة، من خلال الشكل العام وحسب النتائج فإن الفريق لم يقدم المطلوب، لكن من حيث العروض قدم الفريق عروضاً متباينة بين الجيد في أغلب المباريات ودون ذلك في أقلها، والأهم من ذلك أن الكرامة افتقد للحظ والتوفيق في الكثير من المباريات وخصوصاً المباريات الافتتاحية وهو بلا شك له تأثيره السلبي على نفسية الفريق.

فكرة إدارة النادي اتجهت إلى بناء كرة القدم على الوجه الصحيح، وهذه الخطوة تمت وفق دراسة بين إدارة النادي ومدرب الفريق طارق الجبان وأساسها الصبر على الفريق الأول ونتائجه والعناية ببقية فرق النادي الأولمبي والشباب والناشئين، ولأن الأجواء في الأندية ليست كلها سليمة فإننا نجد من يحاول أن يفسد هذا الزرع، لذلك تقدم المدرب طارق الجبان أكثر من مرة بالاستقالة، وكان جواب الإدارة الرفض لأنها آمنت بما يتم عمله ولابد من الصبر على نتائج الفريق وصولاً إلى الحالة المرضية التي ينتظرها الجميع وهي تحقيق معادلتي الأداء والنتيجة.

خسر الكرامة أكثر من ثماني نقاط في الوقت بدل الضائع ولو تحققت هذه النقاط لكان اليوم أحد المنافسين على اللقب، فحقق الفتوة التعادل في الدقيقة 94 ونال جبلة التعادل في الدقيقة 98، وسجل حطين هدف الفوز برأس لاعب الكرامة بالخطأ في الدقيقة 94، ونال الوحدة التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

فالكرامة تعادل مع الفتوة وجبلة وأهلي حلب والجيش 1/1 ومع الوحدة 2/2 وفاز على الساحل 1/صفر وعلى الوثبة 3/2 وعلى تشرين 1/صفر، وخسر أمام حطين 1/2 والطليعة صفر/1 وأمام الحرية صفر/2.

لكن إشارة الاستفهام التي يمكن أن ترفع على الفريق كانت بالخسارتين أمام الحرية في آخر لقاءات الدوري وأمام الهلال بلقاء كأس الجمهورية 1/2 ما جعل الإدارة تتخذ جملة من العقوبات المالية بحق لاعبي الفريق، بانتظار تصحيح المسيرة.

مباريات الفريق في مرحلة الإياب متوازنة فسيلعب على أرضه مع جبلة والوحدة والجيش والطليعة والوثبة والحرية، وسيلعب خارجها مع الفتوة وحطين وأهلي حلب والساحل وتشرين.

فريق المستقبل

إدارة نادي الاتحاد أهلي حلب رفعت شعار (نعم لأبناء النادي) لذلك أسست فريق هذا الموسم من أبناء النادي بعضهم من المخضرمين وأكثرهم من الشباب، وهذه الفكرة جيدة لأن النادي مملوء بالمواهب الشابة وقاعدته غزيرة باللاعبين، ومن هنا يمكن البناء على فريق هذا الموسم ليكون أفضل في الموسم القادم، ويمكن الرهان عليه في المواسم القادمة إن استمر العمل بهذا النهج الصحيح.

تأثر فريق أهلي حلب بغياب الجمهور عن مبارياته التي تقام في حلب لأسباب خارجة عن إرادته وإرادة اتحاد كرة القدم، كذلك فإن نقص الخبرة عن العديد من اللاعبين الشبان أدت لضياع الكثير من الفرص وبالتالي فقدان نقاط مهمة وعلى صعيد الأداء والمستوى، فقد قدم الفريق أداء متفاوتاً مباراة بعد أخرى، فتارة كان أداؤه متميزاً وتارة أخرى لم يكن الفريق بالفورمة المطلوبة.

ونقص الخبرة تجلت بوضوح في مشاركة الفريق في بطولة الاتحاد الآسيوي، حيث خسر بعض المباريات نتيجة أخطاء ساذجة في الدفاع وفي الأوقات المتأخرة من المباريات كما حدث معه مرتين مع فريق الكهرباء العراقي (على سبيل المثال).

تعاقد الفريق مع ثلاثة محترفين أجانب تقتضيه الحاجة وخصوصاً من أجل المشاركة الآسيوية وللأسف لم يوفق الفريق بالاختيار فتم فسخ عقد الغاني أبو بكر كامارا والنيجري سولين فيكتور أباتا، وفسخ عقد اللاعب الثالث النيجيري شيدوبيم شدراك إيزوغو، لكن عاد مرة أخرى للفريق بعد فترة قصيرة.

بداية الفريق بالدوري تعادل فيها مع جبلة 2/2، ويحسب للأهلي أنه قلب تأخره بهدفين نظيفين إلى التعادل، ثم فاز على جاره الحرية بهدف وتعادل مع الوحدة بلا أهداف وخسر أمام الفتوة صفر/1 وتعادل مع الكرامة 1/1، لكنه تلقى خسارة قاسية أمام حطين 1/4، بعدها تعادل مع الساحل 1/1 وفاز على الجيش 2/1 ليخسر أمام تشرين صفر/2 ويفوز على الطليعة 4/صفر وأنهى الدوري في رحلة الذهاب بالخسارة أمام الوثبة صفر/1 وجاء هدف الخسارة في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

بدأ الفريق الدوري مع المدرب معن الراشد ثم استقال نهاية الأسبوع السادس بعد الخسارة الثقيلة أمام حطين 1/4 وتولى مهام التدريب أحمد هواش وكان يشغل مهمة المدير الفني للفريق، وعملياً لم يتغير أي شيء على الفريق فنياً.

الفريق في مركز متأخر برصيد 13 نقطة في المركز التاسع وهو قريب جداً من مواقع الخطر ولابد من إعادة الكثير من الحسابات حتى لا يغرق الفريق أكثر ولكي يتجنب الوقوع في خطر الهبوط.

في الإياب سيلعب على أرضه مع الحرية والفتوة وحطين والساحل وتشرين والوثبة وسيلعب خارجها مع جبلة والوحدة والكرامة والجيش والطليعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن